صُوَر سِياحيَّة للأبيضِ المُتوسط
سالم الرحبي(في فبراير الماضي كنتُ في بيروت، ورأيتُ الأبيض المتوسط لأول مرةٍ في حياتي) (1)أين التقيتُ بهذا البحرِ؟ زرقتُههُويَّةٌ لكتابي...كنتُ أكتبُ مايمحو،وأكتشفُ الدنيالأول يومٍ...كنتُ أكتشف الدنيا وأرجعُمن موتيوأنتحرُ(2)كعاشقٍ خطَّ سطرًا،كالنبي إذا تأخر الوحيُّفي بيروت...ربي كما خلقتنيفتخلَّقفي يدي لغةًجديدةًوتكلم...باسم من وُلدواكي يقتلواوتكلم...باسم من خرجواشعبًا تشعَّب في الوديان،من حفرواأصواتهم بأياديهِمعلى جُدرِ الزنانةِ...
30 يوليو 2025
اقرأ لي رواية
أنطونيو مونيوث موليناترجمة: حسني مليطاتطلب مني عمّي، الذي كوّن ثروة مهمة في حياته أنّ أنصحه بكتب لتقرأها بناته، اللاتي أوشكن على الخروج من سنّ الطفولة، والبدء بمرحلة عُمرية جديدة، فقال لي: «أريد كتبًا مُؤَسِّسة، ليست بروايات، ولا شيء من هذا القبيل». تجدر الإشارة إلى أنّ عمي وصل إلى مكانته الاجتماعية...
30 يوليو 2025
افتتاحية.. الصيف والقراءة
رغم ضجيج العالم الذي يتصاعد كل يوم إلا أن علينا ألا نزيح القراءة نحو الهامش، إنها فعل وجودي تتفتح معه الذات، وتسمو عاليا في لحظة يبدو كل شيء فيها يجرنا نحو القاع.ومع كل صيف يطل، وتخفتُ فيه وطأة الالتزامات اليومية، يتسع الزمن لاختيار آخر، أكثر جوهرية: أن نرتدّ إلى الداخل،...
25 يونيو 2025
كيف نستطيع أن نكتب المدن؟
تبدو المدن للوهلة الأولى عبارة عن عمارات إسمنتية وزجاجية واختناقات مرورية لا تنتهي، ونصب تذاكرية لا معنى لها. لكن هذه النظرة تبدو نمطية جدا وظالمة ولا تعطي الحقيقة. عندما نتعمق في المدن نستطيع اكتشاف صورة أخرى مختلفة تماما عن تلك الصورة التي أتينا بها من القرية التي تحولت هي الأخرى...
25 يونيو 2025
أمــــل
في الخيمة الواسعة التي كنّا نجلس فيها، ومن بين كل النساء المتّشح بعضهن بالسواد، انتبهت إلى تلويحة يدها، أتلفّت يمينا ويسارا، لعلها تشير إلى امرأة غيري، نظراتها وحركة يدها تؤكّد إنّها تشير إليّ، إنّها أمل التي تعرّفت عليها حين بدأنا إجراءات التسجيل إلى الرحلة، ومنذ ذلك اليوم جمعتني بها صداقة...
25 يونيو 2025
في السرد واللغة والخطاب
قبْل المعاني والدلالات، قبل الصورة والتشكيل، قبل المتخيَّل والواقعي، قبل التقنيات والحِيَل الفنية، تأتي اللغة أولاً لتحتل المكانةَ والمنزلة الأولى في عملية الإبداع الكتابي، فهي التي تمنح الدلالات وتفجر المعاني، سواءٌ تلك التي يقصدها الكاتب المبدع أو التي لا يقصدها، وهي التي تشكّل الصورة والعوالم والآفاق والفضاءات، وعن طريق اللغة...
25 يونيو 2025
خطاب المفتتح والخاتمة قراءة في رواية «الروع»
«إن الافتتاح منطقة خطرة في الخطاب: ابتداء الخطاب فعل عسير؛ إنه الخروج من الصمت»رولان بارت، التحليل النصيما أقدمه هنا ليس قراءة شاملة لرواية الروع للكاتب العماني زهران القاسمي، الصادرة عن دار منشورات ميسكلياني 2025. لست بصدد تتبّع النص من ألفه إلى يائه، ولا أزعم أني أُحيط بجسده كله. بل هي...
25 يونيو 2025
لماذا تموت الأفكار الجيدة بصمت وتنتشر الأفكار السيئة كالنار في الهشيم؟
عندما وُلد الإنترنت، بدا وكأنه أعظم اختراع في زمنه. في عصور شح المعرفة، لم يكن أمام البشر إلا العمل بمبدأ «المعرفة عند الحاجة». فالحقائق الدقيقة والمشتركة بين الناس كانت نادرة، لا لغيابها، بل لصعوبة حفظها وتداولها. أما المعلومات العشوائية غير الدقيقة، فكانت منتشرة. لكن مع تطور الحضارة، بدأت أدواتنا تنظم...
25 يونيو 2025
الحلم بالنمر العربي
سألني أحد مقدّمي البرامج الحوارية ذات مساء:«هل ترى النمر العربي في أحلامك؟»توقفت لحظة. خطر لي أن أجيب، لكنني أدركت سريعا أن إجابتي الأولى ستحتاج ثلاث ساعات على الأقل، لشرح التعقيد البيئي والبيولوجي المرتبط بهذا الكائن، الذي انقرض منذ نحو ربع قرن، هذا إذا افترضنا أن لدى الجمهور الحد الأدنى من...
25 يونيو 2025
قصة رواية بلغت العشرين
فيما كنت منشغلا بكتابة روايتيّ الرابعة والخامسة، تحولت غرفة مكتبي من حولي على نحو غامض إلى دغل منزلي صغير. فأينما نظرت إذا بي أمام جبال متربة من الصفحات المكتوبة، وأبراج متداعية من الملفات.غير أنني، في ربيع عام 2001، بدأت العمل على روايتي الجديدة بطاقة متجددة، وقد أعدت تجديد الغرفة بالكامل...
25 يونيو 2025
لماذا النزوح العربي إلى الرواية التاريخية؟
سيطرت الرواية التاريخية على المشهد، فبعض الكتَّاب تخصَّصوا فيها، بشكل لا تعرف معه إن كان الكاتب قد وجد منطقته الفنية واستراح فيها، أم أن نجاحها ومبيعاتها الكبيرة قد أغرته بالبقاء في عالمها أطول مدة ممكنة؟ الأسئلة التي تتعلق بهذه القضية كثيرة ومتشعبة ويمكنها أن تفتح نقاشا مهما: لماذا النزوح العربي...
25 يونيو 2025
تمرد الهامش وسخريته في تجربة عبد العزيز الفارسيّ القصصيّة
من القضايا التي تُطرح في السرد، الهامش من حيث هو ثيمة في الشخصيات وصيرورتها وفي الأحداث وتحولاتها، ومن حيث هو تقنية كتابيّة تشارك المتن، فلم يقتصر دور الهامش على وظيفته الاعتياديّة في شرح الألفاظ، بل صار يسعى إلى المشاركة والتفاعل مع المتن، و«لا يمكننا تحديد مفهوم الهامش أو الهامشيَّة وطبيعتها...
25 يونيو 2025
غزّة .. تراثٌ يتهدّده الزّوال
يئنّ سكان غزّة منذ أكثر من ثمانية عشر شهرا من وطأة حرب تجاوز رُعبها كل الحدود (فلقد خلّفت حتى الآن أكثر من خمسين ألف قتيل وفقًا للإحصائيات). وكلّنا نطالع في الأخبار يومًا تلو الآخر، كيف يحاول شعبٌ محرومٌ من كلّ شيء أن يصمد ويبقى على قيد الحياة. غير أنه وإلى...
25 يونيو 2025
جهنم الهلع.. قراءة قصص وقت قصير للهلع ليحيى سلام
هلع القراءة: قراءة العنوان أوحت لي أن مجموعة وقت قصير للهلع هي قصص عن شخصيات مصابة بالهلع، بينما لا توجد قصة، من القصص الثلاث التي تشكل المجموعة، بالعنوان نفسه ولا حتى مفردة الهلع، بينما شعرت بعد قراءة المجموعة أن الوقت القصير للهلع قد يكون وقت القراءة نفسه، وأن الهلع هو...
25 يونيو 2025
«أحلام في حدائق الموت» للكاتب سالم البحري رواية الهشاشة الإنسانية وتفكيك الذات وسرديات الهوية
قبل بضع سنوات، التقيت بالكاتب العماني سالم البحري، في مكان قريب من مطار الدار البيضاء، وهو المفتون بطبيعة المغرب وآثاره وثقافته وأناسه. تعرفت فيه على الباحث المهتم بالتاريخ. وانتبهت بعد الاطلاع على ما أهدانيه من أعماله إلى أن اهتمامه هذا لا يقتصر على بلاده، كما يفعل المؤرخون عادة، بل يتجاوزه...
25 يونيو 2025
قراءة في مجموعة «الرجل النائم إلى جوارك» شفافية الفكرة بين الانتصار للذوات ومسؤوليّة اختيارها
ندرك تماما دور العنوان كونه عتبة فنيّة إضافة إلى المشاهدات اللونيّة والشكلية على غلاف العمل الأدبي غير أن هناك عناوين كثيرة لا تستطيع أنْ تلهم العمل قلق الفكرة التي يستسلم لها التأويل، ثمة قراءات لا تعوّل كثيرا على العتبات لسبق مفرط للتوقّع أو لتأجيل فهمها إلى متن العمل.في تجربة أسماء...
25 يونيو 2025
إيران .. قراءة في صعود مشروع جيوسياسي بديل
«عمان»: منذ الثورة الإسلامية عام 1979، لم تكفّ إيران عن إثارة الحيرة في أروقة السياسة الدولية. دولة بقيت محاضرة بالعقوبات، لكنّها مع ذلك تمدّ ظلّها من شواطئ المتوسط إلى مضيق باب المندب. في كتابه الجديد، «صعود إيران ومنافستها مع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط»، يقدم محسن ملاني قراءة دقيقة لما...
25 يونيو 2025
افتتاحية.. انكشاف السردية الإسرائيلية وبداية زمن فلسطيني جديد
لا تسيطر إسرائيل أو الصهيونية العالمية على المشهد العالمي بقوة السلاح فقط، ولكن بقوة السردية. كانت الصهيونية تعي تأثير قوة السردية على السيطرة على وعي العالم.روّجت السردية الإسرائيلية منذ البداية لنفسها باعتبارها «الضحية المطلقة»، ونسجت حول مشروعها الاستيطاني شبكة سرديات عاطفية، قوامها الهولوكوست، والديمقراطية، والحداثة، بينما تمّ تصنيف الفلسطيني كخطر...
28 مايو 2025
حسين العبري: ليس من مهام الأدب فهم النفس والمجتمع، بل تغليب الإمتاعي على الوظيفي
بينما يمضي العالم قدما في تقدمه المادي المحسوس، نجد أنه لا شيء يعطل المعاناة البشرية التي تحتشد ضراوتها المستعرة من حين لآخر. ففي فوران الحواس المحتدمة والتمرغ اليومي في القلق، يخيل لنا أنّ الآداب والفنون تؤدي دورا ما في نجاة محتملة. هنالك أيضا من ينظر للإيمان كعامل مؤازرة وأداة حماية...
28 مايو 2025
الوعي المزيف .. الوعي المخترق
ليس من قبيل المجاز أو الاستعارة أن نقول: إن الوعي الإنساني أصبح اليوم عرضة للاختراق، بل إن المجاز نفسه يبدو قاصرا أمام ما يجري من إعادة هندسة كاملة لإدراك الإنسان المعاصر، بعيدا عن أدوات السيطرة القديمة التي كانت تستدعي العنف، أو الخطاب الأيديولوجي المباشر، أو الرقابة الصلبة. نحن أمام نمط...
28 مايو 2025
