الموقع الرسمي لجريدة عُمان - مؤلف

سالم الرحبي
سالم الرحبي
الصورةُ مَتحفا للموت
الصورة حدثٌ ميت مقفل في إطار، لكنه يحيا من خلال النظر فيه. وكثيرا ما كانت الصورةُ متهمة بالمبالغة الدعائية والإفراط في نقل الحقيقة أكثر مما يحتمل الواقع. بمعنى آخر تبدو لنا الصورة وكأنها عمل شيطاني موسوس، صمت مفتوح للتأويل وإعمالِ الخيال، مثار للغواية البصرية وأقرب إلى التضليل من قول المضمون...
أحلم بمدينة تتكلم كلُها بالعربية
يفتتح عبد الفتاح كيليطو كتابه «أتكلم جميع اللغات، لكن بالعربية» بالإشارة إلى مقطعٍ يرد في «رسالة الغفران» لأبي العلاء المعري، متحدثا فيه عن لغة الإنسان الأول، آدم، في سياق وصفه للآخرة. ما يهمنا، هنا، هو تعليق كيليطو على ذلك المقطع «المثير» بقوله: «نعلم من خلاله أن آدم كان يتكلم اللغة...
الشخصية السياسية في ذاكرة الناس
على مدى العقود الأخيرة كان التلفاز النافذةَ التقليدية التي تدخل منها الوجوه والأسماء المشهورة إلى ذاكرتنا الشخصية والعائلية. وفي تلك الشاشة برزت شخصيات مهمة أصبحت فيما بعد جزءا من الذاكرة الجمعية لشعوبٍ بأسرها. هكذا كانت تتشكل علاقتنا الخاصة بنجوم الفن والرياضة، وبالطريقةِ نفسها، عبر الإعلام نفسه، كنا نستضيف زعماء العالم...
ماذا عن فلسطينيي لبنان ؟
في خضم الأزمات الاقتصادية والسياسية التي يمر بها لبنان، وبين حروبه الأهلية وصراعاته مع إسرائيل، تغيب فئة كاملة من سكانه في النسيان والتهميش؛ إنهم مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين المقيمين داخل المخيمات وخارجها.وكما هو معلوم، بدأت قصة فلسطينيي لبنان مع نكبتهم عام 1948، حين نزحت عائلاتهم إلى القرى الجنوبية من...
بيروت... سوف أدخلها حينما يخرجون
توقعتُ أن أكونَ هناك مطلعَ نوفمبرَ الآتي. قطعتُ تذكرة إلى بيروت وانتظرتُ في مسقط موعدَ الرحلة المزمعة بعد شهرين من اليوم بالضبط. أخيرا سأدخل المدينةَ، قلتُ، كما دخلوها أول مرة، شاعرا أدخلها كالشعراء الداخلين إليها من قبلي بحثا عن ملامح أصواتهم في مرايا الحداثة... لكن آمالي تحطَّمت حين ورَدتْ رسالة...
عن إلياس خوري وعن بيروت
لم أصدق أن بيروت التي كنت أتخيلها انتهتْ إلا ظُهر الأحد الماضي؛ حين قرأتُ نبأ رحيل إلياس خوري على فيسبوك. حينها أدركتُ فقط أن علاقتي الشخصية ببيروت التي لم أزرها يوما لم تكن أكثر من «نوستالجيا ثقافية». هكذا تندثر بيروت المتخيلة التي اكتشفتها لغة عبر الأدب؛ وهكذا تغيب معالمها بغياب...
مهانة المهنة ... الشاعر في سوق العمل
قيل لي إن الشعر لا يُطعم خبزا. نعم إن موهبتكَ جيدة؛ وفي وسعكَ أن تصبح شاعرا أسوأ بقليل من كبار الشعراء، ولكن لا تنسَ أن «أذكى» التلاميذ الذين سيتخرجون من هذه المدرسة عليهم أن يكونوا إما أطباء أو مهندسين.كنتُ عائدا للتو من قراءة أولى قصائدي على منصة الإذاعة المدرسية في...
ماذا لو لم أشاهد مسلسلات سورية في صباي؟!
لا أدرك مدى ارتباطي الثقافي والعاطفي بالدراما السورية إلا حين أتوقف لأسأل نفسي بجدية إن كنت أنا من أنا الآن، وبلا مبالغة، لو لم يكن بسَّام كوسا أول شخصية تخرج من تلفزيون الصالة العائلية لتنطبع في طفولتي كشخصية حية في دور «نصَّار بن عريبي»؟ كان جلال مشهده وهو يرتل سورة...