الموقع الرسمي لجريدة عُمان - مؤلف

عبد الإله بلقزيز
عبد الإله بلقزيز
مَـقـامـات بـلال الحسـن
لم يكن قـد بـلغ العاشـرة حين تـشـرَّد مع أهـله وشعـبـه لتـنـتـقـل الأسـرة مـن حـيفا إلى دمشـق (بعـد الانـتـقال إليها من صـيدا في لبـنـان)، ولـيـجـد نـفـسَـه بعـيـدا من وطـنٍ سـرقـتْـه الصّـهيـونـيّـةُ بالقـوّة، وساعـدها على النّـجـاح في المسعـى تـواطـؤٌ دولـيّ وضَـعْـفٌ عـربـيّ مزمـن. مع ذلك، لم يـسْـكُـن بـلالَ الحسـن شعـورٌ بأنّـه لاجئٌ...
الشّـرقُ في الوعـي الغـربيّ
ليس من مطـابَـقَـةٍ بين الشّـرق، من حيث هـو شرق، والشّـرقِ الذي يتحـدّث عنـه الغربيّـون، والمستـشرقـون منهم بخاصّـة. شرقُ الشّرقـيّـين يختـلف، قطـعاً، عن شـرق الغربـيّين لاختلاف علاقـات هؤلاء وأولئـك به ولاختلاف ما يعنيـه بالنّسبـة إلى كـلٍّ من الطّـرفيـن. هذا عينُـه ما يجـوز أن يقال عن الفارق بين الغرب في عيـون أهله...
نـقـد الـكـلـيّـات المغـلَـقـة
لا تـقـدم لـغـة المـطـلـقات والكـليـات المـغـلـقـة أدوات إجـرائـيـة مناسبـة للاسـتـخـدام العلـمي، وللـبحث في ظـواهـر الاجتـماع والتـاريخ والثـقافـة. من البـيـن أن التـعمـيم الغالب على مفاهيـمـها ليس ذا فائـدة لأنـه لا يـقـبـل الانـطـباق على الموضوع الذي يصـفه انـطـباقـا كـليـا إذا كان يمـكنه أن ينـطبـق على أبـعاض فـيه. وهـو إلى ذلك تعيـيـن يـنـمـط...
الحـربُ بـوصفـها الـدرجة العـليا للعـنـف
الحـربُ أعلى أشكال العـنـف والـدّرجـةُ الأقصى لتعـبيره عن نفـسـه في الاجـتماع الإنسانـيّ؛ أكان ذلك داخل المجتمع الواحـد أو بين مجتمعٍ وآخَـر. وهـو -مجـسّـدا في الحـرب- أبْـلـغُ في الفـتـك وأبعـد من أيّ نـوعٍ آخـر من العـنـف؛ لأنّـه، بكـلّ بساطـة، يتوسّـل أدوات الـقـتـل فيصيـر عـنـفا مسـلَّـحـا. وحيـن يتجسّـد في شـكـلِ حـربٍ يفـيـض...
الكـلام، السّـلطـة، الحـقيـقـة
مَـن يمنـح نفسَـه الحـقّ في الكـلام وحـده ولا يحـفَـظ حـقَّ غيـره فيـه لـن يُـصـغيَ، قطـعـا، إلى كـلام غيـره لأنّ هـذا لا يمـلك، في نظـره، حـقّـا في الكـلام. أمّـا إن أفْـلـح الغيـرُ ذاك في انـتـزاع ذلك الحـقّ - وهـو ما يفـعلـه دائمـا رغـما عن إرادة المتـكـلِّـم وحـده - فـما مـن حاجـةٍ...
الدولـة والطـريق إلى تحديثها
على مثـال انشـغال النـهضويـين العـرب - ومـن تلاهـم من مفـكـري القرن العشرين ومن تيـارات إيـديولوجيـة شتـى - ببـناء دولـة حديثـة انشـغلـت النـخب السياسيـة العربيـة بذلك أيـضا من موقعها في السلطة، بـل هي نجحت، إلى حـد، في تـرجمة بعـض ما كان في حيـز المأمـول النـظري أو المرغـوب الذهـني - عنـد...
فَــكُّ ارتـبـاطٍ مـفاهيـمـيّ
الـثّـقـافـة، المعـرفـة، الإيـديـولوجيـا مفاهـيم ثـلاثـة شـديـدةُ الحضـور والاستـخـدام في مياديـن المعرفـة والإنـسانـيّـات. لكنّ الحـدود بينـها قـلّـما كانت واضحـةً لـدى قسـمٍ كبيـر من مستـعـمليـها؛ وسـواء أكان هـؤلاء يتحـرّكـون في حـقـل الفلسـفة ونـظريّـة المعرفـة أو في العـلوم الاجتماعيّـة والإنسـانيّـة، فـإنّ الغالـب على عـلاقـتـهم بتلك المفاهيـم الاستبداد والتّسليـم! والمثـيـر للانـتبـاه، في المعـرض هـذا،...
شــرعيّـة الإنـجـاز
ما كان ماكس ڤـيـبر مجانبًا للصـواب حين عَـدَّ الشرعية العقلانية -ومنها الشرعية الديمـقراطية- في جملة مصادر الشرعية السياسية التي تتمتع بها السلطة في هذه الدولة أو تلك؛ إذْ هو ما كان -في تصنيفه أنماط الشرعيـة- يفعل شيئًا أكثر من وضْع نَـمْذجـةٍ عامـة للشرعيات ومصادرها انطلاقًا من ملاحظاته عشرات الحالات من...