الموقع الرسمي لجريدة عُمان - مؤلف

عبد الإله بلقزيز
عبد الإله بلقزيز
مَـقـام الـذّات
للإنسان مـقـدارٌ من الاعتـداد بالذّات يكاد أن لا يَـعْـرَى منه أحـد؛ فهو شديـد التّـعـلُّق بذاته بما لا يناظـره تعـلُّـقٌ آخـر بغيرها؛ وقـد لا يـثق إلّا بها في الأغلب، بـل نادرًا ما قـد تـتزعزع لـديه الثّـقـةُ أو تصيبُها ذَرّةٌ من شـكّ. وحتّى في الأحـوال التي يـثـبُتُ له فيها بطلانُ ما قـرَّ...
نحـو نـقـد الانتـقـائيـة في النـظـر إلى الآخـر
مبْنى كـلُّ سياسـةٍ على رؤيـةٍ تؤسِّـس لها، كسياسة، وتُـبـرِّر الفـعـلَ والتّـصرُّف مـن قِـبَـل مَـن يأتيـه تُجـاه موضوعٍ أو جهـة. لا نقـيس، قياسـا دقيـقـاً، ثِـقْـلَ أيِّ سياسـةٍ أو مـوقِـفٍ بـميـزان الإيجـاب والسّـلب، المنفعة والمَضـرَّة إلاّ متى افْـتَـحَـصْـنا المـقـدِّمات التي أفضتْ إليه؛ أعني الرّؤيةَ التي تـمـثَّـلتِ الموضوعَ، ذهنـيّـاً، والتي اشتُـقَّ منها السُّـلوكُ...
أزمنــة السـرديـات
لكـلّ سرديّـةٍ زمـنٌ تُـعْـرَف بـه ويتـحدَّد سياقُـها بـه، وقـد يُـعْـرَف هـو بها في جانـبٍ منه محدود. يصْـدُق ذلك حتّى على السّرديّـات غير التّـاريخيّـة، أي التي لا تروي تاريخاً ومـجالاً وقـائعـيّاً مباشراً مثـل السّرديّـات الدّيـنيّـة والفـكريّة. الزّمن، بهـذا المعنى، ملازِم لفعـل السّرد وللبناء السّرديّ لا يبارحه؛ وهـو - لذلك السّبب -...
النّـزاع على حقـوق الإنسـان
ليس النّـزاعُ على حـقـوق الإنسان نزاعا حصـريّا بين مَـن يتمسّـكون بها مناضلين عنها بثـباتٍ وإصـرارٍ، من جهـة، ومَن يَعـتسفونَـها ويَـنْهكـون حُرمتها، شديـدَ النَّـهْك، من جهـةٍ مقابلة. قـد يكون هـذا هو النّـزاع الـرّئيس بين المنزوعـة حقوقُـه بالقـوّة -فـردا كان أو جماعةً- والمتسـلِّطِ الغاشم الذي يصادِرها مـن النّاس بالإكـراه، غير أنّـه ليس...
العنصرية.. ظاهرة تاريـخية مـركَّـبَـة
ليست العنصريـة نـزعـةً خاصّـةً بمجتمع بعيـنه، أو بـأمّـةٍ محـدّدة أو زمـنٍ تاريـخيّ معيّـن كما قـد يُـظَـنّ، أو كمـا قد يوحي بذلك طـوفانُها الرّهيب في العالم الحديث والمعاصر، وفي بلدان الغرب تحـديداً: دُولاً ومجتمعاتٍ على السّواء. هي، بالعكس من هذا الاعتقاد الخاطئ، ملازمةٌ للتّاريخ الإنسانيّ: تاريخ الحضارات والأمم والدّول ومتفاوتةُ الأثر...
المعـرفة، التمثـلات والصور النمطـية
بين المعـرفة التي نـكـوِّنُـها عن الأشياء والظّـواهر الاجتماعيّـة والإنسانيّـة، من جهـة، والصُّـوَر النّـمطيّـة التي نرسُمها عنها من جهة ثانية، فارقٌ في الماهيـة والأسس وفي عمليّـة البناء الذّهـنيّ لها (= للمعـرفة بالموضوع المفَـكَّـر فيه أو المنظـور إليه). تـتوسّـل المعرفـة أدوات عـدّةً متـبايـنـةً بتـبايُـن الموضوع الذي تـتـناوله: استـقراء، مقارنـة، تعليل، استـنـتاج، تحليل،...
التجديـد في الـدراسات الإسلاميـة
بعد ردح من الزمن طويل هيمن فيه الدارسون الغـربيـون بآرائـهـم وقراءاتهم وتصـوراتهم في ميدان الدراسات الإسلاميـة، وكـرسوا فيه تقاليـدهـم في الدرس ويـقـيـنيـاتـهم في النـظر حتى كادت أن تصير مسـلـمات أو شيئا بهـذه المثابة، شـرع ميدان الإسلاميـات في العـودة إلى أهـلـه تـدريجـيـا واتسـع لهم حتى باتت مساحـة حضورهم وفـعـلـهم فيه أرحب...
الحـق بين الطـبـيعـة والـدولـة
يعرف دارسو الفـلسفة السياسيـة الحديثة أن انـتـقالها من استخـدام مفهـوم الحـق الطـبيـعي إلى استخـدام مفهوم الحـق المـدني تَـساوَقَ مع عمليـة الانـتـقال من فرضيـة حالة الطـبيـعة (= مجتمع اللادولة) إلى التـنظير لفـكرة المجتمع السياسي (= الـدولـة)؛ إذْ يـقـترن معْـنَيَـا الحـق ذيناك مع حالتـيْـن من الاجتـماع الإنساني مختلـفـتيـن وجوهـًا من الاخـتلاف في...