الموقع الرسمي لجريدة عُمان - مؤلف

محمّد زرّوق
محمّد زرّوق
قططُ غزّة
تُشكّلُ الصورة في العصر الحديث خطابا قابلا للقراءة، قابلا للتأثير، هي خطابٌ قوامه زاويةُ النظر المُختارة، وموضوع التركيز أو محور التبئير، وعينُ المُصوّر وما يُمكن أن يبثّه في صورته من إحساس، ومن مواقف يدعو إليها. الصُورة في عالمنا الحديث خطابٌ جذّابٌ منفّرٌ، صادقٌ كذّابٌ، يتراجع أثر الصورة بفعل اليد، عملا...
القصة التي صنعت دولة
لم يكن روجيه جارودي أوّل ولا آخر من مُنعت كُتُبُه وحوكم وحوصِرَ ولم يجد في فرنسا بلد الحريّة والديمقراطية من ينشر كتابا خصّصه لتكذيب «الهولوكوست» وإدخالها من ضمن الأساطير التي انبنت عليها دولة إسرائيل، في كتابٍ جلب الهمّ والغمّ على صاحبه، ولم تشفع له منزلته مفكّرا وفيلسوفا، ولا هويّته منتميا...
عندما «يسقط متعب بن تعبان في امتحان حقوق الإنسان»
حملني الوضع الراهن وما يعيشه الكون من إعادة النظر فلسفيّا وحضاريّا في مفاهيم برّاقة جذّابة، كانت مَرْغب الشعوب ومطلبها لعقود مثل الديمقراطيّة والحريّة والعدالة والإنسانيّة والعنصريّة والكونيّة، إلى قصيدة شهدتُ صدورها في أواسط ثمانينيّات القرن الماضي، وشهدتُ أثرها في جيل مُحبَط بالهزائم والخيانات، للشاعر السوري الفريد نزار قبّاني، وعنوان القصيدة...
«الحرب» واحتباس الرواية
من أجل مناسبات عددٍ، وحوادث مختلفة، بعضها مبهج وأغلبها محزن قاتمٌ شافّ عن لا نهائية العنف الإنسانيّ، اخترتُ أن أقطع الحديث عن موضوع النقد البيئي للأدب وأن أتحدّث اليوم عن الرواية والحرب، وإن كانت الحرب من العوامل الأشدّ والأقوى المحوّلة للبيئة التي هيّأها اللّه فضاء رائعا ومُعجزا للإنسان ليطيب له...
الأدب والبيئة
كُنتُ دوما وأنا أحاضرُ في طلبتي أدبا ومناهجَ نقدٍ أتساءل سرّا وعلانيّة عن جدوى النقد، ولمَ أبسط أمام طلبتي «علما لا ينفع» وأحاول جاهدا أن أقنع أجيالا مختلفة بضرورة إدراك المنهج لحُسْن فهم نصوص الأدب؟ ولا أخفيكم سرّا أنّي لم أكن دوما مقتنعا بأغلب مناهج النقد ولا بأدواتها، ولذلك فقد...
مطرب الحيّ لا يطرب.. في تكريم أمين معلوف
أقبَلت وزيرة الثقافة الفرنسيّة ريما عبد الملك على أمين معلوف باسمة بهِجةً بفوزه بكرسيّ الأمين الدائم للأكاديمية الفرنسيّة، وهو منصب جليل، أسرّت له والأرض تُهدهدها من فرط نخوتها قائلة: «نحن نستحقّ هذا وأكثر، فأنت كاتب عظيم ورجل حوار وتهدئة»، ووزيرة الثقافة الفرنسيّة ريما عبد الملك هي شريكة الكاتب اللبناني أمين...
حُرّاسُ الفضيلة والأخلاق
مَن يقوم حارسا على تحقّق الأخلاق والفضيلة في المجتمع، هل الأخلاق تحت وصاية شُرطة الأخلاق أو تحت وصاية سيف المُجتمع الذي يُحاسِب ويقمع ويُعذّب ويُقصي دون حاجة إلى محاكم وإلى سُجون أو أنّ القائم على الأخلاق هو القانون الوضعيّ الزاجر؟ كثُرت في زماننا، بسبب توفّر أرضيّة تواصليّة مفتوحةٍ وشاسعة، أصواتٌ...
حماقة اليقين
في عالمٍ مضطربٍ، مضطرمٍ، تتبدّد فيه إنسانيّة الإنسان، ويتشيّأ الجوهر، وتندحر قيمٌ سادت عهودا مديدة، ويتبدّل فهمنا للذات وللآخر، وننحو نحو «الفكر البديل» و»الذكاء البديل»، و»الإنسان البديل»، تتفتّت اليقينيّات والثوابت ويحلّ الشكّ وتسود الرؤية الغائمة، فهل أنّ تفكّك الثوابت في عالمنا منبئ بإنسان مهترئ مهتز؟ كيف العمل مع دُعاة سيادة...