سلام لجلالة السلطان من ميادين الولاء والعرفان

27 نوفمبر 2022
27 نوفمبر 2022

لا تزال أفراح العيد الوطني المجيد، تغمر النفوس وتسجل حضورًا طاغيًا على وجوه العمانيين التي تفيض بالبِشر استبشارًا بغد ٍ أكثر إشراقًا في المسار التنموي والحضاري لسلطنة عُمان في ظل عهد النهضة المتجددة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه.

نهضة تترسم خُطى السلطان الخالد فينا قابوس بن سعيد بن تيمور، طيب الله ثراه، وتضع بصمة مضيئة على طريق البناء والإنجاز ترسيخًا لمسيرة التنمية الشاملة التي أرسى دعائمها، رحمه الله.

نهضة متجددة تواكب متطلبات المرحلة، تستلهم أصالة وعراقة ماضينا التليد وتاريخنا المجيد، وتستشرف مستقبلًا واعدًا وأكثر إشراقًا وازدهارًا.

نهضة تتخطى كل التحديات، وتتجاوز كل الصعاب لتحقيق نقلة نوعية في مختلف جوانب الحياة، بما يلبي طموح أبناء الوطن ولتسمو بتطلعاتهم إلى هام السماء.

لا تزال مواكب الحبور تجوب الخواطر احتفاء بعيد الوطن، الذي اكتسى حلل المجد والفخار، في هذه المناسبة التي تتصدر مشهدها ملحمة الإنجازات التي وضع أساسها المغفور له -بإذن الله تعالى - قابوس بن سعيد، وأعلى بنيانها جلالة السلطان الهيثم، وحمل معاول بنائها الشعب العماني الأبّي.

وتعم كرنفالات الفرح بالمناسبة المجيدة، عُمان من أقصاها إلى أقصاها، فهي سانحة مواتية للتعبيرِ عن مشاعر الحب والولاء لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه- قائد نهضة عُمان المتجددة وربان سفينتها نحو مرافئ الازدهار، بعزيمة لا تلين، وإصرار لا يعرف الفتور، مرتكزًا على صدق التوجه لترسِيخ مسار عُمان النهضوي.

حق لعُمان أن تحتفل وهي تجني ثمار نصف قرن من التنمية، وتنعم بحصاد ملحمة فريدة من البناء والنماء، كان نتاجها بعث لأمجاد الماضي، ونهوض تنموي وحضاري وضع بلادنا في المكان اللائق بها بين دول العالم.

مذاق خاص، وطبيعية استثنائية اتسمت بها احتفالات العيد الوطني الـ 52 المجيد، حيث تجلت فيها أروع صور الوحدة الوطنية، وأقوى مشاهد التلاحم بين القيادة والشعب الوفي، من خلال مسيرات الولاء والعرفان التي عمت البلاد، وخاصة في محافظة ظفار التي تشرفت بالمقدم الميمون لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، وتزينت بأجمل الحلل لاحتضان فعاليات الاحتفال بهذه المناسبة المجيدة، وانطلقت الجموع الحاشدة في جميع ولايات المحافظة بتلقائية وعفوية للتعبير عن مشاعر الحب والوفاء والولاء للسلطان المفدى، ولإبداء العرفان لجلالته على قيادته لنهضة عمان المتجددة بخطى وثّابة وفكر مستنير من أجل بلوغ الغايات الأسمى في تدعيم تقدم سلطنة عُمان وتعزيز رفاهية شعبها الأبّي.

ومن أبرز تجليات العيد الوطني الثاني والخمسين المجيد، إعادة إحياء الميادين الشعبية في محافظة ظفار، والتي تمثل قيمة تراثية خالدة، وتشكل ساحات للتعبير عن مكنونات الحب للوطن الغالي وقائده المفدى، كما تُعد بمثابة جسور للتواصل بين الأجيال فيها تتلاقح الخبرات، وتنتقل المعارف وتتوارث القيم من جيل إلى آخر حتى تظل شيم الولاء والوفاء والعرفان ماثلة في هذا الشعب الأبي، تقوي لحمته الوطنية وتعزز انتماءه لهذا الوطن الغالي وقيادته الرشيدة.

ومن يُمن الطالع أن تتزامن مع احتفالات العيد الوطني بمحافظة ظفار، مع باقة من التوجيهات السامية التي تعزز مسيرة التنمية، وتدعم الرفاه الاجتماعي للمواطنين.

فالتوجيهات السامية التي جاءت خلال ترؤس جلالته اجتماع مجلـس الـوزراء بقصر الحصن العامر في ولاية صلالة، تُعد تتويجًا لأفراح سلطنة عُمان بعيدها الوطني الثاني والخمسين المجيد، كما أنها تأتي في سياق النهضة المتجددة التي يقودها جلالته لتعزيز المسار النهضوي للوطن الغالي، وتدعيمًا لما شهدته بلادنا خلال العقود الخمسة المنصرمة من إنجازات مرموقة وتطور مشهود شمل جميع مناحي الحياة.

إن نظرة سريعة على هذه التوجيهات السامية الكريمة، توضح بجلاء ما تنطوي عليه من فوائد تعود على الوطن والإسهام في تدعيم أركان نهضته المتجددة، كما أن من شانها خدمة المواطنين والتيسير عليهم.

وفي مقدمة هذه التوجيهات الكريمة، يأتي التوجيه السامي بإطلاق "البرنامج الوطني للاستدامة الـمالية وتطوير القطاع المالي" ولمدة ثلاثة سنوات.

ومن المنتظر أن يكون لهذا البرنامج مردود إيجابي ملحوظ بتطوير القطاع المالي عبر استحداث مبادرات ومشاريع تهدف إلى تطوير دور القطاع المصرفي والحلول التمويلية، وتعزيز دور سوق المال في التمويل والاستثمار لتحقيق التكامل بين السياسات المالية والنقدية والاقتصادية، وهو ضمن البرامج التنفيذية التي تشمل المحاور الأربعة لرؤية "عُمان 2040".

إن إطلاق هذا البرنامج، يأتي في إطار الاهتمام السامي بتعزيز دور القطاع المالي في تنمية الاستثمارات وازدهار الاقتصاد وبالتالي ضمان استمرارية الخطط والبرامج التنموية، كما يأتي استنادًا إلى ما حققته توجهات الاستدامة الـمالية خلال الفترة الماضية من نتائج إيجابية أسهمت بفاعلية في المحافظة على سلامة المركز الـمالي لسلطنة عُمان، والتي تم تطبيقها بموازاة حزمة من التدابير والإجراءات الرامية إلى تنشيط وتنويع مصادر الإيرادات الحكومية، ودعم النمو الاقتصادي، وترشيد ورفع كفاءة الإنفاق الحكومي، وتعزيز منظومة الحماية الاجتماعية ورفع كفاءة إدارة المالية العامة.

وضمن التوجيهات السامية ذات الصلة بتدعيم الوضع الاقتصادي وتعزيز مسيرة التنمية، جاء تأكيد جلالته على مضاعفة الجهود لتعزيز قطاعات التنويع الاقتصادي لتحقيق نتائج أفضل بمـا يسهم في تحريك الاقتصـاد وتحقيق معدلات النمو المستهدفة.

وفي المجال التنموي جاء توجيه جلالته باعتماد تنفيذ عدد من المشاريع التنموية الإضافية، تأكيدًا على المضي قدمًا في مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها البلاد في مختلف المجالات. إضافة إلى توجيه جلالته بالعمل على الانتهاء من المشاريع التنموية المعتمدة في الخطة الخمسية العاشرة وضمان تنفيذها خلال الفترات الزمنية المحددة لها.

وفي الجوانب الاجتماعية والمعيشية، حفلت التوجيهات السامية باعتماد مجموعة من المبادرات المتعلقة باستمرار تقديم الدعم اللازم للتخفيف من آثـار التضخم على الأوضاع المعيشية للمواطنين، ومن هذه المبادرات: ترقية الموظفين الحكوميين التابعين لنظام الخدمة المدنية والأنظمة الأخرى المستحقين للترقية من أقدمية عام 2012م اعتبارًا من العام المقبل.

وتثبيت أسعار وقـود الـمركبات وفقًا لشهر أكتوبر 2021م كحد أعلى حتى نهاية العام المقبل. وتمديد صرف منفعة الأمان الوظيفي للمنهاة خدماتهم من المواطنين العاملين داخل سلطنة عمان وذلك حتى نهاية شهر يونيو 2023م. وإعفاء الموظفين والمتقاعدين المقترضين مـن صـنـدوق قـروض إسـكـان قـوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني الذين تقلّ دخولهم الشهرية عن (450) ريـالًا عمانيًّـا مـن إجـمـالـي الـمبالغ المتبقية عليهم للصندوق، أسـوة بـمـا تـم حـول إعفـاء الـمواطنين المستفيدين مـن بـرنـامج القروض السكنية الذي تقدمه وزارة الإسكان والتخطيط العمراني.

وفي الختام؛ تمضي بلادنا بخطى واثقة على طريق التقدم والازدهار، استنادًا على الفكر المستنير لقيادتها الرشيدة ، وارتكازًا على العمل المخلص الدؤوب من أبنائها الأوفياء.

ودام عزك يا وطن

• سالم تمان العمري كاتب عماني