الموقع الرسمي لجريدة عُمان - مؤلف

أمل السعيدية
أمل السعيدية
انتحار بطيء
عندما تجمعنا أنا وأصدقائي في عامنا الجامعي الأول، في مكتبة آفاق الشويخ، وشاركنا نصوصنا في نادي المبدعين الجدد التابع لرابطة الأدباء الكويتيين، الأمر الذي دفعنا فيما بعد لتأسيس نادٍ لقراءة الشعر الحديث، أصبح ولفترة ليست قصيرة وجهة لاكتشاف الشعر الحداثي في الكويت بأسرها، الأمر الذي وضعنا في مرمى التصنيف، فمن...
يوميّات: عيش العدوان على غزة «ج 6»
كان لقراءة كتاب «صخرة سيزيف» بالغ الأثر في حياتي. أتذكر أنني وقبل نحو عشر سنوات كنتُ ببراءة لا نظير لها، أفكرُ في الاختلافات بين فلسفة كامو وجان بول سارتر، أعقد المقارنات اللانهائية بينهما، وأحاول أن أعرف الفرق بين العبث وبين نظيره غير المسمى في رؤى كامو. قرأتُ الغثيان والغريب كعملين...
معرض مسقط الدولي للكتاب
في كل مرة يقترب فيها معرض مسقط الدولي للكتاب، أتذكر علاقتي به، التي تحققت منذ طفولتي المبكرة، إذ بدأت بالضياع عام ٢٠٠٠ وانتهت إلى ضياع من نوع آخر مع عملي كمذيعة في البرامج التي قدمتها خلال الدورات الماضية عبر إذاعة وتلفزيون سلطنة عمان.أتذكر أبي يجر عربة صغيرة وأمي تمسك بأختي،...
يوميات عيش العدوان على غزة «5»
أريد أن أتخيّل أشياء كثيرة، من بينها، أن المترجمين اللذين عكفا على ترجمة أليخاندرا بيثارنيك عن الإسبانية وللعربية عندما كتبا «لا أحد يمكنه إنقاذي فأنا غير مرئية حتى بالنسبة لي أنا التي أناديني بصوتك. أين أنا؟/ أنا في حديقة./ هناك حديقة» توقفا وتعانقا دون أن يتحدثا عن شيء». أريد...
من جديد: هل ينفع الهربُ إلى المكتبة؟
من منا يستطيع أن يقوم بفعل أي شيء، دون أن تحيط به سحابة قاتمة من الشعور بالذنب. من يستطيع أن يحتفل أو يلتقي بالأصدقاء والأحبة، دون أن يبذل جهدًا كبيرًا لدفع فلسطين وما يحدث فيها إلى ما وراء ذهنه، ومع هذا ينتابه العجز الشديد جراء فعل ذلك. بالنسبة لي ولأصدقائي،...
يوميات الإبادة الجماعية في غزة
توقفت منذ بعض الوقت عن مشاركة يومياتي حول استمرار الإبادة الجماعية بالغة الوحشية في غزة، ربما ما عدتُ أحتمل هذا العجز، وما يظنه الناس نسيانًا، أو اعتيادًا على هذه الكارثة، قد يكون طريقة يتعامل فيها العاجزون مثلي عن فعل شيء حقيقي، يستطيع أن يوقف هذه المجزرة بكل أشكالها.هي إذن خيبة...
لا يذكرون في مجاز «2»
تحضر المادة كعامل بنيوي مهم في كتابة هذه الرواية، إذ تتخذ من اللمس طريقة للتعبير، في تناءٍ عن التجريد لصالح الحسي وتستخدم اللغة على طريقة هايدغر «اللغة كإنتاج للحضور» لتكريس ذلك فلنتأمل روايتي هدى حمد، لا يذكرون في مجاز، وروايتها التي سبقتها (سندريلات مسقط) سأقتبس من الأولى:«يلتزمُ أهل مجاز الصمت...
الفرح بـ «لا يذكرون في مجاز» -1-
تم أول اشتباك بيني وبين «لا يذكرون في مجاز» للكاتبة هدى حمد، في عنوانها، إذ ظننتُ أول الأمر أن المجاز يعني هنا ذلك الأسلوب البلاغي الذي يقصد به «صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى معنى مرجوح بقرينة» وبهذا فقد تعلق قلبي بأولئك الذين لا يخطرون حتى تلميحًا، في إمحاء لوجودهم،...