الموقع الرسمي لجريدة عُمان - مؤلف

نوافذ: المعنى يُضيء من جراحهم
طاروا بواسطة «كابلات» كهربائية، حلّقوا لثوانٍ ضاحكين في الهواء رافعين حزنهم وأجسادهم الجائعة والباردة لوقت ضئيل من عمر الكارثة المُحدقة بهم من كل صوب، قطفوا بهجة صغيرة من سماء مفتوحة على النيران والأنين.شاهدتُ ذلك الفيديو لأطفال فلسطينيين سُعداء في ظل ظروف قاسية حدّ الموت، فاعتمل في قلبي السؤال حول لغز...
الإصغاء يُحدثُ فرقا
تمثلت الرقةُ البالغة في أبهى صورها، عندما مدّت يدها الكريمة، لتُصافح يد امرأة طاعنة في السن كانت تقف خلفي مباشرة. غمرتها بكلمات المودة واللطف، فأنبأ وجه المرأة العجوز عن أمارات السرور والغبطة، وتهدج صوتها بكلمات الامتنان وهي تضغط على يد السيدة بفرح وحبور.شقّت صفوفنا كجدول ماء في السواقي العطشى، ومضت...
نوافذ: وهم المعرفة والغطرسة البشرية!
العقل الذي اكتشف النواة الذرية، ووقف على سطح القمر وطور حبّة الطماطم المُعدلة وراثيا وأعد أنظمة الحوكمة والاقتصاد الذي يضمن رفاهية الحياة، هو نفسه العقل الذي قدّم لنا صورا من الغطرسة والغرور والطيش!فالعقل البشري بقدر ما نراه عبقريا بقدر ما هو مُثير للشفقة في آن، لاسيما في الظروف التي تعصفُ...
نوافذ.. هل سنقول لبعضنا: عاما سعيدا!
إنّه اليوم الأول من السنة الجديدة، فهل سيقول أحدنا للآخر: «كل عام وأنت بخير»؟ ومن أين يأتي الخير، والجسد يتداعى بالسهر والحمى، والبنيان العربي لم يعد يشد بعضه بعضا؟ بل يتهاوى في فراغ لا نهائي من الاحتمالات المفزعة؟يُجتثُ الفلسطينيون من أراضيهم بمجارف القتل والتهجير والأسر في السجون، ونتفرجُ نحنُ من...
نوافذ: أن نعود لا أحد!
«كيف يمكنك أن تنزع نفسك من سيلان الحياة اليومية إلى الحياة الباطنية؟ كيف يُمكنك الاختفاء؟»، هكذا طُرح السؤال في إحدى أمسيات السهر، فتباينت الآراء، كان هنالك من يختفي بإغلاق هاتفه أو بالسفر أو حتى بإغلاق عينيه عن ضجيج الحياة. بينما كان جوابي: الاتصال بشيء حميمي يربطني بطفولتي، الغوص لما يقرب...
نوافذ: هل تصنعُ «الورش» كُتابا!
تأثرتُ في سنوات دراستي الإعدادية بفتاتين تكبرانني في العمر، كانتا تكتبان نصوصا آسرة. ربما لأنّني شعرتُ آنذاك باستحالة أن أكتب شيئا مُماثلا لما تكتبانه، اللغة والخيال الساحر والحيل السردية، تلك الكتابة التي لم أكن أفطن أساليبها بوعي آنذاك، ولكن حدسي كان يؤكد لي الفوارق بيننا. لكنَّ الفتاتين المتمتعتين بقوة أدبية...
نوافذ: قاطع، احرم، عاقب!
أتذكرُ أننا أصبنا بشيء من الإحباط عندما قادتنا الأقدار للدراسة في سوريا عام ٢٠٠١، فلم نجد في أسواقها «البراندات» المألوفة التي اعتدنا عليها، ابتداء من معجون الأسنان والشامبو والكريمات والعطور والملابس، وليس انتهاء بالبرجر والبيتزا والقهوة والأدوية. ففي ذلك الوقت كانت أغلب المنتجات صناعة سورية مائة بالمائة. أمّا لو أردنا...
نوافذ: نسخة كئيبة من العجز البشري!
قد لا يتمكن الأجداد من فهم ما يردده الأحفاد عندما يصفون أنفسهم بكلمة: «تعب!»، فلديهم تصوّر جاهز بأنّ هذا الجيل المدلل لم يُكابد «تعبًا» مُماثلا لما عايشوه هم في عقود مضت، عندما كانت أياديهم العارية تنسجُ تفاصيل علاقتهم الشاقة بالحياة وبلقمة العيش.قد يبدو الأمر عسيرا على الفهم حقا، إلا أنّ...