الموقع الرسمي لجريدة عُمان - مؤلف

عبدالله حبيب
عبدالله حبيب
كل العواصف خرجت من بئر بيتنا الصَّغير
(1)لا يغادرني الأموات. لا أستشير الأشجار والطُّرقات. لا أكفُّ عن التَّعُلِّق بالجثث. لا أهجر الهالكين. لا أغدر بالتَّابوت والكهف والعنكبوت. لا أحكي بلسان الطَّير. لا أعتقد بالغفران أو التّذكار في اللغة. لا أجمع العسل. لا أتعمَّد الذِّكريات (ولا النِّسيان). كنت أستبعد الجفاف في مزرعتَي الوالد. لا أجمع الياسمين مع خالاتي....
اطمئن: الموت يسكن في البيت
(1)فيما أصبح من التعبيرات الاصطلاحيَّة بقوَّة الأمر الواقع في الحديث العُماني منذ زهاء ربع قرن، وحين يصف خريِّج جامعيٌّ - بمنتهى السُّوقيَّة والابتذال - الزوَّاج من موظَّفة بأنه «سكني تجاري»، فاعلم أن ذلك الشخص لا يتوافر على طريقة أفضل وأقل فظاظة لإثبات أن الخلل البنيوي الرَّهيب الذي نعاني منه إنما...
الغزل خزانة مهشمة في إحدى حجرات البيت
(1)سوف تحبني أخيرا هذه الجثَّة (وليس لديَّ أي تفسير لذلك).(2)أمضي نحو الحليب بالعُكَّاز، وأدافع عن العُكَّاز بالذَّاكرة (لستُ كهلا ضريرا، ولا عالة على الموت).(3)يقولون ما تردِّده الأغاني (ولا يُصْلِحون الانقراض).(4)لا قلب لبلاد تمارس بقايا أيامها ببقية الخرائط الجديدة (صرنا نعلم اليوم أكثر وأكثر عن ترابها وطينها الأوَّل).(5)الحُبُّ ضربٌ من ضروب...
يحملون الهواء على رؤوسهم بغية الوصول إلى البحر
(1)--أ--بيني وبين النَّدم حبيبة في السُّلوان، أو قمر كالرَّغيف، أو رفيق في الكَمَد (للأسف ولحسن الحظ، لم يُسمح لي بأكثر من ذلك.--ب--في هذه المرة أندمُ حيث ينفع النَّدم:«وما ضرَّني إلا الذين عرفتهمجزى الله بالخيرات من لست أعرف» (أبو العلاء المعرِّي).(2)آه، نحن بدنان فحسب. لن نتمكن من الوصول إلى هناك.(3)أتأمل وجهه...
كل شيء نهاية
(1)حلمت البارحة، بين الضَّغث والوسن والكابوس والجاثوم، بكل الذين أحبهم.آه، كم أنا حزين ونادم لذلك؛ إذ من الواضح للغاية أن نومهم كان سيئاً أيضاً.(2)اخترعَ الغرقى البحر، والشُّعراء ابتدعوا الحكاية.(3)لم يعُد الميلاد قادراً على مَضْغِك مثل قيثارة على بطن الأم، ولا الصَّلوات على غفرانك كما في دروس الخوف. كان كل...
اتركي آخر الحسرات على الشُّرفة
صدرت لي مؤخرا مجموعة شعرية بعنوان «وجهٌ صغيرٌ يتكدَّس في كل ظهيرة» عن دار الانتشار العربي، بيروت. هذه مختارات من تلك المجموعة.القصيدةٌ التُرْكِيَّةالأرضُ قطارٌ يقوده سِكيِّر عجوزذاكرة ثكلىالأرض قريبة مثل النَّهارالعالمُ مستطيلٌ أبيضأرصفةٌ ترتعش كأسماك الانتحارنزرع ذكريات في البحر ونُلوِّنهاالليل نَسْحبُه مقطورا على عجلاتالعُمْرُ غفوةٌ مخمورةٌ على شعر رأسك...
لا تترك الطيور وحيدة وهي تحمل المنضدة
(1)يتطلب الأمر حوالي خمسين سنة من الوَجْدِ، والعذاب، وعدم الاستواء في العالم، وغياب الاتساق مع الأحباب، والأصدقاء، والرِّفاق، والجيران كيما يخلع المرء أوجاعه، وما مضى، وقميصه، ورغبته في الاندثار، وذلك من أجل أن يرتدي الدَّم في بيجامة النَّوم، ويبدأ اليقظة والسَّهر على لا شيء في حراسةٍ مُخْتَرَقة.(2)مشكلة كبيرة: يريد العَشاء...
يسكن نَفَرٌ من الأموات على الجسر
(1)لستُ محارِبًا أصيلاً، ولا جُنديًّا مهزومًا، ولا شاعرًا وَسَطًا، ولا قائدًا منتصرًا، ولا موجةً بُنِّيَّةً، ولا عبدًا آبقًا، كي ألجأ.(2)يستبسلون في الدِّفاع ضدَّ الهجوم (الذي لم يحدث).(3)الموتُ فراق أو التئام. لكن الموت ممنوعٌ بعد هذا.(4)النَّصر بالونة.(5)كم ينحسرون في المآدب.(6)كلُّ نسيانٍ مكيدةٌ؛ كلُّ بحرٍ أبيض.(7)عيناكِ الوجع، نهداكِ الخشوع.(8)هذا الشِّعر شجرةٌ لا...