65465
65465
عمان اليوم

الـرائـد طـيـار فـاطـمـة الـمـنـذريـة تـروي لـ«عمان» مـشـاهـد إعـصـار «شـاهـيـن» مـن قـمـرة المروحية

16 أكتوبر 2021
أوقات استثنائية وحالات إنقاذ متعددة
16 أكتوبر 2021

أولت السلطنة المرأة العمانية اهتماماً ورعاية لإسهامها في البناء جنباً إلى جنب مع الرجل بمسيرة التنمية الشاملة منذ أكثر من 50 عاماً، إذ استطاعت بكفاءتها أن تثبت بجدارة استحقاقها للمكانة اللائقة في مختلف الميادين متزينة بالعلم والمعرفة والوعي لخدمة هذا الوطن العزيز في ظل القيادة الحكيمة لعاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ مجددةً الولاء مع احتفالها بيوم المرأة العمانية الذي يصادف الـ17 من أكتوبر من كل عام.

تحلق «عمان» احتفاء بيوم المرأة العمانية مع إحدى منتسبات شرطة عمان السلطانية، إذ سطرت المرأة الشرطية إنجازات من نور مع شقيقاتها ماجدات عمان، ويفخر الوطن بالمرأة الشرطية لقيامها بالواجب الوطني في الذود عن الوطن والسهر على أمنه وراحته وتقديم يد العون والمساعدة للقاطنين في ربوعه، ونرصد شغف الرائد طيار فاطمة بنت حسين بن علي المنذرية من طيران شرطة عمان السلطانية في تقديم يد العون والمساعدة للناس وتحقيق حلمها بقيادة المروحيات في أصعب الظروف لهدف إنساني أسمى.

وقالت الرائد طيار فاطمة المنذرية في حوار لـ«عمان» بمناسبة يوم المرأة العمانية: إن اختيار خوض غمار هذه الوظيفة يصب في تقديم يد العون والمساعدة للناس وقد اقتنصتُ هذه الفرصة عام 2009 بعد فتح المجال لدراسة هذا التخصص في أستراليا ورغم أنني إحدى منتسبات شرطة عمان السلطانية في المرور ومتخصصة في القانون إلا أن حلم التحليق عالياً كان الشغف والحلم بمجال قلما شغلته المرأة العمانية.

وأشارت: إن أول مهمة وعملية إنقاذ نفذتها كانت في الأنواء المناخية التي تأثرت بها ولاية عبري عام 2012 نتيجة الأمطار الغزيرة التي أدت إلى جريان الأودية وتأثر بعض المنازل مما نتج عنها وجود عالقين في بعض الأودية، ومنذ تلك المهمة لم أتوانَ عن المشاركة في عمليات الإنقاذ والاستجابة للبلاغات، أنا فخورة بالعمل مع زملائي في تأدية هذا الواجب المقدس.

الساعة 5 فجراً

ومع عبور الحالة المدارية «شاهين» محافظتي جنوب وشمال الباطنة حلقت الرائد طيار فاطمة المنذرية برفقة زملائها في 4 مروحيات من محافظة مسقط إلى محافظة شمال الباطنة إذ تصف المشهد في حديثها قائلة: حلقنا الساعة الخامسة فجر الـ 4 من أكتوبر الجاري من محافظة مسقط التي عبرتها الحالة المدارية وكان الطقس هادئاً إلا أننا لا نكاد نعبر بركاء حتى عاودت الأمطار هطولها وكلما اقتربنا أكثر من الولايات تحت تأثير إعصار شاهين ازداد المطر غزارة، وحطت بعض المروحيات بسلامة في ولاية السويق وبعضها بولاية الخابورة، وفي حدود الساعة الثامنة صباحاً بعد تراجع حدة الأمطار ووضوح الرؤية حلقنا لتلبية بلاغات الاستغاثة وكان المشهد مخيفا إذ من عنان السماء وعلى مد البصر لأول مرة أشاهد المياه تغمر المناطق بكميات هائلة والناس اتخذت من أسطح منازلها مأوى والبعض متشبث بسطح سيارته، ومنها بدأنا في عمليات إنقاذ واسعة إذ العديد ممن غمرت المياه منازلهم ومناطقهم يريدون الخروج إلى مناطق آمنة، وتعتمد بعض عمليات الإنقاذ من خلال تقييم الموقف جواً دون تلقي بلاغ من مركز العمليات، ولكن أجزم أنها المرة الأولى في حياتي العملية التي أنفذ فيها طلعات جوية بهذا العدد الهائل في أنواء مناخية لم أعش مثلها من قبل، مع تواصل ساعات العمل دون انقطاع في محافظتي جنوب وشمال الباطنة.

الأنواء المناخية

وتسرد الرائد طيار فاطمة المنذرية حكايتها مع الأنواء المناخية إذ أكدت أن المروحيات لا تستطيع التحليق أثناء مرور الإعصار والأمطار الغزيرة ومستويات الرياح فوق 50 عقدة فأعلى إلا أنه مع انحسار الحالة المدارية وهطول أمطار خفيفة نستطيع البدء بالتحليق في الأجواء وتلبية بلاغات الاستغاثة وإنقاذ العالقين، ورغم تعدد الأنواء المناخية التي أثرت على السلطنة خلال الـ10 سنوات الأخيرة إلا أن الفرصة لم تكن سانحة لمشاركة زملائي في عمليات الإنقاذ كالحال في إعصار فيت إذ كنت خارج السلطنة حينها وإعصار مكونو الذي كان لزملائي شرف المشاركة في عمليات الإنقاذ بمحافظة ظفار.

التركيز في العمل

وأكدت نضع نصب أعيننا عند القيام بالأعمال المنوط بنا لتقديم يد العون والمساعدة للناس التركيز في العمل المقبلين عليه إذ لا مجال للزج بالمشاعر في مثل هذه الأنواع من الأعمال التي تشبه إلى حد كبير مهنة الطبيب أو الجراح، إذ إن إنجاز المهمة أولوية على أن تكون الطائرة والطاقم في وضع آمن والتحقق كذلك من أن الشخص المراد تقديم يد العون له في وضع آمن أيضاً.

يوم المرأة العمانية

وأشادت بيوم المرأة العمانية الذي يصادف الـ17 من أكتوبر من كل عام وهو يوم يأتي تكريماً للمرأة العمانية التي لها أدوار بناءة في التنمية الشاملة لهذا الوطن العزيز وتعددت إنجازاتها في مختلف ميادين العمل بالحكومة والقطاعين العام والخاص وأدت دورها باقتدار في تمثيل السلطنة في المحافل الدولية والعالمية، وقد حظيت المرأة باهتمام من لدن المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ وفي النهضة المتجددة لعاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ ونعاهد هذا الوطن العزيز في الاضطلاع بكافة مسؤولياتنا ومواصلة إسهاماتنا من أجل عُمان الغالية، نحو آفاق أوسع من التقدم والرقي والازدهار.