No Image
العرب والعالم

واشنطن تواجه أزمة في الشرق الأوسط

06 ديسمبر 2023
تتوزع بين سوريا والعراق والبحر الأحمر
06 ديسمبر 2023

واشنطن «أ.ف.ب»: في سوريا والعراق والبحر الأحمر، تواجه الولايات المتحدة مخاطر متعددة تزداد تعقيدا وخطورة ناجمة عن النزاع بين إسرائيل وحماس.

ونشرت الولايات المتحدة حاملتي طائرات وقوات أخرى في مسعى لمنع اندلاع نزاع مدمّر على مستوى المنطقة. ورغم أنه لم يصل إلى هذه المرحلة، إلا أن العنف الدائر في الشرق الأوسط ما زال يحمل مخاطر كبيرة.

ورفع أنصار الله المخاطر نهاية الأسبوع عبر استهداف مراكب تجارية في البحر الأحمر بينما أسقطت مدمّرة أمريكية تابعة لسلاح البحرية عدة مسيّرات كانت متجّهة نحوها بينما كانت تنشط في المنطقة واستجابت لنداءات استغاثة.

وقال جيفري فيلتمان من معهد بروكينغز والذي كان يشغل منصب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى «لا شك أن تصعيدا حدث لكن جميع الأطراف، خصوصا الولايات المتحدة، تحاول إدارة هذه المواجهات بطرق لا تفجّر حربا إقليمية».

وأضاف أنه مع ذلك، «أعتقد أن علينا أن نشعر بقلق بالغ جدا من أن يقودنا هذا التصعيد التدريجي إلى ذلك، في وقت لا ينوي أي طرف على الأغلب بتحويله إلى صراع إقليمي».

«جزء من المقاومة»

أعلن أنصار الله أنهم استهدفوا سفينتين من ثلاث في البحر الأحمر الأحد الماضي مشيرين إلى أنهما كانتا إسرائيليتين وشددوا على أن هذا النوع من الهجمات سيتواصل «حتى يتوقف العدوان الإسرائيليّ على إخواننا الصامدين في قطاع غزة».

وأسقطت البحرية الأمريكية ثلاث مسيّرات أطلقت من اليمن في اليوم ذاته وغيرها، علما بأن أهدافها لم تكن واضحة، إضافة إلى صواريخ خلال الأسابيع الستة الماضية، بينما أسقط أنصار الله مسيرة أمريكية الشهر الماضي.

اوضح فيلتمان أن أنصار الله وحزب الله اللبناني الذي يتبادل إطلاق النار بشكل متكرر مع إسرائيل منذ اندلاع الحرب مع حماس في السابع من أكتوبر، يحاولون بشكل أساسي الدخول على الخط ولعب دور خاص بهم.

وأضاف «يحاولون القول إنهم جزء من المقاومة وإنهم يتضامنون مع الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة» لكنهم «يقومون بالأمر بطريقة أظن أنهم يعتقدون أنها ستمنع اندلاع حرب كاملة».

وإضافة إلى الهجمات التي أطلقت من اليمن ولبنان، استُهدفت القوات الأمريكية في العراق وسوريا بصواريخ ومسيّرات عشرات المرّات منذ منتصف أكتوبر، فيما أشارت الفصائل التي تبنتها مرة تلو الأخرى إلى الوضع في غزة.

وحمّلت واشنطن الفصائل مسؤولية الهجمات وشنّت عدة ضربات على تلك القوات وعلى مواقع في المنطقة.

اختبار

خاض الجيش الأمريكي حربا دامية في العراق من عام 2003 حتى2011 وقدّم بعد ذلك دعما للقوات المحلية في هذه الدولة وفي سوريا في مواجهة تنظيم داعش ونفّذ العديد من الغازات والضربات ضد مجموعات مسلحة في المنطقة على مدى السنوات.

لكن واشنطن تسعى للانتقال بعيدا عن النزاعات المرتبطة بـ«الحرب على الإرهاب» في الشرق الأوسط وأفغانستان للتركيز بشكل أكبر على مواجهة الصين وهو ما وصفته بأنه التحدي الذي يحمل أكبر كم من العواقب. ونقلت الولايات المتحدة أصولا عسكرية هائلة إلى الشرق الأوسط منذ السابع من أكتوبر لكن ذلك لا يقوّض بالضرورة الجهود في منطقة آسيا والهادئ.

وقال مدير برنامج الشرق الأوسط لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية جون ألترمان «بينما يمكن للتركيز البعيد الأمد على الشرق الأوسط أن يشتت الجهوزية في شرق آسيا، يستبعد أن تثير الاستجابات القريبة الأمد أزمة في المدى القريب في شرق آسيا».

وأكد أنه إضافة إلى ذلك، «تتم مراقبة القدرة على الانتشار سريعا لحماية الحلفاء والمصالح عن كثب في آسيا في أوساط الحلفاء والأعداء على حد سواء».

وذكر ألترمان بأن الوضع في الشرق الأوسط يمكن أن «يأخذ منحى سيئا» لكنه لا يرى أن النزاع خرج عن السيطرة في هذه المرحلة.

وأفاد بأن «الولايات المتحدة تبقى القوة الغالبة»، بينما «يختبر (أعداء الولايات المتحدة) الحدود بحذر».