No Image
العرب والعالم

زيلينسكي: أوكرانيا "لن تنهار" لمجرد نقص التمويل..وروسيا تتهيّأ لخوض "سنة حرب" جديدة

18 ديسمبر 2025
انقره تحذر كييف وموسكو بعد إسقاط مسيرة دخلت مجالها الجوي
18 ديسمبر 2025

عواصم "وكالات ": أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم عن جولة جديدة من المحادثات بين أوكرانيا والولايات المتحدة تعقد "اليوم وغدا السبت" في واشنطن،وذلك في إطار المفاوضات بشأن خطة إنهاء الحرب مع روسيا.

وقال للصحافيين "سيكون وفدنا موجودا في الولايات المتحدة ولكن لا أعرف من قد يكون حاضرا أيضا، ربما سيكون هناك عدد من الأوروبيين".

ولم يُفصِح زيلينسكي عن تشكيلة الوفد الأوكراني.

وتُعقد هذه الجولة الجديدة من المحادثات الأمريكية الأوكرانية قبيل لقاء بين مبعوثين روس وأمريكيين في شأن الحرب في أوكرانيا، يُتوقع بحسب مسؤول في البيت الأبيض أن يُعقَد قريبا في فلوريدا.

ولم يعطِ البيت الأبيض أية تفاصيل عن تشكيلة الوفدين الروسي والأمريكي. لكنّ موقع "بوليتيكو" أفاد بأن الولايات المتحدة ستتمثل بالمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون أوكرانيا ستيف ويتكوف وصهر الرئيس جاريد كوشنر، فيما يُرتقب أن ترسل روسيا مبعوث الكرملين للشؤون الاقتصادية كيريل ديميترييف.

وقال زيلينسكي اليوم الخميس "نعرف جميعا موقف روسيا: إنها تريد الاستيلاء على كامل دونباس، وفي الوقت الراهن تريدنا أن نغادر دونباس. هذا هو موقفها".

ويتكوّن الحوض الصناعي الأوكراني في دونباس من منطقتي لوغانسك الواقعة بأكملها تقريبا تحت السيطرة الروسية، ودونيتسك التي لا تزال القوات الأوكرانية تتحكم بنحو 20 % منها.

وأضاف الرئيس الأوكراني "موقفنا واضح أيضا، ومفاده أننا لسنا مستعدين لاتخاذ الخطوات المطلوبة. الولايات المتحدة تسعى إلى حل وسط".

وجدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تحذيره من أن روسيا تتهيّأ لخوض "سنة حرب" جديدة في أوكرانيا عام 2026، عقب تصريحات لنظيره الروسي فلاديمير بوتين أكّد فيها أن أهداف موسكو الحربية "ستتحقّق بكل تأكيد".

وقال زيلينسكي "سمعنا اليوم إشارة جديدة من موسكو تفيد بأنهم (الروس) يستعدون لجعل السنة المقبلة سنة حرب جديدة".

وجاء ذلك تعليقا على بوتين الذي قال في وقت سابق إن روسيا ستحقق أهداف هجومها على أوكرانيا، ومنها استكمال السيطرة على الأراضي الأوكرانية التي أعلنت ضمها، وسط حراك دبلوماسي دولي لإنهاء الحرب.

وقال الرئيس الروسي أثناء اجتماع مع مسؤولي وزارة الدفاع في موسكو إن "أهداف العملية العسكرية الخاصة ستتحقق بكل تأكيد".

وأضاف "نفضّل القيام بذلك واجتثاث الأسباب الرئيسية للنزاع بالسبل الدبلوماسية"، متعهدا السيطرة على الأراضي التي أعلنت موسكو ضمّها "بالوسائل العسكرية" إذا "رفضت الدولة المعادية ورعاتها الأجانب الانخراط في مباحثات موضوعية".

تأتي تصريحات بوتين المتشددة فيما أشادت أوكرانيا الاثنين بـ"التقدم" المحرز بشأن مسألة الضمانات الأمنية المستقبلية لها، بعد يومين من المحادثات مع مبعوثي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في برلين.

لكن وفقا لزيلينسكي، لا تزال الخلافات قائمة حول مسألة الأراضي التي سيتعين على أوكرانيا التنازل عنها لروسيا.

ولم تُعرَف تفاصيل الخطة الأمريكية بعد إعادة صوغها في برلين مع الأوكرانيين، لكن كييف أفادت بأنها تنطوي على تنازلات جغرافية من جانبها.

وسبق للأوكرانيين والأوروبيين أن اعتبروا أن الخطة الأساسية االتي طرحتها واشنطن منحازة إلى حد بعيد لمواقف الكرملين.

من جهة أخرى، وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الخميس إلى بروكسل للمشاركة في قمة للاتحاد الأوروبي تبحث في استخدام الأصول الروسية المجمّدة لتمويل المساعدات لكييف، استبقها بتنبيهه إلى أن بلده سيواجه "مشكلة كبيرة" إذا أخفق قادة الاتحاد في التوصل لاتفاق بهذا الشأن.

وقال زيلينسكي للصحافيين قبل توجهه إلى بروكسل "من دون ذلك (القرار)، ستكون لدى أوكرانيا مشكلة كبيرة".

ويلتقي قادة الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ورؤساء حكوماتها لمناقشة هذه المسألة الشائكة، حرصا على إيجاد حل سريع لتمويل أوكرانيا في مواجهتها للحرب الروسية لأراضيها منذ فبراير 2022، لتعويض وقف المساعدات الذي أعلنته الولايات المتحدة.

وتسعى المفوضية الأوروبية إلى استخدام الأصول الروسية المجمّدة بفعل عقوبات الاتحاد لمساعدة كييف بواسطة ما يُعرَف بـ"قرض تعويضات".

وقال زيلينسكي للصحافيين "على روسيا أن تفهم أننا في موقع قوة"، معتبرا أن التوصل إلى اتفاق في شأن تمويل هذا القرض سيعني "أن لدى أوكرانيا أموالا لسنتَي 2026 و2027".

ووصفه بأنه "رسالة إلى روسيا مفادها أن أوكرانيا لن تنهار لمجرد نقص التمويل، سواء في ما يتعلق بالأسلحة أو بدعم السكان، أو سوى ذلك".

أما في حال عدم توصل الدول السبع والعشرين إلى اتفاق، فستنفد أموال أوكرانيا بنهاية الربع الأول من 2026.

وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين اليوم الخميس أن قادة الاتحاد الأوروبي لن يغادروا القمة من دون التوصل إلى اتفاق في شأن تمويل أوكرانيا.

كذلك، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدى وصوله اليوم إلى بروكسل عن ثقته في إمكانية توصل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق لتمويل المجهود الحربي الأوكراني. وقال "أنا على ثقة بأننا سنجد حلا لأن الأوروبيين متحدون في التزامهم بمواصلة دعمهم كييف".

تركيا تحذر روسيا وأوكرانيا بشأن أمن البحر الأسود

وفي سياق آخر مرتبط بالازمة، حذرت تركيا روسيا وأوكرانيا بضرورة توخي المزيد من الحذر بشأن أمن البحر الأسود، بعدما أسقطت قواتها الجوية مسيرة دخلت المجال الجوي التركي، بحسب ما أعلنته وزارة الدفاع التركية، اليوم الخميس.

وتم إرسال طائرات مقاتلة من طراز "إف16-" يوم الاثنين الماضي، بعدما اقتربت مسيرة "خارجة عن السيطرة" قادمة من البحر الأسود، من المجال الجوي التركي.

وأفاد مسؤولون بإسقاط المسيرة في منطقة آمنة لحماية المدنيين وحركة الطيران.

ويأتي الحادث في أعقاب غارات شنتها أوكرانيا مؤخرا على ناقلات تابعة لـ"أسطول الظل" الروسي قبالة السواحل التركية، إلى جانب تحذيرات من مسؤولين أتراك بشأن خطر وصول حرب أوكرانيا إلى المنطقة.

وقالت وزارة الدفاع التركية: "نظرا للحرب القائمة بين أوكرانيا وروسيا، تم تحذير نظرائنا بضرورة توخي المزيد من الحذر من الجانبين، بشأن الوقائع التي قد تؤثر سلبا على أمن البحر الأسود".

ولم تكشف السلطات التركية عن مصدر المسيرة.

اليونان وبلجيكا تدعوان إلى حل "آمن" لدعم أوكرانيا

من جهة اخرى، أكد رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، أن بلاده تؤيد منح قرض تعويضات لأوكرانيا، ونقلت صحيفة "إيكاتيميريني" اليونانية، اليوم الخميس، عن ميتسوتاكيس قوله: "تدعم اليونان أوكرانيا، وستدعم أي حل يوفر لها الاستقرار المالي، لكي تكون آمنة وقادرة على الاستمرار في الدفاع عن نفسها في الحرب ".

وأضاف: "ولكننا أكدنا مرارا على ضرورة أن يكون أي حل آمنا من الناحيتين القانونية والمالية، وأن يضمن أن الأموال التي ستحصل عليها أوكرانيا وتنفقها على التسلح، ستأخذ بعين الاعتبار الأولويات الوطنية المحددة للدول الأعضاء".

من جهته، شدّد رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي ويفر مجددا اليوم الخميس على أن بروكسل لا يمكن أن تتحمل "وحدها" مخاطر استخدام الأصول الروسية المجمدة على أراضيها في قرض من الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا، مستبقا بهذا الموقف قمة للاتحاد للبحث في هذه المسألة.

وقال "نحتاج إلى مظلة قبل أن نقفز. إذا قفزنا، نقفز جميعا معا"، مطالبا بضمانات من كل الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي لتقاسم المخاطر في حال حصول مشكلات.

وتخشى بلجيكا اتخاذ روسيا إجراءات انتقامية اقتصادية وقانونية في حقها، إذ أن مؤسسة "يوروكلير" المالية التي تتخذ من بروكسل مقرا لها إدارة الجزء الأكبر من أصول البنك المركزي الروسي المجمّدة في أوروبا.

وهذا ما جعل مساعي المفوضية الأوروبية إلى استخدام الأصول الروسية لمساعدة أوكرانيا بواسطة ما يُعرّف بـ"قرض تعويضات"، تصطدم منذ أسابيع بمعارضة بلجيكا.

وأشار بارت دي ويفر اليوم الخميس إلى أن "بلجيكا تواصل المطالبة بأن يتولى الاتحاد الأوروبي، لا بلجيكا وحدها، المسؤولية المالية الكاملة عن مجمل المخاطر التي لا تزال مجهولة إلى اليوم".

وأضاف دي ويفر "إذا شئت أن أكون واضحا، لم أرَ حتى الآن نصا يمكن أن يرضيني ويجعل بلجيكا تعطي موافقتها". وتابع قائلا "آمل أن أراه اليوم ربما، لكنني لم أره بعد".

ضغوط امريكية على الأوروبيين لعدم استخدام أصول روسيا المجمدة

من جانبها، قال مسؤول أوكراني رفيع المستوى إن الإدارة الأمريكية تمارس ضغطا على الدول الأوروبية لكي تُثنيها عن فكرة استخدام الأصول الروسية المجمدة لدعم كييف، لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيواصل العمل على إقناع الأوروبيين بذلك.

وأعد الاتحاد الأوروبي خطة لاستخدام أصول البنك المركزي الروسي المجمدة في دول التكتل لتقديم قرض لكييف بقيمة 90 مليار يورو للعامين المقبلين.

وأرصدة البنك المركزي الروسي المجمّدة في أوروبا مودعة بمعظمها في بلجيكا تحت إدارة شركة "يوروكلير".

وقال المسؤول الأوكراني "تمارس الإدارة الأمريكية ضغوطا على الدول الأوروبية للتخلي عن فكرة استخدام الأصول الروسية لدعم أوكرانيا".

وتؤيّد غالبية واسعة من الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد هذا الخيار، لكن بلجيكا تعارضه، خشية تعرضها لاجراءات انتقامية روسية، ومخافة أن تكون الدولة الوحيدة التي تتحمّل العواقب في حال حدوث مشكلة.

وأضاف المسؤول أن زيلينسكي "سيتوجه إلى بروكسل لحض الدول الأوروبية على تبني قرار" استخدام تلك الأرصدة، علما أن هناك "سبع دول ما زالت لم تعلن دعمها لهذه الفكرة".

وتبلغ قيمة الأصول الروسية المجمدة حوالى 210 مليارات يورو، وقد جمّدتها دول الاتحاد الأوروبي عقب بدأ الحرب الروسية في اوكرانيا منذ قرابة اربع سنوات.

ويجتمع قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل الخميس والجمعة لاتخاذ قرارات منها ما يتعلق بتمويل أوكرانيا في السنتين المقبلتين بوجه روسيا.

وقال مسؤول أمريكي طالبا عدم كشف هويته في تصريح لوكالة فرانس برس إن الأوروبيين "يطلبون منا في الخفاء التدخل في هذه المسألة لأنهم لا يريدون أن يكونوا علنا ضدها".

وأضاف "إنهم يخشون الضرر الطويل الأمد الذي سيلحق بالاستثمارات الطويلة الأجل في نظامهم ومصداقية مؤسساتهم".

ونصّت نسخة سابقة من خطة ترامب لإنهاء الحرب على أن تستخدم واشنطن بعض الأصول الروسية المجمّدة في عملية تقودها الولايات المتحدة لإعادة إعمار أوكرانيا التي دمّرتها الحرب.

وقالت نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي "لدى الأوكرانيين والروس مواقف معلنة بوضوح بشأن الأصول المجمّدة، ودورنا الوحيد هو تسهيل الأخذ والرد الذي يمكن أن يفضي في نهاية المطاف إلى اتفاق".