No Image
العرب والعالم

أستراليا تتخذ إجراءات لمحاربة التطرف وتُودّع أصغر ضحايا اعتداء بونداي

18 ديسمبر 2025
18 ديسمبر 2025

سيدني"أ.ف.ب": تعهّد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي تغليظ العقوبات على التطرف بعد هجوم سيدني الذي أقيمت اليوم الخميس جنازة أصغر ضحاياه البالغة عشرة أعوام.

وقتل ساجد أكرم وابنه نافيد 15 شخصا كانوا يشاركون في عيد حانوكا اليهودي على شاطئ بونداي الأحد، في عمل مدفوع بأيديولوجية تنظيم داعش وفق ألبانيزي.

وأعلن رئيس الوزراء اليوم الخميس سلسلة من الإجراءات لمحاربة "معاداة السامية في مجتمعنا".

وقال في مؤتمر صحافي "من الواضح أن علينا بذل المزيد من الجهود، لا بل أكثر بكثير، لمكافحة هذه الآفة الشريرة".

وفي مركز حيفرا كاديشا للجنازات في سيدني، شارك حشد من الأشخاص اليوم في وداع الطفلة ماتيلد البالغة عشرة أعوام التي توفيت في المستشفى متأثرة بجروحها إثر الهجوم.

ولاحظت وكالة فرانس برس أن بعض المشاركين في الجنازة حملوا باقات من الزنابق، فيما أمسك آخرون بالونات تكريما للطفلة التي وصفتها رسالة من مدرستها تلاها حاخام بأنها "شعاع شمس".

وكانت عائلة ماتيلدا التي طلبت من وسائل الإعلام عدم نشر شهرتها، تركت أوكرانيا خلال العقد الثاني من القرن الجاري، قبل بدأ الحرب الروسية في اوكرانيا، ثم انتقلت إلى أستراليا حيث استقرت.

وقالت والدتها فالنتينا للصحافيين قبل الجنازة "لم أكن لأتخيل يوما أنني سأفقد ابنتي هنا. إنه كابوس".

أما والدها مايكل، فأشار إلى أنه اختار لابنته اسم ماتيلدا تيمنا بالأغنية الشعبية "ولتزينغ ماتيلدا" التي تُعَدّ بمنزلة النشيد الوطني غير الرسمي لأستراليا.

وأضاف في وقت سابق من هذا الأسبوع "جئنا إلى أستراليا من أوكرانيا، وكانت ماتيلدا أول من وُلد لنا هنا (...)، واعتبرت أن ماتيلدا هو أكثر اسم له طابع أسترالي. لذا تذكروا اسمها".

وروى ماتان أتسمون البالغ 40 عاما لوكالة فرانس برس أنه كان مع ماتيلدا عندما أُصيبت، مضيفا "ما زلت أتذكر النظرة في عينيها. المشهد لا يفارقني".

وأفات قريبة ماتيلدا في حديث لمحطة "تشانل سفن" التلفزيونية بأن شقيقة ماتيلدا الصغرى البالغة ستة أعوام كانت أيضا شاهدة على الهجوم.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي اليوم الخميس إن قوانين جديدة مرتبطة بـ"خطاب الكراهية المشدد" ستعاقب الدعاة والقادة الذين يحرضون على الكراهية والعنف.

وسيصبح "التشهير الخطير" القائم على أساس العرق أو الدعوة إلى التفوق العرقي جريمة فدرالية.

وقال ألبانيزي إن الحكومة ستعزز أيضا صلاحيات وزير الشؤون الداخلية لإلغاء أو رفض تأشيرات الأشخاص الذين ينشرون خطابات "الكراهية والانقسام".

وستضع أستراليا لائحة بالمنظمات التي يقودها أشخاص يبثون خطابات كراهية.

وأشارت محطة "إيه بي سي" التلفزيونية العامة فلي أستراليا إلى أن نافيد أكرم الذي نفذ الهجوم مع والده ساجد، كان من أتباع داعية مؤيد للجهاد مقيم في سيدني.

ووجّهت الشرطة الأسترالية امس تهم الإرهاب وقتل 15 شخصا وارتكاب مجموعة أخرى من الجرائم لمنفذ الهجوم البالغ 24 عاما. وأصيب نافيد بجروح بالغة برصاص الشرطة أثناء تنفيذه العملية، وذكر الإعلام المحلي أنه أفاق من غيبوبة ليل الثلاثاء.

أما شريكه في الهجوم والده ساجد أكرم فقتل في تبادل إطلاق نار مع الشرطة.

وتحقق السلطات الأسترالية في إمكان أن يكون الرجلان اجتمعا مع متطرفين خلال إقامتهما نحو شهر في الفيليبين قبل أسابيع قليلة من تنفيذهما الهجوم.

وأكد موظفو الفندق في دافاو سيتي حيث أقام الرجلان أنهما نادرا ما كانا يغادران غرفتيهما خلال مدة إقامتهما في هذه المدينة الواقعة في جزيرة مينداناو التي تُعَدُّ معقلا لحركات التمرّد الإسلامية ضد الحكومة المركزية.

وقالت موظفة الاستقبال في الفندق أنجليكا يتانغ (20 عاما) التي تعمل خلال النوبة الليلية لوكالة فرانس برس "لم يكونا منفتحين اجتماعيا كالأجانب الآخرين". وأضافت "عادة ما يحادثني الأجانب الآخرون، لكنهما لم يفعلا".

لكن الفيليبين نفت الأربعاء أن تكون أراضيها تُستخدم لتدريب "إرهابيين". وقالت الناطقة باسم الرئاسة كلير كاسترو للصحافيين إن الرئيس فرديناند ماركوس يرفض بشدّة "التصريح العام والوصف المضلل للفيليبين على أنها بؤرة لتدريب تنظيم داعش".

وأضافت "لا يوجد أي تقرير معتمد أو تأكيد بأنّ أفرادا تورطوا في حادثة شاطئ بونداي تلقوا أي شكل من أشكال التدريب في الفيليبين".

وبعد الهجوم، وعد ألبانيزي بفرض رقابة أكثر صرامة على الأسلحة النارية. وكان منفذ الهجوم الأكبر سنا يملك ست قطع سلاح مسجلة أصولا.