No Image
العرب والعالم

شولتس يؤكد: المفاوضات بين موسكو وكييف"ما زالت بعيدة" ويدعو لمواصلة الدعم الجيش الروسي يدك "ليسيتشانسك" بالمدفعية والصواريخ ويتقدم شرق أوكرانيا

22 يونيو 2022
22 يونيو 2022

زيلينسكي يطلب المزيد من الأسلحة وينتظر ضمان ترشيح بلاده رسميا للاتحاد الأوروبي

عواصم -وكالات": يواصل الروس تقدمهم نحو مدينة ليسيتشانسك الصناعية الاستراتيجية في شرق أوكرانيا والتي "تدمرها" مدفعية موسكو كما قال مسؤولون أوكرانيون أمس عشية قمة أوروبية تأمل فيها كييف أن تحصل على وضع مرشح رسمي للانضمام الى الاتحاد الاوروبي.

وكتب سيرغي غايداي حاكم منطقة لوغانسك حيث تركزت المواجهة بين الجيشين الروسي والأوكراني في الأسابيع الماضية صباحا عبر تلغرام أن "الروس يقتربون من ليسيتشانسك ويتقدمون في المدن المجاورة ويقصفون المدينة بطائراتهم".

وكان كتب سابقا أن "الجيش الروسي يدك ليسيتشانسك بالمدفعية والصواريخ والقنابل الجوية وقاذفات الصواريخ" مضيفا انه اذا الأوكرانيون لا يزالون يسيطرون على المدينة فان قوة النيران الروسية "دمرت فيها كل شيء".

من الجانب الآخر من نهر دونيتس الذي يتعذر عبوره لأن الجسور القائمة عليه دمرت "تستمر المعارك في شوارع" سيفيرودونيتسك على ما أكد.

وحده جيب مقاومة حول ليسيتشانسك وسيفيرودونيتسك لا يزال صامدا وخارجا عن سيطرة الروس في منطقة لوغانسك حيث تستمر معارك عنيفة بالمدفعية منذ أسابيع.

وستشكل سيطرة موسكو على سيفيرودونيتسك مرحلة مهمة في اتجاه السيطرة على كامل منطقة دونباس التي يتكلم معظم سكانها الروسية ويسيطر على جزء منها انفصاليون موالون لروسيا منذ 2014.

وقال الحاكم غايدي "انه الجحيم" لكن "رجالنا يحافظون على مواقعهم وسيواصلون القيام بذلك طالما لزم الأمر".

وقال رئيس إدارة المدينة أولكسندر ستريوك أمس للتلفزيون الأوكراني إن "الروس يدمرون بالكامل المنازل حتى أساساتها بمدفعيتهم" مقدرا بانه لا يزال هناك "سبعة الاف الى ثمانية آلاف نسمة" في هذه المدينة الصناعية التي كانت تعد مئة الف نسمة قبل الحرب.

من جانب آخر، قالت السلطات الروسية إنها تشتبه في أن هجوما بطائرة مسيرة هو سبب حريق اندلع أمس في مصفاة للنفط في منطقة روسية عند الحدود مع أوكرانيا. وقال حاكم منطقة روستوف فاسيلي غولوبيف على تطبيق تلغرام "حسب واحدة من الروايات، نجم الحريق عن هجوم بطائرة بدون طيار على المنشآت الفنية للمصنع"، مشيرا إلى أنه "عثر على قطع عائدة لطائرتين مسيرتين في منطقة" المصفاة.

- "لا يمكن لأحد الاستمرار" -

وعلى الصعيد الدبلوماسي، في كييف يسعى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الى جانب المطالبة بالمزيد من الأسلحة الثقيلة من حلفائه الغربيين، لضمان أن تمنح الدول الاعضاء ال27 في الاتحاد الأوروبي، أوكرانيا وضع مرشح رسمي للانضمام الى الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس خلال قمة لوكسمبورغ.

وقال "نكافح بنشاط من أجل الحصول على قرار إيجابي من الاتحاد الأوروبي بشأن ترشيح أوكرانيا ونكافح يوميا كذلك بالنشاط نفسه للحصول على أسلحة متطورة".

وقد لقي هذا التفاؤل دعما من الوزير الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي الذي أشار إلى وجود "توافق تام" في صفوف دول الاتحاد الأوروبي، خلال اجتماع مع نظرائه في لوكسمبروغ بشأن طلب ترشيح أوكرانيا لعضوية الاتحاد الذي ينتظر الحصول على موافقة رسمية خلال القمة الأوروبية الخميس.

في الاثناء، رفعت موسكو نبرتها مع ليتوانيا العضو في الاتحاد الأوروبي بعدما باشرت هذه الجمهورية السوفياتية السابقة تطبيق العقوبات الأوروبية المرتبطة باجتياح روسيا لأوكرانيا.

وقال رئيس مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف، خلال زيارة لكالينينغراد إن "روسيا، بالطبع، سترد على مثل هذه الأعمال العدائية. يتم وضع اجراءات مناسبة على المستوى الوزاري، وسيتم تبنيها قريبا".

ويُعتبر جيب كالينينغراد الاستراتيجي والعسكري مقر الأسطول الروسي في بحر البلطيق، وهو محاط بليتوانيا وبولندا، العضوين في حلف شمال الاطلسي والاتحاد الأوروبي واللذين يدعمان كييف بقوة منذ بداية الصراع في أوكرانيا.

وصرح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أمس بأن روسيا تعد إجراءات للرد على قيام ليتوانيا بتطبيق حظر على عبور سلع، خاضعة لعقوبات من الاتحاد الأوروبي، إلى منطقة كالينينجراد الروسية على بحر البلطيق.وقال بيسكوف إنه يجري النظر في إجراءات مختلفة للرد على السلوك "غير الودي" من جانب الاتحاد الأوروبي، وفقا لما نقلته عنه وكالة "بلومبرج" للأنباء.

ورفض بيسكوف التعليق عندما تم سؤاله عن إمكانية أن يكون هناك رد عسكري من جانب روسيا.

وفي منطقة دونباس في شرق اوكرانيا "يسيطر" الروس على بلدة توشكيفكا على خط الجبهة على بعد كيلومترات قليلة من سيفيرودونيتسك ومدينة ليسيتشانسك المجاورة حيث تدور معارك شرسة على ما قال قائد قطاع سيفيرودونيتسك رومان فلاسينكو.

وتشهد منطقة لوغانسك منذ أسابيع تبادلا عنيفا للقصف المدفعي بين القوات الروسية والأوكرانية وبات الروس يسيطرون بشكل شبه كامل عليها.

وبعد قصف ليسيتشانسك التي يفصل بينها وبين سيفيرودونيتسك نهر دونيتس الذي دمرت كل الجسور القائمة فوقه، الأسبوع الماضي، عقدت آلا بور استاذة التاريخ العزم على الفرار مع صهرها وحفيدها. وقالت لمراسلي وكالة فرانس برس "تملكني الخوف. سنترك كل شيء ونغادر. لا يمكن لأحد أن ينجو من قصف كهذا".

وأضافت "سنتخلى عن كل شيء ونهجر منزلنا. تركنا كلبنا مع بعض الطعام. هذا امر لا إنساني لكن ماذا عسانا نفعل؟".

- رفض المغادرة -

ورأى فريق تابع لوكالة فرانس جنودا أوكرانيين يحفرون خندقا سيشكل موقعا لاطلاق النار في أحد شوارع وسط ليسيتشانسك وإقامة حواجز مع أسلاك شائكة وأغصان.

وأوضحت جاكوندا "الكثير من السكان بقوا بانتظار الروس" في إشارة الى عزم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إعادة بسط النفوذ الروسي في المناطق الحدودية مع روسيا.

وفي سيفيرودونيتسك "تستعر المعارك حول المنطقة الصناعية" حيث لجأ بحسب السلطات المحلية 568 شخصا بينهم 38 طفلا إلى مصنع آزوت غالبيتهم من العاملين فيه وعائلاتهم بحسب قائد قطاع سيفيرودونيتسك رومان فلاسينكو.

وأوضح غايداي أنهم يرفضون المغادرة مؤكدا أنهم يتلقون الأغذية والمياه وبعض الأدوية الأساسية.

وأضاف "سيتمكنون من المغادرة في حال كان هناك اتفاق على أعلى مستوى" بين الأطراف المتحاربة "مع وقف لاطلاق النار وطريق محددة بشكل واضح".

وحض الرئيس الأوكراني جيشه على "الصمود" معتبرا ان نتيجة الحرب ستعتمد على مقاومته وقدرته على وقف تقدم الجيش الروسي وإلحاق به خسائر.

و قال المستشار الألماني أولاف شولتس أمس قبل اجتماعات مجموعة دول السبع وحلف شمال الأطلسي إن مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا "ما زالت بعيدة".

وأكد أمام النواب الألمان "ما زلنا بعيدين عن مفاوضات السلام لأن بوتين ما زال يعتقد أن بإمكانه إملاء السلام" داعيا حلفاءه إلى "الاستمرار" في دعم كييف من خلال العقوبات و"تسليم الأسلحة" لأوكرانيا. وفي إشارة إلى المبادرة الأمريكية التي قدمت بموجبها الولايات المتحدة مليارات لإعادة بناء أوروبا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية قال إنه دعا الرئيس الأوكراني إلى المشاركة في قمة مجموعة السبع التي بدأت أمس من أجل "الاتفاق على خطة مارشال لأوكرانيا".

وتعهد شولتس لأوكرانيا باستمرار الدعم الألماني والأوروبي بما في ذلك توريد الأسلحة.

وعن القمم الوشيكة للاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى والناتو، قال السياسي الاشتراكي الديمقراطي في بيان الحكومة الذي ألقاه أمام البرلمان أمس إن " أوكرانيا تحصل على الأسلحة التي تحتاج إليها بشكل خاص في المرحلة الحالية من الحرب".وأكد شولتس أن ألمانيا ستورد الأسلحة " اليوم، وفي المستقبل".

ورأى شولتس أن أوكرانيا لها كل الحق في أن تدافع عن نفسها في مواجهة روسيا، " ومن واجبهم كجيران أوروبيين وكمدافعين عن الحق والحرية وكأصدقاء وشركاء لأوكرانيا أن يدعموها في ذلك على أفضل نحو ممكن".

وقبل قمتي الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، أوضح شولتس أن أوروبا تقف موحدة إلى جانب الشعب الأوكراني " وسنواصل دعم أوكرانيا بشكل كبير ماليا واقتصاديا وإنسانيا وسياسيا وبالتأكيد بتوريد أسلحة"، وقال إن الدعم سيستمر " طالما احتاجت أوكرانيا إلى دعمنا".

وأشار المستشار إلى أنه يجري تدريب جنود أوكرانيين على دبابات الدفاع الجوي طراز جيبارد/الفهد/، وقال إن تدريب الجنود على راجمات الصورايخ المتعددة التي وعدت بلاده أوكرانيا بها، سيبدأ في الأسبوع المقبل.

وكشف شولتس أنه تم التوقيع منذ أيام قليلة بين أوكرانيا وقطاع الصناعة الألماني على عقد توريد نظام الدفاع الجوي ايريس-تي الذي يمكنه أن يحمي مدينة كبرى كاملة.

وأكد شولتس على قرب بدء أول عملية تبادل للأسلحة مع التشيك كما قال إن المحادثات مع شركاء تبادل آخرين تسير على قدم وساق.