No Image
العرب والعالم

المعارك تحتدم في الخرطوم

04 يونيو 2023
وسط تداعي الخدمات ودعوات لاستئناف المفاوضات
04 يونيو 2023

الخرطوم"وكالات": دعت الرياض وواشنطن طرفي النزاع في السودان للعودة إلى طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى وقف جديد لإطلاق النار، قبل يومين من زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى السعودية.

واستيقظ سكان الخرطوم على أصوات سقوط قنابل وتبادل نيران أسلحة ثقيلة مع دخول الحرب أسبوعها الثامن، فيما ذكرت وسائل إعلام محلية أن إقليم دارفور المتاخم لتشاد هو أيضا مسرح قتال عنيف بين الفصائل المتحاربة.وذكر سكان في العاصمة السودانية الخرطوم أن الاشتباكات احتدمت في عدة مناطق بالعاصمة اليوم وقال شهود أيضا إن طائرة عسكرية تحطمت في أم درمان، إحدى المدن الثلاث التي تقع عند نقطة التقاء النيل الأبيض بالنيل الأزرق وتشكل منطقة العاصمة الكبرى.

وبحسب بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس" اليوم ما زال وفدا القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع "موجودين في مدينة جدة، رغم تعليق المحادثات وانتهاء وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام".

وقال البيان إنّ "الميسرَيْن (السعودية والولايات المتحدة) على استعداد لاستئناف المحادثات الرسمية"، كما يدعوان "الطرفين إلى اتفاق على وقف إطلاق نار جديد، وتنفيذه بشكلٍ فعال بهدف بناء وقف دائم للعمليات العسكرية".

وجاءت الدعوة السعودية-الامريكية غداة قصف جوي ومدفعي هز الخرطوم السبت بغياب أي أفق للتهدئة في نزاع يواصل حصد الضحايا الذين أعلن الهلال الأحمر السوداني دفن 180 منهم من دون التعرف على هوياتهم.

وزادت حدة المعارك في الأيام الماضية بعدما لاقت الهدنة المؤقتة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، مصير سابقاتها بانهيارها بشكل كامل.

وأفاد شهود عيان اليوم عن قصف جوي استهدف مقراً لقوات الدعم السريع في منطقة شرق النيل شرق العاصمة الخرطوم، مشيرين إلى وقوع إصابات بين المدنيين.

من جهتها، اكدت قوات الدعم السريع في بيان "مهاجمة مواقع تمركز قواتها في منطقة بحري وقالت انها تصدّىت لهم بإسقاط طائرة (ميغ)".

غير أنّ مصدراً عسكرياً أفاد وكالة فرانس برس أنّ "الطائرة من طراز FTC صينية الصنع سقطت بسبب عطل فنّي غرب قاعدة وادي سيدنا الجوية".

وقال شهود عيان إنّ "الطائرة كانت قادمة من الجنوب إلى الشمال، ومؤخّرتها تشتعل فيها النيران".

في غضون ذلك، تحدّث حاكم دارفور مني مناوي عبر "تويتر" عن "انتهاكات فظيعة" يرتكبها المسلّحون في الإقليم، ودان "أعمال النهب والقتل" التي تحصل في مناطق عدة. وقال "نعلن دارفور منطقة منكوبة نطالب العالم إرسال مواد إنسانية عبر كل الحدود وبكل الوسائل المتاحة".

جاء ذلك فيما قال خميس عبد الله أبكر والي ولاية غرب دارفور إنّ "الوضع في الولاية حالة كاملة من الانفلات"، مضيفاً أنّ "مسلّحين استباحوا كلّ شيء والأوضاع خارج السيطرة تماماً".

ومنذ اندلاع النزاع في 15 أبريل، لم يفِ الجانبان بتعهدات متكررة بهدنة ميدانية تتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.

وقتل أكثر من 1800 شخص منذ اندلاع المعارك منتصف أبريل، وفق مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثها.

الا أن مسعفين ووكالات إغاثة ومنظمات دولية حذّروا مرارا من أن الأرقام الفعلية للضحايا أعلى بكثير، نظرا لوجود جثث في مناطق يصعب الوصول إليها، أو لعدم قدرة بعض المصابين على بلوغ المراكز الطبية للعلاج.

- تعليق المحادثات -

وكان الجيش أعلن الأربعاء تعليق مشاركته في محادثات جدة واتهم قوات الدعم بعدم الإيفاء بالتزاماتها باحترام الهدنة والانسحاب من المستشفيات والمنازل. وأعقب ذلك تأكيد الوسيطين السعودي والأميركي تعليق المحادثات رسميا.

وتبدأ زيارة بلينكن إلى المملكة غدا وتستغقر يومين.وأبدت الولايات المتحدة استعدادها لاستئناف المحادثات في جدة مع قادة المعسكرين المتحاربين في السودان في حال توافرت نيات "جدية" على صعيد الالتزام بوقف النار.

وفي مقابل الوساطة السعودية-الأميركية ومباحثات جدة، تعمل أطراف أخرى على محاولة ايجاد حلّ للأزمة، مثل الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد) المؤلفة من ثماني دول بينها كينيا التي استضافت السبت مستشار قائد قوات الدعم يوسف عزت.

ومدّد مجلس الأمن الدولي الجمعة لستة أشهر المهمة السياسية للأمم المتحدة في السودان، بعدما اتّهم قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان المبعوث الأممي فولكر بيرتيس بالإسهام في تأجيج النزاع.