إشراقات

سعيد الريامي: المعاملة الحسنة أبرز العوامل التي تجعل الناس يتعرفون على جمال الإسلام

17 نوفمبر 2022
تقديم حلقات متخصصة للمسلمين الجدد أهمها برنامج «هداية»
17 نوفمبر 2022

وصل عدد الداخلين فـي الإسلام عام 2018م إلى 540 شخصا -

من أجل التعريف بالإسلام والتواصل الثقافي في الداخل والخارج تقوم دائرة التعريف بالإسلام والتبادل الثقافي التابعة لمكتب الإفتاء، بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية بدور ثقافي وحضاري مهم لتضيف إلى المشهد العماني الثقافي والمحافل العلمية التي تشارك فيها مشهدا وجانبا مهما حول المكون الديني لهذه الحضارة العظيمة والنتاج العلمي الكبير الذي تشهد مجلداته بما قدمه ويقدمه العمانيون في مجالات العلم والمعرفة، هذه الدائرة التي أنشئت في 8 رجب 1436هـ الموافق له 27 أبريل 2015م، وذلك بموجب القرار الوزاري رقم (339/2015) وهي تتبع هيكليا مكتب المفتي العام للسلطنة وتضم أربعة أقسام هي التعريف بالإسلام والبرامج والفعاليات والتبادل الثقافي إضافة إلى وجود اثني عشر قسما للتعريف بالإسلام والتبادل الثقافي في كل من المديرية العامة للأوقاف والشؤون الدينية بمحافظة ظفار وبالإدارات ومكاتب الأوقاف في المحافظات والمناطق، حيث تعنى الدائرة بإبراز صورة الإسلام الصافية النقية وروحه السمحة من خلال البرامج والفعاليات والأنشطة المتعددة التي تحقق أهداف الدائرة المرسومة لها والمهام الموكلة إليها، كما تختص بدفع الشبه التي يثيرها المغرضون لتشويه صورة الإسلام وتبرئة ساحة الدين الحنيف منها، وفي الجانب الآخر تُعنى بمدّ جسور التواصل العلمي والثقافي مع المؤسسات العلمية والمراكز الثقافية والعلماء والباحثين في مختلف أنحاء العالم، وتقدم ذلك من خلال أقسامها الأربعة المذكورة أعلاه والأقسام بالإدارات الإقليمية، بتعاون بعض المتطوعين الذين يشاركون في إثراء هذا المشهدالمتألق المبارك، ويأتي هذا الحوار مع سعيد بن سالم الريامي مدير الدائرة للتعريف بهذه الدائرة وأبرز الأنشطة والفعاليات التي تقيمها.

ما هي اختصاصات دائرة التعريف بالإسلام والتبادل الثقافي؟ وما البرامج والأنشطة التي تقوم بها؟

تدور اختصاصات الدائرة لخدمة حول محورين اثنين هما: التعريف بالإسلام والتبادل الثقافي:

فالمحور الأول تمثله ثلاثة أقسام:

أولها: قسم التعريف بالإسلام: ويعنى باستقبال الراغبين في التعرف على الإسلام والمسلمين الجدد وتسهيل الإجراءات المتعلقة بالقيام على شؤون المسلمين الجدد، وتقديم الدعم الذي يحتاجون إليه في هذا الشأن (إصدار الشهادات/ المخاطبات المساندة)؛ مع توثيق وحصر بياناتهم للخروج بإحصائيات قابلة للدراسة والتحليل وتقييم النتائج ووضع الخطط؛ بما يضمن استمرارية التواصل معهم؛ أكان بالتعليم أو التثقيف الديني وكذا دعوتهم لمختلف الفعاليات.

والقسم الآخر هو قسم البرامج: ويتمثل العمل فيه بالإعداد والتنسيق والإشراف على تنفيذ حلقات العمل والدورات التدريبية المقدمة للمسلمين الجدد، وإعداد المناهج لتعليمهم وإرشادهم بأموردينهم، «برنامج هداية أنموذج»، وفي الجانب الآخر ينفذ حلقات العمل العلمية للعاملين في حقل التعريف بالإسلام «الموظفين/المتطوعين»، لإكسابهم المهارات اللازمة لعرض رسالة الإسلام ومتابعة المسلمين الجدد.

وثالث الأقسام قسم الفعاليات: يقوم بإعداد الفعاليات والأنشطة المحلية في مجال التعريف بالإسلام والتبادل الثقافي، كما أنه ينظم الدورات والحلقات العلمية المتخصصة في المجالات ذات العلاقة، وينظم إضافة المتخصصين في الحقل من داخل وخارج السلطنة للمشاركة في الفعاليات المختلفة.

ومن الفعاليات السنوية المختصة بالقسم فعالية تعارف وتنظمها الدائرة في شهر رمضان المبارك من كل عام لإيصال الرسالة الصحيحة للإسلام من خلال سمة وعنوان يعطى سنويا للفعالية والتي تمثل الموضوع المحور لبقية فقرات الفعالية؛ ويُدعى لها المسلمون الجدد وغير المسلمين من المقيمين والعاملين والزائرين لسلطنة عمان من خلال عدة برامج متنوعة وأنشطة تعرف بالإسلام بالإضافة إلى مشاركة الصائمين تناول وجبة الإفطار، وفي كثير من الأحيان يتم استضافة أحد الدعاة البارزين من خارج سلطنة عمان.

ولا يفوتنا أن نشير إلى أنّه بالإضافة إلى كونها تعرف غير المسلم بالإسلام فإنها تمثل احتواء للمسلمين الجدد خاصة ففي حديثهم عن أسباب إسلامهم وهدايتهم للدين له الأثر البالغ في نفوس غير المسلمين وتثبيتا للمسلمين الجدد، علما أن عدد الحضور في هذه الفعالية يصل إلى ما يقرب من 600 شخص ويشهر عدد منهم إسلامهم في تلك الفعالية.

وفعالية (تعارف) تقيمها الدائرة كل عام في شهر رمضان المبارك لإيصال الرسالة الصحيحة للإسلام لغير المسلمين من المقيمين والعاملين والزائرين للسلطنة من خلال عدة برامج متنوعة وأنشطة تعرف بالإسلام بالإضافة إلى مشاركة الصائمين تناول وجبة الإفطار، وفي كثير من الأحيان يتم استضافة أحد الدعاة البارزين من خارج السلطنة.

وقد ابتدأت الفعالية الأولى في عام 1437هـ/ 2016 م حضرها 400 وأسلم 7 أشخاص، والفعالية الثانية كانت في عام 1438هـ/ 2016م حضرها 600 وأسلم 15 شخصا، وفي فعالية البريمي حضرها 300 وأسلم11 شخصا، والفعالية الثالثة 1439هـ/2017م حضرها 600 وأسلم 26 شخصا. والفعالية الرابعة 1440هـ /2018 حضرها 660 وأسلم 28 شخصا، وفعالية جامعة السلطان قابوس حضرها حوالي 60 شخصا؛ وأسلم شخص واحد.

كما أقامت الدائرة فعالية تعارف «عن بعد» 1442هـ/ 2020م تحت عنوان (الأزمات وعلاجها في القرآن الكريم)، بالإضافة إلى فعالية تعارف الخامسة «الخلافة في الأرض» 1443هـ / 2021 م أسلم فيها 18 شخصا، كما كانت تقام معارض مصاحبة مع فعالية تعارف منها معرض التعريف بالإسلام والتبادل الثقافي، ومعرض رسالة الإسلام، ومعرض الإرشاد النسوي، وذكرى جميلة، ومن البداية إلى النهاية، وهداية، وركن الهدايا، ومعرض مركز التعريف بالإسلام، وركن هدايات (برنامج التعريف الإلكتروني بالإسلام).

- والمحور الثاني الذي تقوم عليه الدائرة التبادل الثقافي، ويمثله قسم واحد:

- قسم التبادل الثقافي، ويختص بالتعريف بما عند العمانيين من نتاج فكري وإرث علمي، وكذلك توثيق العلاقات الثقافية بين مكتب المفتي العام لسلطنة عمان والمؤسسات العلمية (الأفراد/ الجامعات... إلخ) الداخلية والخارجية، من خلال تزويدهم بالإصدارات المتوفرة، لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان وغيرها من الكتب التي تثري المكتبة المحلية والإقليمية بل والعالمية، وكذلك المشاركة العلمية والثقافية في المؤتمرات والندوات والمعارض.

وبذا تتضح أهداف القسم في نشر الثقافة والتراث المعرفي والنتاج العلمي والأدبي العماني، والتطلع إلى آفاق أوسع في مجال التبادل الثقافي مع كافة الشخصيات والمؤسسات العلمية الداخلية والخارجية.

ما أبرز الصعوبات التي يواجهها المسلمون الجدد بعد دخولهم للإسلام؟

إنّ من ذاق حلاوة الإيمان هانت عليه مصاعب الدنيا؛ هذا ما وجدناه في قصص واقعية عندنا؛ فبعد هداية الله تعالى للمرء تتبدل نظرته في كل شؤون وتفاصيل حياته؛ فهو أصبح يؤمن بالقضاء والقدر «وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً» فتجده يلجأ في المقام الأول إلى ربّه وخالقه في ما قد يواجه من عقبات؛ ويمكن تلخيص أهمّها في عائق اللغة خاصة فيما لو كانت من اللغات النادر وجود تراجم لها؛ ويتطلب منه ذلك جهدا في التعلم وممارسة العبادات يجد فيه حلاوة وراحة بعد حين وبعد أن يتقن الأداء.

وهنا نؤكد على أهمية تكاتف من هم حوله معه؛ ورعايتهم للمسلم الجديد؛ واحتضانه ومساعدته في ما قد يعترضه أو قد يسبب له حرجا؛ وحريّ بنا كمجتمع عماني مسلم أن نعتني بهؤلاء مؤسسيا ومجتمعيا بل وعلى الصعيد الشخصي فهم إخواننا ولهم حق علينا.

من خلال قربكم من المسلمين الجدد ما هي أبرز الأسباب التي جعلتهم يعتنقون هذا الدين؟

يعود سبب دخول الأشخاص في الإسلام إلى عدة عوامل من بينها: المعاملة الحسنة من قبل المحيط الذي يعيش فيه هذا الشخص، وكذلك القناعة التامة بأن الإسلام هو الدين الحق الذي يجيب على أهمّ الأسئلة الوجودية التي تملأ عقل الإنسان وتلحّ عليه بتلبية نداء الفطرة: لماذا خلق؟ وأين المصير؟

« فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلك الدِّينُ الْقَيِّمُ ولكن أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ».

ولأنهم أيضا يرغبون في ملء الفراغ الروحي الذي يجدونه في الحياة المادية البعيدة عن التدين. وهناك من يصل إلى الحقيقة بعد رحلة بحث وتقص وتعلم حتى يصل إلى القناعة الكبرى والدخول في الدين الإسلامي الصافي.

هل توجد إحصائية لعدد الداخلين في الإسلام منذ إنشاء الدائرة في 2015؟ وما السنة التي شهدت أكثر عدد لدخول الإسلام؟ وما تفسيرك لذلك؟

توجد إحصائية بأعداد الداخلين في الإسلام منذ إنشاء الدائرة حيث وصل العدد في عام ٢٠١٥م إلى 385 شخصا ليرتفع إلى 540 شخصا في عام ٢٠١٨، ويعد سبب ذلك إلى نشاط الدائرة في تلك الفترة وانخفض انخفاضا ملحوظا خلال جائحة كورونا في عام ٢٠٢٠م فوصل العدد إلى ١٧٠ شخصا فقط، وعلى كل فإن الإحصائية من 2015 حتى نهاية شهر أكتوبر من هذا العام بلغ 3022 مسلما.

ما أبرز القصص التي مرت عليكم للداخلين الجدد في الإسلام؟

قصة المرأة الأوروبية المقيمة في سلطنة عمان، حيث إنها متزوجة من رجل مسلم ولم تدخل إلى الإسلام مباشرة كونها متزوجة من رجل مسلم، ولكن دأبت على القراءة وعلى فهم الدين، وبعدما رأت المعاملة الحسنة من عائلة زوجها ولطافة وأخلاق المجتمع العماني قامت بزيارة دائرة التعريف بالإسلام لتتعرف أكثر على سماحة الدين وتعاليمه لتشهر إسلامها في الدائرة وتفاجئ زوجها وأهله باعتناقها الدين الإسلامي عن حب واقتناع.

وكذلك قصة امرأة أجنبية أخرى، حيث إنها تعرفت على شاب مسلم مقيم في سلطنة عمان وأراد الزواج منها، وطلبت منه السفر إلى الولايات المتحدة ليتزوجا هناك، ولكن الشاب أقنعها بأن تزوره في سلطنة عمان حتى تطلع وتقرأ عن عمان بأنها بلد الأمن والأمان، والسلم والسلام، لتبدأ الشابة بالقراءة عن عمان وما يميزها عن غيرها من البلدان، فشدها كون سلطنة عمان لم يسجل لها أي سجل أو نقطة من الإرهاب، وبعد مجيئها إلى سلطنة عمان زارت دائرة التعريف بالإسلام والتبادل الثقافي لتعرف عن سر هذه الأخلاق والسمت العماني الأصيل لتشهر إسلامها في الدائرة. وقصة الشاب الألماني، حيث إنه اختار سلطنة عمان لتكون محطته ووجهته السياحية، وبعد زيارته لعدة مواقع أثرية وتعرفه على الحضارة العمانية وعراقتها، مما جعله يبحث أكثر وأكثر عن هذا البلد العريق، ليزور دائرة التعريف بالإسلام والتبادل الثقافي ويطلع على الإسلام وتعاليمه ورسوخ حضارته ليشهر بعد ذلك إسلامه.

كيف يتم متابعة المسلمين الجدد؟ وما المزايا التي تمنح لهم؟

الدائرة تعنى بتقديم برامج وورش متخصصة للمسلمين الجدد، ومن أهم هذه البرامج (برنامج هداية) وهو برنامج تعليمي سنوي للداخلين الجدد في الإسلام، يعقد حضوريا في بعض المقرات، وكذلك عن بعد عبر الفصول الافتراضية في الشبكة المعلوماتية باستخدام منصات إلكترونية، وبعض برامجها تنفذ بالنظام المدمج(حضوري/عن بعد)، يدرس فيه القرآن الكريم، واللغة العربية، والعقيدة ، والفقه، والسيرة النبوية، ويهدف إلى ترسيخ القيم والمبادئ التي يقوم عليها الدين الحنيف، وتعميق الروابط الأخوية بين المسلمين الجدد، وتدريسهم الشعائر الدينية وتطبيقها عمليا، وتعريفهم بأساليب الدعوة ونشر رسالة الإسلام لقومهم وبني جلدتهم. وبحمد الله تخرج من البرنامج منذ انطلاقه أكثر من 150 مسلمة جديدة، ويتم تحديث وتطوير البرنامج بصفة مستمرة.

كما أن هناك حلقات تقدم للمسلمين الجدد في بعض المناسبات كحلقة استقبال شهر رمضان والحلقة التي تعقب فعالية تعارف وغيرها من حلقات العمل التي تنفذها أخصائيات توجيه المسلمين الجدد بالدائرة، وقد بلغت هذا العام ما يربو على ثلاثين حلقة عمل ومحاضرة. وتقوم الدائرة كذلك بتقديم حلقات متخصصة للمشتغلين بحقل التعريف بالإسلام، تهدف إلى تنمية مهارات الموظفين والمشتغلين بالتعريف بالإسلام وتتضمن عدة مستويات وتحوي عدة محاور منها: محور قضايا ومواضيع عامة في حقل التعريف بالإسلام، ومحور مهارات المشتغل بالتعريف بالإسلام، ومحور مقارنة الأديان والأفكار الإلحادية، ومحو قضايا فكرية معاصرة ومحور رد الشبهات.

وقد قدمنا بحمد الله خلال العامين 2021/2022 أكثر من ثلاثين حلقة متخصصة في هذا المجال، فضلا عما نفذه المتطوعون من أنشطة وبرامج تشرف عليها الدائرة وتقدم لها الدعم.

هل هنالك مواسم محددة يزيد فيها عدد الداخلين إلى الإسلام؟ ولماذا؟

تزداد إحصائية الداخلين في الإٍسلام من شهر شعبان إلى شهر شوال ويعود ذلك إلى قيام الدائرة بإقامة بعض الفعاليات والبرامج خلال هذه الفترة. وأكثرهم يسلمون في شهر رمضان المبارك، فشهر رمضان شهر البركات والنفحات والرحمات وعبادة الصيام في حد ذاتها تثير إعجاب غير المسلمين مما يكون لها الأثر على نفوس غير المسلمين، وتبعث فيهم الأسئلة والبحث عن هذا الدين العظيم الذي يعتني بالإنسان في جميع نواحيه من خلال منظومة تشريعاته التي تجلب له التيسير وتدفع عنه المشقة.

ما الأنشطة التي تقوم بها الدائرة للتعريف بالإسلام خارج نطاق مسقط؟

سعت الدائرة إلى إيجاد أقسام التعريف بالإسلام والتبادل الثقافي بمديريات وإدارات ومكاتب الأوقاف والشؤون الدينية كافة؛ ممثلة عنها في مجمل اختصاصاتها، وذلك لتقدم خدماتها بسهولة ويسر للمستفيدين بمختلف محافظات السلطنة؛ وتُشرف من خلالها على إقامة البرامج والفعاليات المختلفة في كلا الجانبين: التعريف بالإسلام، التبادل الثقافي.

لذا فهذه الأقسام وبالتعاون مع المؤسسات الحكومية والخاصة تنفذ البرامج والفعاليات المختلفة في مواقع كالقلاع والحصون والمناطق السياحية، حيث تتضمن الفعاليات المقامة المواضيع المتصلة بالأسس الإنسانية والأخلاقية التي يقوم عليها الدين الحنيف، وتهدف هذه الفعاليات إلى إبراز القيم الإسلامية، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وكذلك دفع الشبهات المثارة حول الإسلام.

ما أهم الفعاليات التي تقدمونها في مجال التبادل المعرفي والثقافي؟

قسم التبادل الثقافي في الدائرة يُعنى بهذا المجال الذي تشيرون إليه، فمن اختصاصات الدائرة توطيد العلاقات والروابط بين مكتب الإفتاء وبين العلماء والباحثين، وهذا الذي سار عليه عمل قسم التبادل الثقافي، فهناك تواصل وثيق بين القسم والجهات العلمية الداخلية والخارجية، سواء المؤسسات: كالمكتبات والجامعات والمراكز الثقافية أو الأفراد: كالشخصيات العلمية والأكاديمية والعلماء والمفكرين، وإذا أدخلنا لغة الأرقام فإن القسم في هذا العام قام بتزويد حزم من الكتب العلمية لإحدى عشرة جامعة داخل وخارج السلطنة، و96 شخصية علمية أيضا في الداخل والخارج، كما أن القسم شارك في عدة معارض ومؤتمرات دولية خلال هذا العام لعدة دول كالأردن والمملكة العربية السعودية وماليزيا، وكل ذلك لأجل التعريف بالموروث الثقافي والنتاج العلمي لسلطنة عمان.

ما مدى الإقبال على الصندوق الوقفي للتعريف بالإسلام والتبادل الثقافي (هداية)؟ وكيف يتم الاستفادة منه؟

لا شك أنّ الصندوق الوقفي سيمثل رافدا لأنشطة وبرامج التعريف بالإسلام والتبادل الثقافي بالسلطنة؛ وداعما لها وتطوير آلياتها وتفعيلها متى ما أطلق؛ وسيتمّ في الفترة القادمة تدشينه بشكل رسمي، ولا شك أنّ الناس ستقبل على الإنفاق في هذا الحقل المبارك، فهو من أروع صور الإنفاق والبذل في سبيل الله تعالى، يبقى ويستمر عطاؤها إلى يوم الدين.

وسوف يحمل الشعار البصري للصندوق كلمة «هداية» التي تحمل في طياتها إيجابية وتفاؤلا فالهداية تنير الطريق وتهدي من الضلالة.