ماذا ينقصنا ؟

31 ديسمبر 2025
31 ديسمبر 2025

دائما ما نطرح هذا التساؤل عندما نشاهد بطولات إقليمية أو قارية أو دولية تُقام في المنطقة، ويتبادر إلى الأذهان سؤال مطروح: لماذا لا نستضيف بطولات كروية مثل بقية الدول؟ ماذا ينقصنا؟ نمتلك مجمعات رياضية في مختلف المحافظات، وبأعلى المواصفات الدولية لإقامة المباريات عليها، كما أننا نمتلك بنية أساسية متينة من جميع النواحي، تشمل مطارات وفنادق وشبكة طرق ومواصلات، إلى جانب أماكن سياحية وترفيهية وغيرها الكثير.

وفي هذه الأيام، يطرح أمر استضافة الاتحاد العماني لكرة القدم لبطولة غرب آسيا في صلالة خلال شهر أغسطس المقبل بمشاركة 12 منتخبا، وهي فرصة مواتية لتكون هذه البطولة استثنائية وحدثا مهما، خاصة وأنها تسبق انطلاقة كأس الخليج في السعودية بشهر واحد، ما يجعلها محطة إعداد محورية للمنتخب الوطني.

ومن زاوية فنية وسياحية، وفي موسم يُعد من أهم المواسم السياحية في سلطنة عمان، يبرز الهاجس الأكبر الذي يشغل الجميع: النواقص التي قد تشكل عقبة أمام نجاح البطولة، والمتمثلة في ملاعب التدريب المخصصة للمنتخبات المشاركة، صحيح أن هناك ملاعب متوفرة لأندية المحافظة، إلا أن هذه الملاعب تحتاج إلى تطوير شامل وتجهيزات متقدمة لتصبح صالحة لإقامة التدريبات وفق المعايير والاشتراطات الدولية المعتمدة من الاتحاد الدولي لكرة القدم. ويشمل ذلك تحسين أرضيات الملاعب، وتوفير تجهيزات تقنية للبث التلفزيوني، وتجهيز غرف اللاعبين والحكام، إلى جانب مرافق الدعم الفني والطبي، ما يجعل من هذه الملاعب بيئة تدريبية مثالية للفرق المشاركة، ويضمن انطلاق البطولة وفق أعلى مستويات الجودة الاحترافية.

قضية ملاعب التدريب ليست مقتصرة على صلالة وحدها، بل تعاني منها جميع المحافظات، حيث تفتقد المجمعات الرياضية إلى ملاعب تدريب مجهزة، باستثناء ملعب وحيد في مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر.

خلال كأس العرب الأخيرة التي جرت في قطر، أقيمت بطولة منتخبات الخليج تحت 23 سنة، وشاهدنا أن المباريات لم تُقم على الملاعب التي استضافت مباريات كأس العالم، بل على ملاعب مصغرة تستوعب أعدادا قليلة من الجماهير. ويمكن تجهيز مثل هذه الملاعب في الأندية بإضافة مدرجات صغيرة مناسبة للجماهير، وتجهيزها للبث التلفزيوني، وهناك العديد من الملاعب في الأندية قابلة للتحسين بتكاليف بسيطة جدا.

أتمنى أن يبادر اتحاد الكرة بسرعة لتأهيل ملاعب أندية محافظة ظفار وتجهيزها وفق المعايير الدولية، مع الاستفادة المثلى من منشآت المجمع الثقافي بصلالة، وبالتعاون والتنسيق الكامل مع جميع الجهات المعنية. هذا التعاون يضمن إقامة البطولة بنجاح واستثمارها كنموذج يحتذى به، بما يمكّننا من البناء عليها مستقبلا لتنظيم بطولات سنوية في موسم الخريف، ما يعزز من مكانة المحافظة على خريطة كرة القدم الإقليمية ويساهم في رفع مستوى التجربة الفنية والجماهيرية على حد سواء.

ويجدر بالذكر أن هناك توجها قائما من مجلس إدارة اتحاد الكرة لإنشاء مركز دائم للمنتخبات الوطنية في محافظة ظفار، مجهزا بمنشآت وملاعب تدريب ومقر إقامة للمنتخبات الوطنية. ويمكن أن يرى هذا المشروع النور بتمويل من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ضمن مشروع «الهدف». ولتحقيق هذا الهدف، يجب تخصيص المكان المناسب لهذا المشروع الحيوي، وذلك عبر تضافر كل الجهود مع توجهات الاتحاد للارتقاء باللعبة إلى الأفضل.