شجرة الشِعر
(1)
على تلك الشجرة يقف عصفور الصباح، يملأ المكان فرحا، ينثر أغنياته على القلوب، يسبّح بحمد ربه، ويرمق الفضاء بعين الأمل.
(2)
صباح محمل بضجيج الأشياء، وصياح الديكة،
صباحٌ محمل بضجيج الأشياء، وصياح الديكة، تخرج الشمس من مخبئها، وتتثاءب بكسل، وترسل شعاعها الأول إلى قلب شاعر ينتظر قصيدته.
(3)
حمامة بيضاء ترفرف في السماء، في هديلها كتب الشاعر أجمل أحزانه، وحملت عنه لواعج حرمانه، ووصف بها حبيبته المدللة، وكتب أبو فراس قصيدته الخالدة:
أقولُ -وقد ناحتْ- بقربي حمامةٌ
أيا جارتا هل تشعرين بحالي؟
معاذَ الهوى ما ذقتِ طارقةَ النوى
وما خطرتْ منكِ الهمومُ ببالِ
(4)
تتسلل حورية البحر من بين طيّات الموج، ترمق الشاطئ بنظرة عتب، (أين ذهب فارس الأحلام الذي ترك حصانه وحيدا في الجزيرة النائية)؟.
(5)
عصفورة تنفض جناحيها من منام ليلة ساحرة، تغمض عينيها بكسل، وتملأ الساحة غناء، ورقصا.
(6)
سِفر الحياة يبدأ من هنا، من هذا الصباح المملوء بحنين الكلمات، يفرش قصيدته على سدرة القلب، ويبوح بعطره..
لم يكن لليل معنى دون جناحيك.
(7)
الصباح حلم النائمين، وصحو الحالمين.
