انطلاق ملتقى المكتبات والمراكز الثقافية الأهلية.. وغداً إعــلان الفائـزين في مسـابقة الإجــادة المكتبية

انطلقت صباح اليوم فعاليات ملتقى المكتبات والمراكز الثقافية الأهلية تحت عنوان "دور المكتبات في تحقيق رؤية عمان 2040"، بمشاركة 62 مكتبة و8 مراكز ثقافية أهلية من مختلف محافظات سلطنة عُمان، تحت رعاية المكرمة الدكتورة ريا بنت سالم المنذرية عضوة مجلس الدولة.

الملتقى الذي يستمر لمدة يومين، يحتضنه مركز ذاكرة عمان الثقافي الأهلي، يهدف إلى التركيز على وعي الأمناء القائمين على هذه المكتبات والمراكز الثقافية بدورهم في تحقيق الرؤية، وتعزيز ثقافة المواطنة الرقمية وتطوير الخدمات في ضوء التقدم المرحلي لهذه المؤسسات الثقافية، للقيام بدورها الفاعل في خدمة المجتمع ومواجهة التحديات التي تقف أمامها في ظل التطور التقني الذي أصبح أمرا واقعا وحتميا، بالإضافة إلى العديد من المحاور الأخرى المرتبطة بهذا الجانب، كدور المكتبات الأكاديمية أو التجارية أو الخاصة في تحقيق الإستراتيجية الثقافية ورؤية عمان 2040.

وقال عبدالله الحارثي مدير عام المعرفة والتنمية الثقافية في كلمته: "تحرص الوزارة على إقامة هذا الملتقى واستمراره، نابعا من قناعتها بأهمية مثل هذه اللقاءات، لكونها فرصة تجمع المختصين بمجالاتها المتنوعة بما لديها من تجارب معرفية غنية وثرية، وبما يجمعه الملتقى من أسماء لعدد من المختصين وفق محاور البرنامج، التي بلا شك تخدم العاملين في قطاع المكتبات والمراكز الثقافية الأهلية والمهتمين فيها".

فيما قدم الدكتور نبهان الحراصي عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية كلمة قال فيها: "ما نشهده اليوم من انتشار للمكتبات الأهلية والعامة دليل آخر على اهتمام العمانيون بالثقافة، فتضافرت الجهود الأهلية مع الدعم الحكومي في إنشائها وتنميتها، لتغطي معظم ولايات السلطنة، وتؤدي دورها العلمي والتربوي والثقافي على أكمل وجه".

وأشار الحراصي إلى أهمية ارتكاز استراتيجية عمان 2040 على الثقافة، وذلك إيمانا بضرورة أن تستثمر الثقافة في اتجاهات تعميق المعارف والمهارات، والتماسك الاجتماعي، والاندماج والمشاركة. وتوجه الحراصي في كلمته برسالة مفادها "أهمية العمل والتخطيط لإنشاء مكتبة وطنية عمانية، والذي قال حوله: هو مشروع وإن تأخر، إلا أن الوقت مازال مواتيا لكي يؤدي دوره الثقافي المنشود، فعمان بتاريخها الضارب في القدم، وإنتاجها الفكري المتنوع، وشعبها المتطلع، تستحق مكتبة تضطلع بأدوار ثقافية وتنويرية في المجتمع، ونتأمل كمتخصصين أن ترى المكتبة النور قريبا، بمقومات كبيرة نستطلع من خلالها المستقبل، وتكون المظلة الرائدة لقطاع المكتبات والمعلومات وما يستلزمه من تنظيم وتشريع" مضيفا إلى أهمية النظر في أمر إنشاء مكتبة رقمية عمانية عبارة عن تكتل وطني موحد لقواعد البيانات الإلكترونية، التي هي الأساس للبيانات والمعلومات التي يحتاجها صانع القرار، والباحث، والطبيب، والمثقف، وجميع الدارسين.

وأوضح الدكتور نبهان إلى أهمية تقديم الدعم الكامل للمكتبات الأهلية العمانية، إيمانا بالدور الذي تؤديه في سبيل خدمة المجتمع، وتحقيقاً للرؤى الاستراتيجية الرامية لتعزيز المناشط الثقافية بما يضمن الحفاظ على هوية المجتمع وتماسك منظومته القيمية.

وخلال الافتتاح تحدثت خالصة البراشدية نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للمكتبات والمعلومات حول الدور الذي تؤديه الجمعية في توطيد الروابط العلمية والمهنية والثقافية والاجتماعية بين المتخصصين، إضافة إلى تنميتها لقدرات ومهارات الأعضاء، وتطويرها للمعايير الواجب تطبيقها في المكتبات والمؤسسات التعليمية، كما أن الجمعية تقدم الاستشارات في مجال المهنة، وتعمل على عقد شراكات مهنية لضمان استمرار التواصل والتعاون بين المتخصصين. وأكدت البراشدية على أن الجمعية العمانية للمكتبات والمعلومات تدعم المكتبات الأهمية، وتوجد سبل للتواصل وتفعيل الشركات فيما يتعلق بالممارسات الفنية والمهنية.

وتضمن الملتقى جولة راعية الحفل والحضور في معرض "نتاج مسابقة اقرأ الدولية للتصوير الضوئي 2022م"، حيث استعرضت الأعمال المشاركة من مختلف الدول، كما تضمنت الجولة مرور الحضور على معرض المخطوطات العمانية "ركن فن ترميم المخطوطات"، إضافة إلى معرض مسيرة المطبوعات لمركز ذاكرة عمان الثقافي "المشاريع الرقمية- أعمال الذاكرة".

وقدمت مروة النبهانية ورقة عمل حول "دور مؤسسات المعلومات العمانية في تحقيق رؤية عمان 2040"، ركزت فيها على تنمية وتنفيذ الخطط التنموية، واستعرضت تجارب الدول، وأمثلة على دور مؤسسات المعلومات في تنمية المجتمعات، وتحقيق الخطط التنموية.

فيما قدم الدكتور سيف الجابري ورقته بعنوان "وعي أمناء المكتبات بدورهم في تحقيق رؤية عمان 2040، والاستراتيجية الثقافية. وتواصل تقديم أوراق عمل الملتقى لليوم الختامي، الذي يشهد في حفله الختامي إعلان الفائزين في مسابقة الإجادة للمكتبات والمراكز الثقافية الأهلية.

تجدر الإشارة إلى أن الملتقى لهذا العام جاء ليواكب الإستراتيجية الثقافية التي أطلقتها الوزارة مؤخرا، والتي ترتبط أرتباطا وثيقا برؤية عمان 2040 لتركز على دور مؤسسات المعلومات العمانية في تحقيق رؤية عمان المستقبلية