ثقافة

إسدال الستار على مسابقة المهرجان المسرحي الجامعي السابع بصور

03 مايو 2024
«قطرة من القمح» تحصد أفضل عرض أول
03 مايو 2024

استطاع فرع جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصلالة حصد جائزة أفضل عرض مسرحي أول الذي حمل اسم (قطرة من القمح) لمؤلفه نائل جرابعة وذلك في المهرجان المسرحي الجامعي السابع الذي أقيم بفرع الجامعة بولاية صور، فيما حصل فرع الجامعة بنزوى على أفضل عرض مسرحي ثانٍ بنص (مطلوب للزبالة) وحصل عرض (النصف الآخر من السماء) على جائزة أفضل عرض ثالث لفرع الجامعة بالرستاق.

جاء ذلك خلال حفل الختام الذي رعاه سعادة الدكتور سعيد بن حمد الربيعي -رئيس جامعة التقنية والعلوم التطبيقية- وبحضور أصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى ممثلي الولاية ونواب رئيس الجامعة في مختلف أفرعها. حيث جرى تنفيذ المهرجان خلال الفترة من 28 أبريل إلى 2 مايو 2024م بدعم من الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال وبمشاركة ٩ أفرع للجامعة والذي يأتي ضمن الأنشطة الطلابية التي تنظمها عمادة شؤون الطلبة في رئاسة الجامعة؛ بهدف إيجاد ملتقى تنافسي لإبداعات الطلبة المسرحية.

التكريم

وعن جائزة أفضل مخرج فقد نالها الطالب خالد بالفورا ممثل لفرع الجامعة بالمصنعة، فيما حصلت الطالبة خلود السعدية من فرع الجامعة بإبراء على جائزة أفضل ديكور. وقد ذهبت جائزة أفضل مكياج للطالبة نوف الزيدية من فرع الجامعة بإبراء، فيما حصل نص الطالبة آية الكلبانية الذي قدمه فرع الجامعة بالرستاق على جائزة أفضل نص. وذهبت جائزة أفضل إضاءة مسرحية لعرض (كوتارد) لفرع الجامعة بصحار، فيما فازت أزياء هاجر المعشرية من جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بعبري بجائزة أفضل أزياء، وفاز فرع الجامعة بصور بأفضل موسيقى تصويرية عن مسرحية عزلة إجبارية. وعن جوائز الممثلين فقد حصلت الطالبة ريان البلوشية من فرع الجامعة بصور على لقب أفضل ممثلة دور أول، وحصلت الطالبة وئام الغافرية من فرع الجامعة بصلالة على أفضل ممثلة دور ثانٍ. وحصل الطالب أحمد العدوي من فرع الجامعة بالمصنعة على لقب أفضل ممثل دور أول بينما حصل الممثل حميد الزيدي من فرع الجامعة بصحار على لقب أفضل ممثل دور ثانٍ.

فيما تم تكريم الجهات الداعمة والمشاركة في المهرجان وفروع الجامعة المشاركة والأسماء اللامعة في مجال المسرح التي أثرت الساحة المسرحية العمانية مثل الدكتور شبير العجمي والفنان خليل السناني وجليلة الفهدية لإسهاماتهم في المسيرة المسرحية. وتم خلال الحفل تكريم لجنة النقد ولجنة التحكيم وتقديم هدية تذكارية لراعي الحفل.

توصيات لجنة التحكيم

وقد أوصت لجنة التحكيم في المهرجان المسرحي الجامعي السابع في بيانها بضرورة الاهتمام بالتقنيات المستخدمة في العروض وإدارتها دوريا والاستخدام الأمثل للإضاءة، والاهتمام باللغة العربية وتشكيلها في العرض المسرحي. كما أوصت بضرورة زج الطلبة في دورات وورش للتعلم الصحيح في مختلف جوانب العمل المسرحي وخاصة الكوادر الفنية. واقترحت اللجنة أن تكون هناك ثيمة وعنوان خاص بكل دورة وتُصاغ الأفكار بناء عليه. وشددت اللجنة على ضرورة اختيار نصوص لكتاب محترفين من سلطنة عمان وخارجها بحيث تناقش قضايا تخص المجتمع بدون أي أفكار دخيلة، ثم إعدادها لتكون ملائمة للعرض المسرحي.

الفائزون

وقال المخرج الطالب عدنان البلوشي -من فرع الجامعة بصلالة: اجتهدنا جميعا مدة أربعة أشهر وقد كانت كفيلة بأن نتميّز. طلبنا من الكاتب نائل جرابعة أن ينعشنا بنص يتناول حضارة سمهرم وخور روري استنادا إلى فكرة الأستاذ أحمد الجابري. النص كان رائعا وتناوله الأحداث التي تتعلق بمجتمعنا كان أكثر روعة.

وقال خالد بن سالم بالفورا -الفائز بلقب أفضل مخرج أول-: عمق المسرح كان زاويتي التي خمّنت أن الكثير من العروض تغفل عنها ولا توظفها، والمسرح العبثي كان نهجنا ولعبتنا؛ ولأن انتهاجه في العروض المسرحية لدينا قليل فقد راهنت عليه حتى أقدم شيئا مختلفا. وعن سعة اطّلاعه يقول: وظفت المسرح العبثي في هذا العرض وعملت على إبراز عمق المسرح ولعل هذه الميزة هي ما أهّلتني لهذا اللقب. فمنذ استلامي للنص وأنا أطلع على الكثير من الأفكار من جميع المصادر، وأقارن ماهو دارج في الساعة بما هو متوفر في المسرح العماني. وعن فوزها بجائزة أفضل نص مسرحي تقول الكاتبة آية الكلبانية: بغض النظر عن توقع الفوز أم لا، كنت واثقة جدا جدا من نصوصي، حيث (شاركت بنصين) بما يحويانه من قضايا ملامسة للحقيقة وللإنسان وأنها قادرة على أن تصل لعمق كل من يسمعها أو يعمل على تجسيدها على الخشبة. نصّي الفائز كان بعنوان: (النصف الآخر من السماء) وهو القريب منّي ومن الحياة؛ لأنه ينقل قضايا تُدخل اسم الإنسان في قدره وسكة الانتظار المؤبدة التي لا تنتهي إلا بأخذ الإنسان في المجهول المختبئ بين الحياة والموت وما أن يجد نفسه في المجهول يدرك أنه مخير بين البقاء للموت أو النكران له ومحاولة العودة للحياة. وعن دورها في الرؤية الإخراجية قالت: لم أتدخّل أبدا في نظرة المخرج، إنما سلمته النص وهو المتصرف في تجسيده الكامل. أما ريان البلوشية الحاصلة على لقب أفضل ممثلة دور أول فتقول: هذه تجربتي الأولى في التمثيل، حيث كان الإعداد لهذه الشخصية قد استغرق شهرين من العمل. كان هدفي أن أكون قادرة على تجسيد الشخصية المطلوبة مشاعريا وماديا ونفسيا، أحيي جهود المخرجة حوراء المغيزوية التي أسهمت في صقل مواهبي حتى أصل إلى عمق الشخصية المطلوبة.

آراء حول العروض

وقال كاظم النصار، مخرج مسرح عراقي وعضو لجنة التحكيم: مستوى العروض كان أكثر من توقعاتي، شاهدنا عروضا بها معالجات وأفكار ورؤى وهو أمر جيد أن تكون المؤسسات الجامعية مهتمة بالمسرح. وأضاف: لاحظنا أن السوداوية قد طغت على أغلب العروض المقدمة، بينما المسرح يشع الأمل والتماسك الاجتماعي وينبغي تناول هذه الجوانب. واختتم حديثه بضرورة وجود معهد للفنون حتى يصبح المسرح أكاديميا ولا يكون رهين الهواة.

ويقول سعيد الفارسي، عضو اللجنة الفنية في المهرجان: لا يعول على المسرح أن يعبر عن الواقع ولكنه انعكاس فني للقضايا والتحديات وإمكانيات طرح الحلول، ويحسب للمسرح الجامعي حالة التطور الذي يعيشه وتعدد المهرجانات التي تقدم تجربة جيدة لإبراز المواهب وتنميتها. وحول ارتباط العروض بواقع حياتنا يقول الفارسي: التعبير عن الواقع واضح تماما في العروض المسرحية الطلابية للمهرجان، فلا يمكن لأي عمل أن يشذ عما يعاش، ومهمة العرض المسرحي تقديم وعرض إشكاليات المجتمع بشكل فني ومشاركته للجمهور للتعرف عليها ولفت الانتباه لها وتقديم تساؤلات أحيانا وحلول أحيانا أخرى. وأضاف: المواهب ركيزة أساسية لتطوير أي حركة مسرحية، ولعل اكتشاف المواهب وتلمس احتياجاتها وتقديم ما تحتاجه على مستوى التكوين وتقديم الدورات والورش التخصصية على مستوى الكتابة أو الإخراج أو التمثيل هو أهم استثمار لهذه الطاقات، ويمكن الاستفادة من الطاقات المسرحية الطلابية في تكوين أو تشكيل مجموعات مسرحية جديدة وكذلك ربط المجموعات الحالية بالطاقات الشبابية الطلابية لكي تستمر الفرق المسرحية في العمل وتتطور بشكل ممنهج متواصل.

فيما قال الفنان سعود الخنجري: العروض تتسم بالنضج ويبدو أن القائمين عليها اجتهدوا ودرسوا وأعدّوا حتى يخرجوا بتلك المستويات التي تعدت مستوى الطالب الجامعي؛ وهذا يدل على حرصهم لتقديم الجودة في هذه العروض، كما أن مستوى المنافسة لم يكن سهلا على لجنة التحكيم. والعروض سلطت الضوء على ما يدور في المجتمع العماني. أما عارف بن علي البلوشي- نائب رئيس اللجنة الإعلامية للمهرجان - فقال: العروض غلبت عليها التنافسية وهذا كان واضحا في الكثير من العروض، بينما المعوّل على الفرق هو إمتاع الجمهور بأفكار جديدة ومتميزة في إيصال ما يحدث في المجتمعات. الأغلب قدم عروضا للمنافسة عن طريق المتعة، وأرى من وجهة نظري أن بعض الفروع بحثت عن نصوص بها قضايا ليست من مجتمعاتنا، وقدموا عروضا تراجيدية بحتة. ويضيف: يُشهد لمسارح جامعة التقنية والعلوم والعلوم التطبيقية أنها أخرجت طاقات شبابية نجدهم اليوم منتسبين لفرق مسرحية أهلية محلية مثل فرقة الدن وفرقة آفاق وغيرها من الفرق العمانية.

وقال محمد المسلمي، مشرف النشاط المسرحي بفرع الجامعة بمصنعة: المسرح الجامعي يحظي باهتمام كبير وما هذا المهرجان إلا دليل حي على ذلك؛ فمن أروقة الجامعة تُصقل المواهب لتتبنى قضايا مجتمعية وفنية برؤية إخراجية فذه. وأضاف: حظرت جميع العروض وكانت عروضا جميلة جدا عكست اهتمام الجامعة بطلابها. وإن ما تقدمه الجامعة من دعم للأنشطة الطلابية عامة والمسرح بشكل خاص يمثل أعظم استثمار في طاقات الطلبة الذي بدوره ينمي فيهم روح الإبداع والتميز الذي سيرفد الساحة الفنية بكتاب مسرح وممثلين ومخرجين أكفاء. وقد شاهدنا تطورا ملحوظا في مستوى العروض المقدمة سواء على مستوى النصوص والمعالجة الفنية أو الإخراج.