العرب والعالم

ميدفيديف: الصراع في أوكرانيا قد يستمر لعقود ولا محادثات مع زيلينسكي

26 مايو 2023
مقتل شخص وإصابة 15 في هجوم روسي على مستشفى بدنيبرو
26 مايو 2023

روسيا تستدعي دبلوماسيين أمريكيين للاحتجاج على تصريحات حول القرم

برلين تطلب من بكين الضغط على موسكو لسحب قواتها من أوكرانيا

تحطم مسيّرتين في مدينة كراسنودار الروسية ولا إصابات

سقوط عشرات القذائف في منطقة روسية خلال 24 ساعة

بريطانيا: روسيا تشهد انتشارا للجماعات شبه العسكرية منذ غزو أوكرانيا

قتيل و15 جريحا في قصف روسي على عيادة في دنيبرو الأوكرانية

اليابان تفرض عقوبات جديدة على روسيا

زيلينسكي: إطلاق سراح أكثر من 100 أوكراني في تبادل أسرى مع روسيا

عواصم "وكالات": قال حليف كبير للرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم إن الصراع في أوكرانيا قد يستمر لعقود وإن المفاوضات معها مستحيلة طالما ظل رئيسها المدعوم من الغرب فولوديمير زيلينسكي في السلطة.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف قوله "هذا الصراع سيستمر لفترة طويلة جدا. ربما لعقود. هذا واقع جديد".

وذكر أن روسيا لا يمكن أن تثق في أي هدنة مع حكام أوكرانيا الحاليين لأن الصراع سيندلع مرة أخرى، وبالتالي يجب تدمير الحكومة الحالية. وقال إن المفاوضات مع "المهرج زيلينسكي" مستحيلة.

وأضاف "كل شيء ينتهي دائما بالمفاوضات، هذا أمر لا مفر منه، لكن طالما ظل هؤلاء الأشخاص في السلطة، لن يتغير موقف روسيا فيما يتعلق بالمفاوضات".

ميدفيديف الذي صور نفسه ذات يوم على أنه ليبرالي مُجدد، يقدم نفسه الآن على أنه واحد من صقور الكرملين الذين يعادون بشدة الغرب. ويقول دبلوماسيون إن وجهات نظره تعطي مؤشرا على كيفية تفكير أعلى مستويات النخبة في الكرملين.

حرب نووية

وحذر ميدفيديف أيضا من أن الغرب يقلل بشدة من خطر نشوب حرب نووية بسبب أوكرانيا، وقال إن روسيا ستشن ضربة استباقية إذا حصلت أوكرانيا على أسلحة نووية.

واتهمت روسيا، التي تمتلك أكبر ترسانة نووية في العالم، الغرب مرارا بأنه يخوض حربا بالوكالة معها عن طريق أوكرانيا ويمكن أن تتصاعد الحرب إلى صراع أكبر بكثير.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن ميدفيديف قوله "هناك قواعد للحرب لا رجعة فيها. إذا تعلق الأمر بالأسلحة النووية فلا بد من توجيه ضربة استباقية".

وقال ميدفيديف، الذي كان رئيس روسيا في الفترة من 2008 إلى 2012، أيضا "الأوروبيون لا يدركون حجم الأمر بشكل كامل ويعتقدون أن الأمر لن يصل إلى هذه الدرجة... لكنه سيصل في ظل ظروف معينة".

ويقول الغرب إنه يريد مساعدة أوكرانيا على هزيمة روسيا. وزودت القوى الغربية كييف بكميات كبيرة من الأسلحة الحديثة والذخائر، لكن الرئيس الأمريكي جو بايدن حذر من أن المواجهة المباشرة بين حلف شمال الأطلسي وروسيا ستؤدي إلى حرب عالمية ثالثة.

وتقول روسيا إن واشنطن لن تسمح لها أبدا بتسليح دولة مجاورة للولايات المتحدة، ويقول الكرملين إن الغرب يخوض بالفعل حربا غير معلنة مع روسيا.

وعندما نالت أوكرانيا استقلالها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، استضافت آلاف الأسلحة النووية وسلمتها إلى روسيا بموجب مذكرة بودابست لعام 1994 مقابل ضمانات من روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا تتعلق بأمنها وسيادتها.

إستدعاء دبلوماسيين أمريكيين

استدعت وزارة الخارجية الروسية دبلوماسيين أمريكيين كبارا الجمعة للاحتجاج على تصريحات مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، الذي اتهمته "بالتأييد الفعلي لشن ضربات" على القرم.

واستولت روسيا على شبه الجزيرة المطلة على البحر الأسود وضمتها إليها من أوكرانيا في خطوة أحادية الجانب عام 2014، لكن يُعترف بها دوليا جزءا من الأراضي الأوكرانية.

وقالت الوزارة "حان الوقت لتدرك واشنطن أن أي شكل من أشكال العدوان على روسيا سيقابل دائما بأقوى رد ممكن".

ولم تحدد الوزارة التعليقات التي تحتج عليها، ولكن عندما سُئل سوليفان في مقابلة مع شبكة سي.إن.إن الأحد الماضي عما إذا كان ينبغي لأوكرانيا امتلاك أسلحة يمكنها الوصول إلى أهداف روسية في شبه جزيرة القرم، أجاب "نعم. لم نضع قيودا على أوكرانيا تحد من قدراتها على ضرب أراضيها داخل حدودها المعترف بها دوليا".

وأضاف "ما قلناه هو أننا لن نمد أوكرانيا بأنظمة أمريكية وغربية لتتمكن من مهاجمة روسيا. ونعتقد أن القرم جزء من أوكرانيا".

وأبلغت روسيا عن سلسلة من الهجمات والضربات بطائرات مسيرة داخل أراضيها المعترف بها دوليا في الأسابيع القليلة الماضية، من بينها هجوم عبر الحدود يوم الثلاثاء في منطقة بيلجورود. واتهمت موسكو مسلحين أوكرانيين بالوقوف وراءه فيما نفت كييف علاقتها بالواقعة.

الضغط على موسكو

طلبت الحكومة الألمانية من المبعوث الصيني لي هوي أن "يمارس ضغطًا" على روسيا لتسحب قواتها من أوكرانيا، على ما قال ناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية الجمعة.

والأربعاء، استقبل وزير الدولة أندرياس ميكايليس المبعوث الصيني الذي يقوم بجولة أوروبية تستمرّ أسبوعًا ويتوقف خلالها في موسكو.

وقال الناطق باسم الخارجية الألمانية كريستيان فاغنر خلال مؤتمر صحفي "كان الحديث عن الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا محور هذا اللقاء المكثّف".

وأضاف "تتحمل الصين، بصفتها عضوًا دائمًا في مجلس الأمن الدولي، مسؤولية خاصة لاداء دور بنّاء لصالح السلام والأمن في العالم"، مذكّرًا بأن برلين "ستدعم أوكرانيا طالما كان ذلك ضروريًا".

وتابع "طلبت ألمانيا أيضًا من الصين أن تمارس ضغطًا على روسيا لتوقف فورًا هجومها وتنسحب بالكامل من أوكرانيا".

واعتبر أن على الصين "استخدام نفوذها لدى روسيا لوضع حد لخطابها النووي غير المسؤول ومنع أي تصعيد".

وقال فاغنر أيضًا "عبّر وزير الدولة عن تطلعه الى أن تسمّي الصين بوضوح العدوان الروسي وتدينه وتمتنع عن دعمه (بتسليم) الأسلحة".

ولفت إلى أن "الطرفَين اتفقا على مواصلة المباحثات بشأن العدوان الروسي على أوكرانيا".

يجري مبعوث الصين لي هوي الذي سبق أن شعل منصب سفير بكين في موسكو، جولة في أوروبا منذ أسبوع أمضى خلالها يومين في كييف ويوما واحدا في بولندا وزار فرنسا الثلاثاء.

تربط روسيا والصين علاقات وثيقة تعززت اقتصاديًا ودبلوماسيًا منذ بدء الغزو الروسي في أوكرانيا في 24 فبراير 2022 وسلسلة العقوبات الغربية التي ضربت الاقتصاد الروسي. وحرصت بكين على عدم إدانة الهجوم الروسي على الأوكرانيين.

تحطم مسيّرتين

تحطمت طائرتان مسيّرتان اليوم في وسط مدينة كراسنودار الواقعة بجنوب روسيا وتسببتا في أضرارا مادية، وفق ما أعلن حاكم المنطقة، في أحدث حلقة من سلسلة الهجمات الجوية على المناطق المتاخمة لأوكرانيا.

وقال بنيامين كوندراتييف عبر تلغرام "سبب الحادث الذي وقع هذا الصباح في شارع مورسكايا (في كراسنودار) هو سقوط طائرتين مسيّرتين. تضررت مبان، لكن لم تتضرر أي بنى تحتية حيوية. والأهم هو أنه لم يقع ضحايا".

وشكر كوندراتييف أجهزة الإنقاذ وقال إن "التحقيقات جارية".

جاء الإعلان بعد أن قال حاكم منطقة بيلغورود (غرب) إن منطقته تعرضت لهجمات خلال الليل وبعد تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي عن انفجار في كراسنودار.

ونشرت وسائل إعلام محلية مقطع فيديو من كاميرا مراقبة صباح اليوم يظهر جسمًا طائرًا مجهول الهوية يتحطم وسط وابل من اللهب قرب سيارات متوقفة.

مقتل شخص وإصابة 15

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن شخصا واحدا على الأقل قتل وأصيب 15 في هجوم صاروخي روسي على مستشفى في مدينة دنيبرو بشرق البلاد اليوم.

وندد بالهجوم باعتباره جريمة ضد الإنسانية، ووصفته وزارة الدفاع الأوكرانية بأنه جريمة حرب خطيرة بموجب اتفاقيات جنيف التي تحدد كيفية معاملة الجنود والمدنيين في الحرب.

وأظهرت لقطات فيديو مبنى مدمرا يتصاعد منه الدخان فيما يجري عمال إنقاذ عمليات البحث. وتضرر جزء كبير من الطابق العلوي لما بدا أنه مبنى من ثلاثة طوابق.

وكتب زيلينسكي على تويتر "هجوم صاروخي (روسي) آخر، جريمة أخرى ضد الإنسانية".

وأضاف "دُمرت أبينة مستشفى للأمراض النفسية وعيادة بيطرية في مدينة دنيبرو. قتل شخص وأصيب 15 حتى الآن".

وتنفي روسيا الاتهامات المتكررة بارتكاب جنودها جرائم حرب في أوكرانيا.

وفي وقت سابق اليوم أعلن مسؤولون أوكرانيون أن الدفاعات الجوية أسقطت 10 صواريخ وأكثر من 20 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا في هجمات خلال الليل على العاصمة كييف ودنيبرو والمناطق الشرقية.

ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة التقارير.

ولم تعلق موسكو حتى الآن على تلك الضربات الجوية لكنها قالت إن أوكرانيا قصفت منطقتين في جنوب روسيا بصاروخ وطائرة مسيرة.

عشرات القذائف بمنطقة روسية

سقطت عشرات القذائف المدفعية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا، بحسب ما أفاد الجمعة حاكم المنطقة التي شهدت في بداية الأسبوع توغلا مسلحا تبنته مجموعتان روسيتان تقاتلان إلى جانب كييف.

وقال فياتشيسلاف غلادكوف عبر تلغرام إن قرية كوزينكا خصوصا في مقاطعة غريفورون أصيبت بـ132 قذيفة. وتضرر عدد من المباني في المنطقة، لكن لم ترد تقارير عن وقوع إصابات، بحسب المسؤول.

تتعرض هذه المنطقة بانتظام لنيران تنسبها موسكو الى الجيش الأوكراني وتسفر في بعض الاحيان عن سقوط قتلى، لكنها لا تستمر طويلا.

وقال الحاكم إن منطقة بيلغورودسكي المحيطة بالعاصمة الاقليمية بيلغورود أصيبت بـ14 ضربة خصوصا من مسيّرات ألقت إحداها قنبلة على مبنى إداري وألحقت أضرارا بسقفه فيما تحطمت النوافذ.

بحسب المصدر نفسه فان 12 قذيفة أصابت منطقة فولوكونوفسكي المتاخمة لمنطقة خاركيف الأوكرانية، كما استهدفت هجمات بالمدفعية والمسيرات منطقة كراسنويارسكي المتاخمة لمنطقة سومي الأوكرانية.

أصيبت المنطقة المحيطة ببلدة تشيبكينو بـ35 قذيفة، لا سيما قذائف هاون ومدفعية وهجوم بالمسيرات على منطقة زراعية.

واجهت السلطات الروسية الاثنين والثلاثاء في منطقة بيلغورود أكبر توغل لمقاتلين من أوكرانيا منذ بدء الحرب تبنتهما مجموعتان مناهضتان للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأعلنت إحدى المجموعتين "فيلق الحرية لروسيا" المؤلفة من روس يقاتلون إلى جانب أوكرانيا، مقتل عنصرين من صفوفها وإصابة 10 خلال الهجوم. وأعلنت موسكو من جهتها انها قتلت "أكثر من 70" مهاجما.

جماعات شبه عسكرية

ذكرت وزارة الدفاع البريطانية أنه على مدى السنوات الـ20 الماضية على الأقل، شهدت روسيا انتشارا للجماعات شبه العسكرية، خارج إطار قواتها المسلحة النظامية، لكن وتيرة هذا الاتجاه تتسارع.

وأشار أحدث تحليل للوزارة إلى أن هذا" التنظيم شبه العسكري" تسارعت وتيرته بشكل كبير، منذ الغزو الروسي لأوكرانيا وهو مهم بشكل خاص في شبه جزيرة القرم.

وأضافت الوزارة "كان يضطلع زعيم شبه جزيرة القرم، التي تحتلها روسيا، سيرجي أكسيونوف، بدور أساسي، في إنشاء العديد من الوحدات المحلية وغالبا ما تدعى الإنتماء إلى -القوزاق"، في إشارة إلى مجتمعات متشددة، كانت تستقر على أرضي أوكرانيا الحالية ، من بين أماكن أخرى.

وتابعت الوزارة "معظمها حصلت على وضع شبه رسمي كوحدات احتياط للجيش النظامي.

ومن المحتمل أن يكون أكسيونوف حريصا على دعم أوراق اعتماده الوطنية، من خلال تجنيد مقاتلين، لكن من المحتمل أنه "قلق بشأن قدرة الجيش النظامي على الدفاع عن شبه الجزيرة".

عقوبات يابانية

أعلنت طوكيو اليوم أنها فرضت عقوبات إضافية على روسيا، تماشيا مع التزام دول مجموعة السبع خلال قمتها التي عقدت في هيروشيما (غرب اليابان) نهاية الأسبوع الماضي.

وقال الناطق باسم الحكومة هيروكازو ماتسونو، إن اليابان ستفرض عقوبات جديدة تشمل تجميد أصول 17 مواطنا روسيا و78 منظمة روسية، فضلا عن حظر تصدير سلع وخدمات إلى 80 كيانا روسيا مرتبطا بالمجمع الصناعي-العسكري في البلاد، بالإضافة إلى خدمات بناء وهندسة.

وتأتي هذه الإجراءات فيما شدّدت دول أخرى أعضاء في مجموعة السبع (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة) عقوباتها على روسيا، بعد 15 شهرا من بدء الحرب.

وقال ماتسونو إن اليابان "تدين" نية روسيا نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروس وتدعو هذين البلدين إلى "وقف هذه الأعمال التي من شأنها تصعيد التوتر".

وبدأت موسكو نقل رؤوس حربية نووية إلى بيلاروس المجاورة للاتحاد الأوروبي ولأوكرانيا، على ما أكّد الخميس الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو الحليف الكبير للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وذكّر ماتسونو بأنه "لا يمكن التسامح" مع التهديد النووي الروسي واستخدام هذه الأسلحة.

تبادل أسرى

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه تم إطلاق سراح 106 جنود أوكرانيين في عملية تبادل أسرى أخرى مع روسيا.

وتابع زيلينسكي في خطابه الليلي: "من المهم جدا أنه لم يكن هناك معلومات عن العديد من هؤلاء الأشخاص البالغ عددهم 106 على الإطلاق - فقد كان قد تم اعتبارهم في عداد المفقودين، لكننا وجدناهم وأعدناهم إلى الوطن".

وقال زيلينسكي إن الجنود كانوا يقاتلون في مناطق باخموت، وأن من بينهم ضباط وجنود وضباط صف.

وأضاف أنه ممتن للجنود الأوكرانيين الذين أكدوا أن أوكرانيا لديها "صندوق تبادل مناسب".

وقال "يجب على كل شخص على خط المواجهة أن يعي هذا: فكلما نأخذ المزيد من أسرى الحرب الروس، فإننا سنعيد المزيد من أفراد شعبنا".

ولم يقدم زيلينسكي أي معلومات حول عدد الروس الذين تم تسليمهم في عملية التبادل.

ونشر رئيس مجموعة فاجنر للمرتزقة الروس، يفجيني بريجوزين، مقطع فيديو لتبادل الأسرى في وقت سابق. ولكن لم يكن واضحا إذا ما كانت هي نفس عملية التبادل.