قوات الاحتلال تستهدف "سوقا ونقطة لتعبئة المياه" في غزة
غزة "وكالات":أرتكبت قوات الاحتلال الاسرائيلي اليوم، مجزرة بشعة، في مناطق مختلفة من قطاع غزة، بعد استهدافها بالقصف سوقا مكتظا بالسكان ونقطة لتعبئة المياه.
وقالت مصادر فلسطينية، إن 50 فلسطينيا ارتقوا خلال غارات جوية إسرائيلية اليوم الأحد، في وقت تتعثر فيه مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في العاصمة القطرية الدوحة، حيث لا يزال وفدا الجانبين يحاول منذ أسبوع التوصل الى هدنة موقتة لوضع حد لـ21 شهرا من القتال في قطاع غزة.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الأحد، ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي إلى 58 ألفا و 26 قتيلا و138 ألفا و520 مصابا منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأفادت صحة غزة، في بيان صحفي نشرته اليوم، بأن "حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 من شهر مارس الماضي بلغت 7450 شهيدا و26 ألفا و479 إصابة ".
وأضافت:"وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 139 شهيدا و425 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية"، مشيرة إلى أن "حصيلة ما وصل للمستشفيات من شهداء المساعدات خلال 24 ساعة الماضية 28 شهيدا، وأكثر من 180 إصابة ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 833 شهيدا وأكثر من 5432 " مصابا.
وأشارت إلى أنه "ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
الى ذلك، أكد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لفرانس برس الأحد استشهاد ما لا يقل عن 50 شخصا بينهم أطفال في غارات متفرقة، بينهم 11 قضوا في غارة استهدفت سوقا في حي الدرج مكتظا بالنازحين.
وفي غرب مخيم النصيرات، ارتفعت حصيلة شهداء الغارة التي استهدفت نقطة لتوزيع المياه إلى عشرة، وفي منطقة السوارحة أشار بصل إلى تسجيل عشرة شهداء آخرين بينهم عدد من الأطفال.
وأكد بصل أيضا سقوط "5 شهداء وعدد من الإصابات من بينهم أطفال ونساء جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلاً في وسط مخيم الشاطئ" غرب مدينة غزة.
وفي تل الهوى في جنوب غرب المدينة، تم تسجيل حالين وفاة في استهداف لشقة سكنية، كما سقطت "شهيدة طفلة" في حي الصبرة جنوب غرب مدينة غزة.
وفي منطقة المواصي غرب خان يونس في جنوب القطاع، استشهد ثلاثة أشخاص في غارة جوية استهدفت خيمة للنازحين.
كذلك، نعى الدفاع المدني في بيان مقتضب "أحد ضباطنا في محافظة خان يونس الملازم أحمد اسماعيل البريم، خلال الاستهدافات الإسرائيلية التي طالت النازحين في منطقة عبسان".
وفي معرض رده على استفسارات وكالة فرانس برس قال الجيش الإسرائيلي حول الضربة على نقطة توزيع المياه، إنه "استهدف عنصرا من حركة الجهاد الإسلامي... (لكن) وقع خلل تقني في الذخيرة المستخدمة ما أدى إلى سقوطها على بُعد عشرات الأمتار من الهدف المحدد".
وأشار الجيش إلى أنه "يجري تحقيقا في الحادث".
وكان الجيش أكد في بيان سابق "مواصلة العمليات العسكرية في جميع أنحاء قطاع غزة".
استشهاد 10 أشخاص
وفي مخيم النصيرات، كان أطفال وشبان يتفقدون ركام المنازل التي استهدفتها الضربات الإسرائيلية ويبحثون عن أغراض يمكنهم استرجاعها.
وقال خالد ريان ومن خلفه الركام "استيقظنا على صوت انفجارين كبيرين وفوجئنا بوجود جارنا أبو جهاد العربيد وأولاده تحت أنقاض منزلهم الذي قصفه الاحتلال بصاروخين ما أدى إلى استشهاد 10 أشخاص".
أما محمود الشامي فقال "نحن مدنيون، يقصفون مدنيين"، وتساءل "ماذا بقي لنا؟... ما تحملناه لا تتحمله جبال، يكفي".
وتسببت العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة في أزمة نزوح طالت جميع السكان تقريبا الذين يزيد عددهم على مليوني نسمة. ويقول السكان إنه لا يوجد مكان آمن في القطاع الساحلي.
دبلوماسيا، أكد مصدر فلسطيني لفرانس برس أن المفاوضات في الوقت الراهن تواجه "صعوبات معقدة وتعثرا" بسبب "إصرار إسرائيل على المخطط الذي قدمته".
وبحسب المصدر فإن إسرائيل "تصر على إعادة انتشار وإعادة تموضع الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة وهذا ليس انسحابا"، كما تشدد على "إبقاء قواتها على أكثر من 40 في المائة من مساحة قطاع غزة وهو ما ترفضه حماس".
ويعيش في قطاع غزة 2.4 مليون نسمة في ظروف وصفتها الأمم المتحدة بأنها مروعة.
وحذّر المصدر من أن خريطة الانسحاب "تهدف إلى حشر مئات آلاف النازحين في جزء من منطقة غرب رفح تمهيدا لتنفيذ تهجير المواطنين إلى مصر أو بلدان أخرى، وهذا ما ترفضه حماس" أيضا.
ورغم صعوبة المفاوضات، فقد شهدت تقدما بشأن المساعدات الإنسانية وملف تبادل المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية والرهائن المحتجزين في قطاع غزة، وفق مصدر فلسطيني مطلع على المفاوضات.
وأكد مسؤول إسرائيلي اليوم أن إسرائيل "أظهرت استعدادها لإظهار مرونة في المفاوضات"، متهما الحركة الفلسطينية برفض "تقديم تنازلات" وبشن "حرب نفسية تهدف الى تقويض المفاوضات".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أكد مجددا أهداف بلاده في تحرير الرهائن في غزة ونزع سلاح حماس وطردها من القطاع المدمر.
وفي تل أبيب، تجمع الآلاف كما تعودوا مساء كل سبت للمطالبة بعودة الرهائن.
وقال الرهينة السابق إيلي شارابي "هناك فرصة الآن لإعادة جميع الرهائن، سواء أحياء أو أمواتا، لكن هذا الأمر لن يطول"، داعيا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تقديم المساعدة.
الأونروا: نواصل عملنا لمساعدة أكثر الفئات ضعفا في غزة
من جهة أخرى، قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) اليوم الاحد إن أن فرقها تواصل عملها لمساعدة أكثر الفئات ضعفا في غزة.
وقالت الأونروا، في منشور على صفحتها بموقع فيسبوك اليوم، إن عيادتها في غزة شهدت زيادة في عدد حالات سوء التغذية منذ مارس الماضي عندما بدأ الحصار الذي فرضته حكومة إسرائيل.
وأضافت:"لم يسمح للأونروا بتقديم أي مساعدات إنسانية منذ ذلك الحين".
وأشارت إلى أنه "على الرغم من النقص الحاد في الإمدادات الضرورية للعلاج، تواصل فرقنا عملها في غزة لمساعدة أكثر الفئات ضعفا، بما في ذلك من خلال التقييم الغذائي للأطفال".
وفي وقت سابق، حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن الوضع الإنساني في غزة بلغ مستوى غير مسبوق من التدهور، مع معاناة جميع السكان من انعدام الأمن الغذائي، ووقوع نحو 500 ألف شخص في دائرة الجوع الشديد.
وقال كارل سكاو نائب المدير التنفيذي للبرنامج، في مؤتمر صحفي بنيويورك، في أعقاب زيارة إلى غزة: إن الوضع أسوأ مما رأيته على الإطلاق، حيث بلغت الاحتياجات الإنسانية مستويات غير مسبوقة، في وقت أصبحت فيه قدرة الاستجابة أكثر تقييدا من أي وقت مضى. وشدد على أن سوء التغذية في تفاقم حيث يحتاج قرابة 90 ألف طفل إلى علاج فوري، فيما يقضي ثلث السكان في غزة أياما دون طعام.
وأكد على أن لدى الأمم المتحدة إمدادات غذائية على الحدود "تكفي لإطعام جميع السكان لمدة شهرين تقريبا "، لكنه شدد على أن إيصال هذه المساعدات يتطلب "وقف إطلاق النار وفتح كافة المعابر، وتوفير الأمن للعاملين في المجال الإنساني ".
