العرب والعالم

سفير روسيا لدى الولايات المتحدة: خطر الصدام بين واشنطن وموسكو "كبير"

23 ديسمبر 2022
بلينكن يؤكد استمرار الدعم الأمريكي لأوكرانيا "مهما طال الأمر"
23 ديسمبر 2022

الكرملين: إحراز تقدم كبير في نزع سلاح أوكرانيا

فنلندا تطلب ضمان سلامة سفارتها في موسكو

نيذرلاند تتعهد توفير 2,5 مليار يورو لكييف

عواصم "وكالات": شبّه سفير روسيا لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف اليوم الجمعة وضع العلاقات بين البلدين بأنها في "عصر جليدي" وقال إن احتمالات حدوث صدام بين البلدين "مرتفعة"، وفقا لما نقلته عنه وكالة تاس الروسية الرسمية للأنباء.

ونقلت الوكالة عنه إنه من الصعب القول متى يمكن استئناف محادثات بشأن حوار استراتيجي بين الجانبين، لكنه أشار إلى أن المحادثات بشأن تبادل السجناء "فعالة" وستستمر.

وتدهورت العلاقات بين البلدين إلى أدنى مستوياتها منذ عقود في ظل تداعيات الحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا وما ترتب عليها من فرض عقوبات غربية.

ومثل اتفاقان لتبادل السجناء مثالين نادرين للدبلوماسية الأمريكية الروسية الناجحة في 2022. وبموجبهما أفرجت روسيا عن الجندي السابق في مشاة البحرية الأمريكية تريفور ريد ونجمة كرة السلة بريتني جرينر مقابل الروسي المدان بتهريب المخدرات كونستانتين ياروشينكو وتاجر السلاح فيكتور بوت.

من جهة ثانية، قال الكرملين اليوم الجمعة إنه تم إحراز "تقدم كبير" نحو "نزع سلاح" أوكرانيا، وهو أحد الأهداف التي أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما أطلق حربه على كييف قبل عشرة أشهر.

واستعرض المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف التقدم العسكري الروسي عندما سئل خلال إحاطة صحفية عن تصريحات بوتين الذي قال اليوم إن قدرات أوكرانيا الدفاعية قريبة من الصفر. ورد بيسكوف "يمكن القول إن هناك تقدما كبيرا نحو نزع السلاح".

وتضررت القدرات الدفاعية لأوكرانيا، أي الصناعات العسكرية، بشدة بسبب الضربات الصاروخية الروسية.

إلا أن الغرب يمد أوكرانيا بأسلحة تقدر قيمتها بعشرات المليارات من الدولارات، وتعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن هذا الأسبوع بإمدادها بنظام دفاع جوي أمريكي من طراز باتريوت ووعد بمواصلة الدعم. ووصف بوتين نظام باتريوت بأنه "قديم للغاية"، وقال إن روسيا ستتكيف معه.

وبعد تكبدها سلسلة من الهزائم ضمن ما تسميه موسكو "عملية عسكرية خاصة"، تبحث روسيا عن نصر ميداني في شرق أوكرانيا حيث تحاول قواتها السيطرة على مدينة باخموت الصغيرة منذ شهور.

وقال بوتين الخميس إنه يريد إنهاء الحرب في أقرب وقت ممكن، وإن هذا يتعين أن يحدث من خلال الوسائل الدبلوماسية. إلا أن الولايات المتحدة تقول إنه لم يظهر أي مؤشر على الإطلاق على استعداده للتفاوض.

وذكر بيسكوف أنه لا علم لدى روسيا بخطة سلام أوكرانية أشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن كييف تستعد لطرحها في فبراير.

وأضاف أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتجاهل حتى الآن "حقائق" الوضع، في إشارة إلى إعلان روسيا ضم أربع مناطق أوكرانية تحتلها بشكل جزئي، وهي خطوة رفضتها كييف والغرب وأكدت أنها غير قانونية.

الطريقة الأمثل لتحقيق السلام

في المقابل، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن التزام الولايات المتحدة بالوقوف الى جانب الحكومة في كييف "مهما طال الأمر"، هو الطريقة الأمثل لـ "تحسين آفاق السلام العادل والدائم" و لـ" تعزيز آفاق الدبلوماسية الهادفة".

وقال بلينكن - الذي ناقش الحرب في مكالمة هاتفية مع نظيره الصيني وانج يي، في وقت سابق اليوم الجمعة - إن العمل مستمر من أجل الدفاع واصلاح البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا وتعزيز دفاعاتها الجوية، بما في ذلك صواريخ باتريوت، وفقا لما ذكرته اليوم الجمعة وكالة بلومبرج للأنباء.

وذكر وزير الخارجية الأمريكي في تصريحات للصحفيين "نحن نعلم أن شتاء صعبا ينتظر الأوكرانيين، في ظل اتباع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاستراتيجيته الجديدة لتجميد الرجال والنساء والأطفال وكبار السن في أوكرانيا حتى الموت".

وتعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء، خلال لقاء نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتقديم مزيد من الدعم لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.

وقال بايدن: "سنواصل تعزيز قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها، خاصة في مجال الدفاع الجوي، ولذلك سنوفر لأوكرانيا بطاريات صواريخ باتريوت".

"تحالف أوروبي للدبابات"

من جهته، دعا مسؤول أوكراني كبير برلين لتأسيس ما وصفه بـ "تحالف أوروبي للدبابات" لمساعدة أوكرانيا في التصدي للقوات الروسية، كما طلب المزيد من المركبات القتالية من ألمانيا.

وليست هذه أول مرة يطلب فيها نائب وزير الخارجية الأوكراني أندريه ميلنيك أن تمد الحكومة الألمانية بلاده بالدبابات ومركبات المشاة القتالية.

ودعا ميلنيك، باعتباره السفير الأوكراني السابق لدى ألمانيا، برلين مرارا إلى تقديم المزيد من الدعم، كما سبق وانتقدها بعبارات صريحة.

ونقلت مجموعة "إر إن دي" الإعلامية الألمانية عن ميلنيك قوله إنه يود أن "يعيد (المستشار الألماني أولاف شولتس) النظر في تردده بشأن الإمداد، على سبيل المثال، بدبابات جيبارد القتالية الرئيسية ومركبات المشاة القتالية (ماردير)".

وأضاف: "إذا لم ترغب الحكومة الألمانية في إرسال (المركبات) وحدها دون مساعدة، فيجب أن تمارس ألمانيا دورا قياديا في القارة في هذا الشأن من خلال تأسيس تحالف أوروبي للدبابات".

واليوم، أعلنت الحكومة الهولندية عن توفير مبلغ إجمالي قيمته 2,5 مليار يورو لدعم أوكرانيا في 2023 تعتمد سبل استخدامه على مجريات الحرب ضدّ روسيا.

وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته عبر تغريدة على "تويتر" إنه "طالما تواصل روسيا حربها على أوكرانيا، ستواصل هولندا دعم أوكرانيا"، مضيفا أنه أجرى لتوّه مكالمة هاتفية مع الرئيس زيلينسكي في هذا الشأن.

وأضاف روته "ستخصص الحكومة 2,5 مليار يورو لهذا الغرض في 2023"، وتتوقّع الحكومة الهولندية، بحسب بيان صادر عنها، أن تكون هذه الأموال ضرورية للدعم العسكري وأعمال التصليح وجهود التصدّي للإفلات من العقاب.

وجاء في البيان أن "سبل الاستخدام الدقيقة لهذه المساهمة تعتمد على حاجات الأوكرانيين ومن ثمّ مجريات الحرب".

وتُستخدم المساعدات المخصّصة لأعمال التصليح في إعادة تأهيل البنى التحتية، من بينها تلك الخاصة بالطاقة، والمستشفيات والمساكن وعمليات نزع الألغام والقطاع الزراعي، بحسب بيان الحكومة.

وكانت وزيرة الدفاع الهولندية كايسا أولونغرن قد صرّحت الأسبوع الماضي أن هولندا وفّرت حوالى مليار يورو من المساعدات العسكرية لأوكرانيا منذ بدء الحرب في 24 فبراير.

وفي موضوع منفصل، قال وزير الخارجية الفنلندي اليوم الجمعة إن سفارة بلاده في موسكو طلبت من روسيا ضمان سلامة البعثة الدبلوماسية عقب واقعة قبل أيام شهدت إلقاء ملثم لمطارق ثقيلة في ساحة السفارة.