الموقع الرسمي لجريدة عُمان - مؤلف

عادل محمود
عادل محمود
يوميات سورية 58
ـ 1 ـ"أرجو من شيرين أبو عاقلة أن تقبلني في عداد من حزنوا عليها".كانت هذه الجملة الطويلة تعبر عن نزق طلوع الروح في لسعة رصاصة استهدفت ثلاثًا من المهن الخطرة: فلسطينية، وصحفية، ومن مدينة القدس! هل سأضيف من عندي "السلام لروحها"، وما حول هذه الأمنية من التباس الحزين؟وشيرين وحدّت أذرع...
يوميات سورية 56
ـ 1 ـكان مطلوبا مني سجل ذاتي يتضمن تفاصيل عائلتي وعائلات عائلتي. أسماء ومهن. وأولاد وأحفاد، من الجد الأخير إلى الأحفاد الأخيرين. فكتبت، وأنا ممتلئ خيبة وشرا.أنت تريد أن تعرف «العالم» لتعرف من «أنا». سأحاول أن أقول لك من «نحن»:نحن مصابون بفايروس الفكرة المغشوشة عن الذات.نحن طغاة صغار حين نصبح...
يوميات سورية 55
ـ 1ـوأنا عائد في منتصف الليل إلى البيت، مرّ فوقي صاروخان، فأوقفت السيارة، وانتظرت الثالث والرابع ولكن سكت الليل. والكهرباء مقطوعة، وسأصعد 7 طوابق برئة تكابر. وحين قرأت في النت أن إسرائيل قصفت مواقع في "دوما" تساءلت: وهل بقي في دوما ما يُقصف؟دوما منطقة منكوبة من حيونة الحرب، حيث كانت...
يوميات سورية 54
ـ 1 ـبمناسبة الحروب التي لانهاية لها...هذه الحكاية:في الساحة الحمراء في موسكو، كل عام بيوم النصر على النازيين، يجتمع على هامش العرض العسكري الباذخ، جنود وضباط من بقايا الحرب.مذ توقفت الحرب... ثمة جندي يقف منفردا ويرفع لافتة كتب عليها... «أنا الجندي إيفان من الكتيبة 101 قلعة بريست، أرجو ممن تبقوا...
يوميات سورية 53
ـ 1 ـالجنرال الفرنسي غورو الذي احتل دمشق في 1920 التقى بالزعيم السوري (المسيحي) فارس الخوري، وقال له بلهجة الود والاستمالة: "نحن جئنا إلى سوريا لحماية المسيحيين".نهض فارس بك وركز طربوشه على رأسه، ومضى مسرعًا إلى الجامع الأموي، استأذن بالصعود إلى المنبر، وهناك، بصوت حازم ممتلئ عميق قال إذا كان...
يوميات سورية 52
ـ 1 ـأحياناً بعض الفصول في الرواية يحتاج إلى مفتاح جمالي، أو فكرة مقصودة تجعل القراءة متأثرة بتوجيه الفكرة. وبمقدار النجاح في اختيار المفتاح يكون القارئ شاكراً تسهيل الانزلاق إلى القراءة والاستفادة من التوجيه. ولأنني كنت بحاجة إلى عشرة أفكار افتتاحية للفصول في روايتي، مختارة بنوايا مسبقة للتأثير بالقراءة. هذه...
يوميات سورية 51
ـ 1 ـفي يوم الشعر:ـ أ ـكانوا يكتبون على حائط في شارع: "اخفض صوتك. هنا يسكن شاعر، يكتب الآن".ـ ب ـقد يمر شاعر من المستنقعات...ويبقى نظيفاً.قد يسكن قصراً ويصبح قذراً. يقول الشاعر الروسي باسترناك: "إن شخصاً رديئاً لا يمكن أن يكون شاعراً".ـ ج ـقبور الشعراء لا تتحول إلى أحواض زهور...
يوميات سورية 50
-1-بمناسبة المجاعات:في الأعوام الأخيرة من الحرب العالمية الأولى، كانت المجاعة قد أطبقت على دمشق، المجاعة التي حدها أي رغيف، من أي نوع، من أي حبوب، وفي أي وقت.كان هناك بطريرك أطعم وآوى الآلاف، ولم يكن يفرق بين مسيحي ومسلم، وقد نفذ كل ما لديه من المؤن، فباع الأيقونات الفضية أولا...