No Image
رأي عُمان

الضمان الأفضل للعبور إلى بر الأمان!

12 يناير 2022
12 يناير 2022

مع الانتشار الواسع عالميا للمتحور الجديد أوميكرون في أغلب دول العالم، لاسيما أنه بطبيعته سريع الانتقال من شخص لآخر، فإنه يجب التأكيد على أخذ الحذر مع الالتزام بالضوابط الاحترازية التي وضعتها الجهات المختصة في هذا الشأن لتوقي المزيد من الإصابات والمخاطر الأخرى بما في ذلك دخول المستشفيات، أو الوفيات لا قدر الله.

يأتي ذلك مع تأكيد اللجنة العليا المكلّفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19)، في إطار انعقادها المستمر وتدارسها للأوضاع، على أن البيانات والدلائل تشير على انتشار أوميكرون مجتمعيًا في سلطنة عُمان، ما أنعكس في زيادة متوسط إيجابية الفحوصات وارتفاع في معدلات التنويم.

بيان اللجنة الصادر الذي صدر مساء أمس، أوضح أن بيانات مراكز الرعاية الصحية الأوليّة تشير إلى انتشار حالات الالتهابات التنفسية في جميع المحافظات، خصوصًا في فئة الأطفال من سن 5 إلى 12 سنة، وهو ما يدل على انتشار واسع وسريع للالتهابات التنفسيّة عامةً، ومن بينها فيروس كوفيد 19 في هذه الفئة غير المطعّمة.

هذا الوضع دعا اللجنة العليا إلى اتخاذ القرار بتحويل الدراسة في صفوف الحلقة الأولى في جميع مدارس سلطنة عُمان إلى نظام التعليم عن بُعد لمدة أربعة أسابيع ابتداءً من يوم الأحد 16 يناير 2022م، حماية للأطفال بوجه خاص وأفراد المجتمع عموما.

من الضروري التنويه بأن أوميكرون والمتحورات بشكل عام ما زالت تشكل قلقا عالميا، ما يشير بجلاء إلى ضرورة التحوط والتشديد في الالتزام بالاشتراطات مثل ارتداء الكمامة والمحافظة على التباعد الجسدي والتطعيم وغيرها من التحوطات، بالإضافة إلى الاحترازات المتعلقة بالسعة الاستيعابية في الأماكن العامة والأنشطة الجماهيرية بحيث لا تزيد هذه السعة عن 50% كما جاء في تأكيد اللجنة في بيانات سابقة بالإضافة إلى بيان أمس.

بالعودة إلى قضية التعليم والمدارس والتحول إلى التعليم عن بعد لصفوف الحلقة الأولى، فإنه من الضروري على أولياء الأمور التعاون في هذا الجانب، لأن هذه المرحلة الإجرائية ضرورية لحماية فلذات الأكباد، وسبق أن عاش الجميع فترات طويلة من تجربة التعليم عن بعد في ظروف الجائحة المستمرة منذ عامين.

تبقى قضية الكورونا والمتحورات وغيرها من الجوانب ذات الصلة بهذا الإطار في الموضوعات المتعلقة بالتعليم والاقتصاد والحياة بشكل عام، مسألة تقوم على الوعي المجتمعي قبل كل شيء، وأثبتت التجارب السابقة ولا تزال تؤكد التجربة الراهنة، أن المجرب هو الأفضل، من حيث التأكيد التام على أن الوقاية هي الضمان الأفضل للعبور إلى بر الأمان، وإذا كنا قد اجتزنا المسافة الأطول، فالباقي سيكون سهلا في ظل عملنا جميعا على توخي المسؤولية وتعزيز الالتزام، فهو المطلوب لا غير.