455455555
455455555
رأي عُمان

27 ألف طالب.. هم أمل الوطن ورجاؤه

06 سبتمبر 2021
06 سبتمبر 2021

كشف الفرز الأول لمركز القبول الموحد عن حصول أكثر من 27 ألف طالب وطالبة من خريجي دبلوم التعليم العام للعام الدراسي 2020 /2021 لمقاعد في مؤسسات العليم العالي داخل السلطنة إضافة إلى البعثات. وهذا العدد يمثل 76.8% من المتقدمين الناجحين في الدبلوم العام فيما يتوقع أن يرتفع هذا العدد في الفرز الثاني بالنظر إلى أن عدد المقاعد المطروحة هذا العام تبلغ 33577 مقعدا. وهذا العدد 27 ألفا يزيد عن العدد في العام الماضي بحوالي 30%. وهذا خبر مفرح جدا ومهم في الوقت نفسه لأنه يعكس اهتمام الدولة بقطاع التعليم العالي لما يمثله من أهمية كبرى في بناء الطاقات البشرية التي يعول عليها حمل راية البناء والتعمير في الوطن في المرحلة القادمة التي تتطلب الكثير من الجد والعمل ولكن العمل المبني على الأسس العلمية والخطط التي تتخذ من العلوم طريقا لا تحيد عنه.

كما يعكس هذا الأمر أن القيادة العليا في البلاد تعي دور التعليم في سياق بناء الأمم وصعودها نحو مدارج الكمال الحضاري إضافة إلى قدرته على صناعة الخلاص من الكثير من التحديات التي تواجه الحاضر.

وكان قرار رفع الطاقة الاستيعابية لمؤسسات التعليم العالي الحكومية وزيادة عدد البعثات الخارجية وتبني سياسة «الابتعاث الداخلي» أو كما يسميها بعضهم «المنح الداخلية» أحد أهم القرارات التاريخية التي اتخذتها السلطنة خلال السنوات الماضية وتأتي نتائجها اليوم لرفد «رؤية عمان 2040» التي تقوم في مجملها على قواعد العلم والمعرفة في السير الآمن نحو المستقبل.

وهذا الاهتمام عبرّ عنه الفكر السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم في خطابه التاريخي في فبراير من العام الماضي عندما أكد - أعزه الله-: «إن الاهتمام بقطاع التعليم بمختلف أنواعه ومستوياته وتوفير البيئة الداعمة والمحفزة للبحث العلمي والابتكار سوف يكون في سلم أولوياتنا الوطنية، وسنمده بكافة أسباب التمكين باعتباره الأساس الذي من خلاله سيتمكن أبناؤنا من الإسهام في بناء متطلبات المرحلة المقبلة».

وإذا كانت هذه المرحلة الأولى من المشهد فإن المرحلة الثانية تتمثل في هذا العدد من أبناء عمان الذين سيلتحقون خلال الأيام القادمة بمقاعد الدراسة في المؤسسات الجامعية والكليات والمعاهد والذين سيغادرون الوطن إلى أرقى الجامعات في العالم فالوطن ينتظر منهم الكثير في مرحلة تعد من أهم مراحل حياتهم لأنها المرحلة التي يبنى فيها الوعي بكل تجلياته، هم بالنسبة للوطن أمل يتشكل وينتظر أن يؤتي ثماره الكاملة مع تخرجهم في مؤسسات التعليم ودخولهم سوق العمل وسوق البناء الحقيقي. وهم، ولأنهم يحملون جينات هذا الوطن العظيم، على قدر تلك المسؤولية وعلى مستوى ذلك الأمل والرجاء.