ثقافة

رواية «سجين الزرقة» تترجم إلى فيلم سينمائي

12 سبتمبر 2023
بمشاركة فنّانين من الخليج
12 سبتمبر 2023

بمشاركة فنّانين عمانيين وخليجيين، اكتمل تصوير الفيلم السينمائي للمخرج يوسف البلوشي والمأخوذ عن رواية «سجين الزرقة» للكاتبة العمانية شريفة التوبية، وبعد فكرة تقديمها في مسلسل محدود من 6 حلقات، قرر البلوشي بصحبة السيناريست نعيم فتح نور تحويلها إلى فيلم سينمائي، صورت مشاهده في مدينة صلالة بمحافظة ظفار، شاركت فيه نخبة من الفنانين منهم النجم عادل شمس، الفنانة ليماء الشويخ وفاطمة الكزروني من البحرين، وعمير البلوشي وفارس البلوشي من عُمان.

فكرة مثيرة

وحول اختياره لـ«سجين الزرقة» يقول مخرج الفيلم: «أثارتني فكرة الرواية، وموضوعها الذي يتناول قضية مهمة تحث على المشاهدة مثل كثير من القضايا التي تسكن المجتمعات، والتحدي بالنسبة إلينا كان في الكيفية التي نقدم بها فكرة بهذا الشكل للمشاهد، وهي قضية تتعدى المحلية كونها موجودة في كل مكان، كما هو حال اليتيم الذي لا ذنب له فيما حصل».

رواية أولى

وفي وصف لشعور الكاتبة حول تحويل أول رواية لها إلى فيلم سينمائي، قالت: «بلا شك هو شعور رائع أن أجد إحدى رواياتي تتحول إلى فيلم، وبالنسبة لرواية «سجين الزُرقة» هي أول رواية أكتبها، وأعتبرها تجربتي الأولى في الكتابة الروائية، أستطيع القول إنها كانت أشبه بمغامرة جريئة، ولكني كنت مؤمنة جدا بالقضية، وهي قضية مجهولي النسب، والقضايا الأخرى المرتبطة بهذا الجانب المتعلّقة بالنساء، فالقضية التي طرحتها في هذه الرواية هي قضيّة مغيّبة، ولا أنكر قلقي من عدم تقبّل المجتمع للفكرة، لأن المشكلة تكمن في المجتمع نفسه في عدم الاعتراف بهذه الفئة، ولكن الحمد لله، تقبّل القارئ الرواية، وكثير من القرّاء سألوني عن إمكانية تحويل الرواية إلى مسلسل أو فيلم بعد قراءتهم للرواية، وقد حدث ذلك حقا».

وأضافت: «إن أي عمل أدبي يتحوّل إلى عمل مرئي فذلك يعني أن القضية المطروحة تستحق أن تناقش وتطرح على مستويات مختلفة، فالأعمال الأدبية وخصوصا الأعمال الروائية غالبا تلامس القضايا المجتمعية، وتنير الزوايا المعتمة التي ربما لا يلتفت إليها الإنسان العادي، وهنا تكمن شجاعة الروائي في التطرق إلى المسكوت عنه ولكن بلغة مناسبة وأسلوب لا يستفز القارئ أو المجتمع بل يجعله يتعاطف مع الفكرة، لأننا في نهاية الأمر نسعى إلى إيصال رسالة».

بين القراءة والمشاهدة

بطل الرواية في الثلاثين من العمر يحمل مواصفات دقيقة ذكرتها الرواية، أبيض البشرة له عينان واسعتان، وأنف حاد، وشفتان صغيرتان ووجه دائري، وشعر أسود ناعم، وشامة صغيرة في الجهة اليمنى، سألنا المخرج هنا ما إذا كان قد وجد من له هذه الصفات خلال رحلة بحثه عن مؤدٍ لدور البطل في الفيلم؟ وما إذا كانت هناك مواصفات قد تجاوزها؟ وأشار البلوشي إلى أن الشخصيات في الروايات تكتب بشكل دقيق وقد يصعب أحيانا على المخرج أن يجد مواصفات دقيقة كما كتبها الروائي، ولكنه حاول أن يبحث عن ممثل جيد في المقام الأول وسعى بعدها إلى أن يقارب الصفات الواردة، وقال: «أعتقد أنه كان ممثلا جيدا وملائما للدور وأداه بالطريقة التي كنت أتمناها». هل يخاف الكتاب من شيء ما بعد تحويل رواياتهم إلى أعمال مرئية؟! سألنا الكاتبة عما إذا كان هناك ما تتوجس منه، فقالت: «الخوف لا بد منه، العمل الأدبي له خصوصيته وقواعده وشروطه، والعمل المُشاهَد له خصوصيته، فحينما يتم تحويل عمل أدبي إلى عمل فني لا يمكن نقله كما هو، فلا بد من بعض التغيير، بما يناسب شروط والمدة الزمنية للعمل الفني، كما أن بعض المشاهد من الصعب تنفيذها أو تصويرها، لصعوبتها، فبعض المشاهد يتم تحويرها وتغيير بعض تفاصيلها لتتناسب مع الرؤية الفنية للعمل».

وأضافت: «القلق موجود وهذا شعور طبيعي، ولكن ما أتمناه أن يأتي العمل كما يتوقعه القارئ المنتظر، وكما أتوقعه أنا كمؤلفة للرواية. فرواية «سجين الزُرقة» فكرتها حساسة جدا، وليست سهلة، وفكرة تحويلها إلى فيلم تحتاج إلى اشتغال ذكي وفي نفس الوقت إلى شيء من الجرأة، وغالبا القراءة تختلف عن المشاهدة، وكثيرا ما أصبت بخيبة أمل حين أشاهد فيلما لرواية قرأتها وأحببتها، لأن المشاهدة تُحطّم ما تخيّلته، لأن متعة القراءة فيما نتخيّله، وأحيانا السينما تشوّه الصورة المتخيلة في ذهن القارئ».

وقالت: «أنا متفائلة جدا، وأتوقع نجاح الفيلم بإذن الله، لأن الرواية الحمد لله قُرئت من قبل كثير من القراء في عمان والوطن العربي، وكل من قرأها أشاد بها ونالت إعجابه، وأظن من أسباب نجاح الرواية فكرتها، فالفكرة لم تكن مستهلكة، وربما لم تكن متوقّعة من القارئ، ولا أنكر أني بعد أن كتبت الرواية وقررت نشرها كان في داخلي شيء من الخوف لعدم تقبل المجتمع للقضية المطروحة، ولكني اكتشفت أن خوفي لم يكن في محله، فيكفي أن تؤمن بما تعمل حتى يؤمن الجميع معك، خصوصا في مجال الكتابة، الإيمان عنصر مهم، فقط علينا أن نبادر ونكتب بقلب شجاع. وكما نجحت الرواية أتوقع نجاح الفيلم ولكن ذلك يعتمد على السيناريو المكتوب، وعلى المخرج والممثلين، فأنا مثلا ككاتبة للرواية لي صورة متخيلّة لراشد أو شمسة، ولكن لم يكن لي دور في اختيار الممثل أو الممثلة اللذين سيقومان بأدوارهما لأن ذلك اختصاص المخرج، ولكني أثق في طاقم العمل وأتمنى فعلا أن يحقق الفيلم النجاح الذي حققته الرواية».

دارت أحداث الرواية في السجن وكذلك في الطائرة بين عمان وأمريكا، وحول معالجة المكان في الفيلم، قال البلوشي: «قررنا تصوير الفيلم في صلالة وفي هذه الأجواء بعد الموسم السياحي، وليس قبله بسبب الرذاذ والضباب وزحام السياح، فكان الوقت ضيقا، ولكننا حاولنا رغم بعض الصعوبات أن نتم العمل. كما أن مواقع العمل صورت في أماكن تتطلب الموافقة كالتصوير في دار الأيتام، وفي السجن ومركز الشرطة وكذلك في المطار، وانتظار هذه الموافقات كلفتنا وقتا».