المتحف الوطني يفتتح معرض بهاء الفضة في بيلاروس
العُمانية: افتتح المتحف الوطني معرض وفعاليات يوم عُمان بعنوان "بهاء الفضة: مقتنيات من البلاط العُماني" في المتحف الوطني للفنون الجميلة بالعاصمة البيلاروسية مينسك وذلك استمرارًا لتعزيز العلاقات الثنائية بين سلطنة عُمان وجمهورية بيلاروس الصديقة.
ويحتفي المعرض بتجليات الفضة العُمانية كصناعة رائدة تاريخيًّا مع إبراز مجموعة منتقاة من المقتنيات التي تعود إلى سلاطين عُمان في مسقط وزنجبار، ويستمر المعرض حتى 18 مارس 2026م.
رعى حفل الافتتاح صاحبة السّمو السّيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد، مساعدة رئيس جامعة السُّلطان قابوس للتعاون الدولي، ونائبة رئيس مجلس أمناء المتحف الوطني، التي أكدت في كلمتها الافتتاحية على التطلع الدائم لتوثيق الصداقة وفتح آفاق أرحب من التعاون الثقافي والمعرفي الذي يجمع بين البلدين الصديقين.
ويضم المعرض عددًا من القطع المتحفية التي تُبرز سحر الفضة في السياق الثقافي لعُمان، ويركز على الأدوار المتنوعة للفضة الذي لم يقتصر استخدامه على بلاط السلاطين فحسب، بل امتد ليشمل تفاصيل الحياة اليومية، كما يُبرز براعة الحرفيين العُمانيين في المشغولات الفضية، ويمثل فرصة للزائر لسبر أغوار العالم حيث تصبح الفضة رمزًا للجمال والحماية وجوهر الحرفية العُمانية.
وقال سعادة جمال بن حسن الموسوي، الأمين العام للمتحف الوطني، في كلمته خلال حفل الافتتاح: إن تنظيم هذا المعرض يأتي على أثر الزيارة الرسمية، لفخامة الرئيس ألكسندر لوكاشينكو، رئيس جمهورية بيلاروس، إلى سلطنة عُمان في ديسمبر 2024م، وتوجيهه لاستضافة معرض "بهاء الفضة: مقتنيات من البلاط العُماني" في جمهورية بيلاروس أثناء زيارته للمتحف الوطني.
وأضاف سعادته أن المعرض يحتفي بروائع الفضة العُمانية ومقتنيات ارتبطت بالبلاط العُماني، مجسّدًا ثراء الفن العُماني وقدرته على مخاطبة العالم بلغة إنسانية مشتركة، بما يعزز التفاهم والتعاون الثقافي بين سلطنة عُمان وجمهورية بيلاروس، في إطار الدبلوماسية الثقافية التي ينتهجها المتحف الوطني.
وأوضح أن المقتنيات المعروضة، وفي مقدمتها الخنجر العُماني، تُبرز عمق الحرفية والدلالات الرمزية في المجتمع العُماني، وتعكس التقاء الفن بالملكية، إلى جانب ما تحمله الحُلي الفضية من أبعاد ومعانٍ تعبّر عن الأصالة والابتكار.
وذكر سعادة الأمين العام للمتحف الوطني أن سلطنة عُمان، ممثلة في المتحف الوطني وهيئة المحفوظات الوطنية شاركت كضيف شرف بمناسبة مرور (80) عامًا على افتتاح المتحف الوطني للفنون الجميلة في مينسك بجمهورية بيلاروس، مشيرًا إلى أن المتحف نظّم آنذاك معرض "عُمان درة الشرق: الصناعات الحرفية" ضمن فعاليات يوم عُمان في عام (2019م)، ليؤكد استمرار التعاون الثقافي والتاريخي بين البلدين وتعزيز حضور التراث العُماني في المحافل الدولية.
وينقسم المعرض إلى خمسة أقسام رئيسة، تتمثل في الخنجر العُماني، وثقافة الطيب، وفن صناعة الفضة، والأزياء التقليدية، وأزياء النخبة لشخصيات عُمانية بارزة في شرق أفريقيا آنذاك.
ويسلط قسم الخنجر العُماني الضوء على رمزيته بوصفه جزءًا من شعار سلطنة عُمان، ويستعرض تاريخه وتطوره منذ الألف الثالثة قبل الميلاد، مع الإشارة إلى شواهد تاريخية تؤكد استمرار شكله عبر العصور. إضافة إلى تناوله أنواع الخناجر العُمانية وملحقاتها، ومن أبرزها الخنجر السعيدي المنسوب إلى الأسرة الحاكمة آل سعيد والذي صُنع لأول مرة خصيصًا لها، إلى جانب الخنجر النزواني والصوري، كما يشمل القسم جنبية مُهداة من الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، إلى السُّلطان قابوس بن سعيد بن تيمور (طيّب الله ثراه).
ويركز قسم ثقافة الطيب على مكانة الروائح الزكية في الحياة اليومية والمناسبات الاجتماعية لدى العُمانيين، ويعرض قنينات عطرية نادرة تعود إلى عام(1983م) مصنوعة من البلور والذهب (عيار 24 قيراطًا) والفضة وهي أولى الابتكارات العطرية لشركة أمواج للعطور تحمل مسمى (أمواج جولد)، حيث استوحي شكل قنينة العطر الرجالي من الخنجر العُماني.أما قسم صناعة الفضة فيستعرض المشغولات الفضية ودلالاتها الجمالية والرمزية، واستخدامها للزينة والحماية، ودورها الاجتماعي والاقتصادي للمرأة بوصفها جزءًا من المهر ومصدرًا للاستقرار المالي.
ويقدم قسم الأزياء التقليدية وظائف اللباس العُماني بوصفه تعبيرًا عن الهوية والحشمة والزينة، مستعرضًا مكونات زي المرأة وزي الرجل وما يرتبط بهما من أدوات وأسلحة مزيّنة بالفضة، ويضم مقتنيات بارزة من بينها ترس وسلاح أبو فتيلة من المقتنيات الخاصة لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظهُ اللهُ ورعاه-.
ويعرض قسم أزياء النخبة أزياء وحلي شخصيات عُمانية مرموقة، من بينها حُلي وبرقع السيدة سالمة بنت سعيد البوسعيدية تعود إلى القرن (13 هـ/19م)، مسلطًا الضوء على دور هذه المقتنيات في توثيق الحياة الاجتماعية والثقافية في البلاط العُماني وشرق أفريقيا.
الجدير بالذكر أن المتحف الوطني للفنون الجميلة في جمهورية بيلاروس تم افتتاحه عام (١٩٣٩م)، ويُعد أكبر متحف في الجمهورية، حيث يحتضن أكثر من (٣٧,٠٠٠) قطعة، موزعة على (٢٠) مجموعة، ومجموعتين رئيستين مخصصتين للفن الوطني والعالمي لفنانين من دول أوروبا الغربية وآسيا من القرنين (١٥-٢٠م).
وتتألف مجموعة الفن البيلاروسي من لوحات فنية أيقونية قديمة، وتماثيل، ومنحوتات خشبية، ومنسوجات، ولوحات فنية تعود إلى القرن التاسع عشر، وأعمالاً من الفنون الزخرفية والتطبيقية، وأعمالاً فنية من القرن العشرين. ويقوم المتحف أيضًا بالبحوث العلمية وأعمال الترميم.
ويعمل المتحف باستمرار على توسيع مقتنياته المكتبية وتحديث الفهرسة الإلكترونية لتبادل صور الأعمال الفنية مع المتاحف المختلفة، بالإضافة إلى استضافة المعارض الفنية البيلاروسية والدولية، كما ينظم محاضرات وجولات تفاعلية، ويقدم حلقات فنية للأطفال، ويستضيف اجتماعات مع الفنانين والنقاد الفنيين، والأمسيات الأدبية والموسيقية، وعروض الكتب.
