No Image
ثقافة

«حلم» محمد الشعيلي يتحول إلى حقيقة

18 نوفمبر 2023
18 نوفمبر 2023

حلم المصور الفوتوغرافي «محمد الشعيلي» بأن يكون له معرض شخصي يضم أبرز أعماله الفنية، ووضع هذا الحلم نصب عينيه، وبدأ بالسعي لتحقيقه، سار ناحيته بكل إقدام، إلى أن جاء اليوم المنتظر لتحقيق الحلم، وتحويله من قصة تجول في الخيال، إلى مادة ملموسة، وواقع يعيشه برفقة من حوله من المهتمين بالفن والتصوير.

تحقق الحلم في معرض افتتح في السادس من نوفمبر الحالي، استعرض فيه الشعيلي نتاج أعماله الفوتوغرافية المختلفة في مجالاتها، ليأخذ الزوار في رحلة حيث «الحلم» الذي أصبح واقعا، والواقع الذي يترجم الحلم، وقصص كثيرة يمكن أن تقرأها في زيارتك للمعرض الشخصي الذي احتضنه بيت الزبير، ويستمر في استقبال الزوار حتى 30 من نوفمبر الحالي.

يستطيع الزائر لمعرض «الحلم» أن يكتشف أن الحلم ليس مجرد حلم «محمد الشعيلي»، بل هو حلم كل من يتجول بين اللوحات الفوتوغرافية، يستطيع أن يلمس حكاية لحلمه تبدأ بلوحة، أو تنتهي إليها، يعبر من خلالها إلى تفاصيل عميقة توظف معاني الأحلام بصورها المتعددة، فاستقبالك بلوحة «الحلم» والتي اختارها الشعيلي لتكون واجهة الإعلان عن معرضه، بنظرة الطفل الحالمة، ورأسه المرفوع، وتعابير وجهه وهي هائمة في «الحلم»، واختيار الشعيلي لأن تكون باللون الأبيض والأسود، مع تفاصيل الظلال المنعكسة على وجه الطفل، تستطيع أن توقن أنك في هذا المعرض ستحلم بالكثير.

ويخيل لك وأنت في جولتك أنك تسمع أصواتا كثيرة، فتارة تسمع بكاء طفل صغير، فإذا بك تقف أمام لوحة «ميلاد» والتي هي عبارة عن قدمي طفل حديث الولادة، تمسكهما يدان بكل حرص، وتسمع صهيل الخيل تارة أخرى، فإذا بك ترى رأس خيل أمامك وهو خارج من «نافذة»، وخارج جانبا من «باب»، فتوقن في كل هذا أنك تحلم، ولا أصوات إلا صوت الحلم المنبعث في مخيلتك مع كل تأمل في لوحة.

يخرج الشعيلي من حيز الحلم، ويحلق واقعا في إحدى مناطق ولاية بهلا «المعمور»، ويختار لها صورة من أعلى تظهر فيها تباين المعالم الطبيعية والعمرانية، وفي صورة أخرى يحلق فوق شاطئ بحر ترتطم أمواجه بكاسر الأمواج، ليصور «الاصطدام» بكثير من المعاني الجمالية والفنية، وفي زاوية بحرية أخرى، يصور الشعيلي «السفينة الجانحة» بشكلها الثابت وهي في شاطئ متبعثر الأمواج.

ومن الطبيعة البحرية إلى البيئة الصحراوية، حيث الرمال الذهبية بصورتها الهادئة وبعدها الجمالي العميق، ونحو «صمود» شجرة في عرض الصحراء، وهي تبث رسائل متعددة لكل من يبصرها، وفي رحلة الصحراء الطويلة مع مجموعة من الجمال التي تمشي بثبات فوق الرمال يصور الشعيلي «انعكاس» الظلال على صفحة الرمل الصافية.

يلفت الانتباه تباين الأفكار فيما يقدمه الشعيلي في معرضه، فهو يخرج من الطبيعة إلى العمران، ومن الألوان إلى الأبيض والأسود، ومن البيئة الطبيعية إلى حياة الناس، وصور الوجوه التي يقول الشعيلي في حديثه عن اهتمامه وميله إلى تصوير الوجوه.

ويعرض «محمد الشعيلي» في معرضه قصة «سالم».. الطفل الذي فقد والديه في حادث سيارة، ولم يتبقَ له من والديه سوى السيارة، التي أصبحت جزءا من حياته، يقضي معظم وقته فيه، يستعيد منها ذكرياته مع عائلته الراحلة، ويغوص فيها وكأنها ملاذه الأخير بعد فقدان والديه، استطاع الشعيلي أن يلتقط مجموعة من الصور للطفل في تلك السيارة القديمة والمحطمة، وكل صورة لها رسالة. ما يميز معرض «حلم» أنه انغماس في تفاصيل الحياة العمانية، بشتى أشكالها، يدخلك الشعيلي في الأسواق والحصون والقلاع والقرى القديمة، ويبث لك من حياة الناس عددا من القيم والمبادئ العمانية، وهو الطموح الذي يسعى الشعيلي لتحقيقه من خلال أعماله، وهي الصورة العمانية الأصيلة، ورغم أن بدايته كانت في 2014م إلا أن طموحه الذي يبنيه ويحققه بالمثابرة جعله يصل إلى ما هو عليه اليوم، وما زال مستمرا في السير على الحلم، ولن تكون نهاية حلمه بالجوائز والمشاركات التي حصل عليها محليا ودوليا.