ثقافة

النادي الثقافي يقيم ندوة «جعلان بني بوحسن بين الماضي والحاضر»

22 نوفمبر 2022
ضمن خطته في التعريف بالمدن العمانية
22 نوفمبر 2022

«عُمان»: أقام النادي الثقافي صباح اليوم في قاعة سما بولاية جعلان بني بوحسن ندوة «جعلان بني بوحسن بين الماضي والحاضر، تناولت العديد من جوانب الولاية التاريخية والمعاصرة، من أجل سبر الثقافة الأدبية والفكرية والعلمية والتعريف بمدن عمان منذ القدم وحتى عصر النهضة.

وفي الجلسة الأولى من الندوة قدم الأستاذ ماجد المسروري الورقة الأولى المعنونة بـ(التراث الثقافي المادي في الولاية) وعرج على البحث الأثري الذي أجري في الولاية من عدة باحثين خلال حملات البحث أثبتت أنها مكان استوطن من قبل، وعن تاريخ البحث الأثري في الولاية أشار إلى هناك ثلاث مسوحات أثرية وجدت في الولاية كانت في بداية البعثة البريطانية بين عامي 1974 و1976 وتلتها حملة فرنسية إيطالية بين عامي 1986 1988 وآخر بعثة كانت بين 2010 و2012 من قبل قسم الآثار بجامعة السلطان قابوس، وخرجت البحوث بما يؤكد عمق التاريخ ووجود دلائل على الاستيطان في الولاية منذ العصر الحجري واستمرت حتى العصر البرونزي والحديدي.

وأضاف: إن هناك الكثير من اللقى الأثرية التي وجدت في هذه المواقع المتمثلة في المدافن أو المقابر التي تشبه خلايا النحل، ووجدت بأعداد كبيرة حيث عثر على 5 آلاف و18 قبرًا وهذه تقع غرب جبل قهوان الواقع في شرق الولاية.

وأشار إلى أنه تم عمل المسوحات من قبل الباحثين في فترات متوالية ومظاهر الحياة في العصر الحجري والبرونزي والحديث.

وفي حديثه حول العمارة التقليدية وعناصرها في الولاية أشار إلى أن الولاية تحتوي على الكثير من التفاصيل وتضم ما يقارب 16 حارة ومن أشهرها قرية المنيجلة، والتي عثر فيها على كنز ضم 678 عملة معنية من الفضة وتدل على حقب عاصرتها القرية من العصر العباسي والدولة الوجيهية والدولة القرمطية وتواجدهم في هذا المناطق، وتحتوي الولاية على سورين يحيط بها الأول من ثلاث جهات وله خمس بوابات والثاني له ثلاث بوابات ومجموع البوابات في الولاية 25 بوابة و39 برجا متوزعة، وحصر 60 مسجدًا قديمًا و9 مدارس القرآن و36 فلجا.

وعن مهددات التراث المادي الأثري في الولاية ذكر المهددات البشرية كعوامل التنمية، والمخططات السكنية التي تزحف صوب المدافن والقبور، وعوامل التعرية في بعض المعالم الأثرية تهدمت بسبب السيول والوديان.

وقدم الدكتور علي الحارثي ورقة بعنوان (التراث الثقافي غير المادي للولاية) وهي ورقة مشتركة لمجموعة من الباحثين، وتحدث الحارثي عن اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي التي انضمت إليها سلطنة عمان في 2005 واستطاعت تسجيل 11 عنصرا منها فن البرعة والعازي والرزفة وعناصر أخرى مشتركة مع دول أخرى.

وأشار إلى أنهم استخدموا الاتفاقية حتى يؤطروا بحثهم الذي حددوه بخمسة مجالات: التقاليد وأشكال التعبير الشفهي في ولاية رصدت 4 مجالات منها 52 أهزوجة متصلة بالعمل والألعاب والتهويدات وأغاني النساء والسمر والمناسبات العامة، أما الحكايات والأساطير رصدت 15 حكاية وأسطورة في مجتمع جعلان، الفنون وأداء العروض، الممارسات الاجتماعية والطقوس والاحتفالات والمعارف والمهارات المتصلة بالطبيعة الكون، المهارات والمعارف المتصلة بالحرف التقليدية.

وتناول الدكتور جمال المسروري (الأنماط الاقتصادية لولاية جعلان بني بوحسن)، وبدأ بالحديث عن موقع الولاية المميز وجغرافيتها، واستعرض النشاط التجاري ومرتكزات تاريخية تتعلق به والأسواق التقليدية ونشأتها والحديثة والصناعة، إلى جانب التصنيع الحرفي والصناعات الحديثة والنشاط البحري والسمكي والنشط الزراعي والثروة الحيوانية والمعالم الأثرية والتاريخية من الجانب الاقتصادي والنشاط المالي والتعديني والموارد البشرية، وأشار إلى علاقات الولاية بغيرها وتبادلها التجاري والثقافي.

واختتم أحمد البهلولي الجلسة الأولى بالحديث عن ولاية جعلان بني بوحسن في عصر النهضة المباركة مستعرضا خارطة الولاية وشعارها، ومبينًا الوحدات والمنشآت في الولاية.

وتناولت الجلسة الثانية ثلاث موضوعات، وسلّطت الورقة الأولى الضوء على «جغرافية جعلان بني بوحسن» وعرجت إلى ملامح الولاية الجغرافية الطبيعية في محورين: الموقع ومظاهر السطح.

وتطرقت الورقة إلى الموقع الجغرافي والفلكي للولاية والعوامل المؤثرة في تشكيل سطح الأرض من البراكين والزلازل، وأبرز مظاهر السطح المتمثلة في السلسلة الجبلية والكهوف والمناطق الرملية والسهول والتلال والمناطق الساحلية.

وتناول المحور الثاني الغطاء النباتي والمياه والمناخ والديموغرافية والمناطق السكنية، وموارد المياه السطحية والجوفية.

وفي الورقة الثانية التي تناولت «جعلان بني بوحسن ومكانتها التاريخية» تطرق الباحثون إلى الحديث عن اسم الولاية وسبب تسمية هذه البقعة الجغرافية بهذا الاسم، إلى جانب من استوطنها في العصور اللاحقة وأصول قبيلة بني بوحسن، إلى جانب الحديث عن جعلان في عصور ما قبل التاريخ والعصر الجاهلي والعصور الإسلامية اعتمادا على المسوحات الأثرية التي أجريت في جعلان والتي عثر من خلالها على أدلة وجود نشاط بشري.

وتناولت الورقة الأخيرة «مظاهر الحياة الفكرية والعلمية«، في ولاية جعلان بني بوحسن كونها من الولايات التي بدأت فيها الحركة العلمية والنشاط التنويري في عهد مبكر جدا، وتطرقت الورقة إلى مظاهر الحياة الفكرية في الولاية ومدارس القرآن الكريم والعلماء والمؤلفين والنساخ ومظاهر الحياة العلمية في عصر النهضة المباركة.