ثقافة

المنشد المصري علي الهلباوي: الفن الصوفي هو هوى التجرد من الجسد والأرض والارتقاء إلى السماء

03 أبريل 2024
مقدمًا وصلات إنشادية وابتهالات دينية في دار الفنون الموسيقية
03 أبريل 2024

علي الهلباوي، هو منشد ومبتهل من جمهورية مصر العربية، يتمتع بصوته العذب منشدا من بديع الكلمات الدينية الداعية للفضائل والدعوة إلى الله والتغني بحب رسول الله وصالحات الأعمال، نشأ الهلباوي في بيت والده على فن الابتهالات الدينية، فوالده محمد الهلباوي المبتهل في الإذاعة والتلفزيون المصريين، كما أن والده باحث في أصول الإنشاد وعلم المقامات، ونشأ علي الهلباوي على هذا المنشأ يستقي فنون الإنشاد والابتهالات وعلم المقامات من والده، حتى كبر لينشأ فرقته الخاصة في عام 2003، وانطلق منها إلى المشاركات الواسعة في جمهورية مصر والدول العربية مقدما حفلات دينية صوفية أصيلة، ومن مشاركاته الأخيرة في دار الأوبرا السلطانية على خشبة دار الفنون الموسيقية يوم الاثنين الأول من أبريل، كما سبق ذلك مشاركات عديدة منها في مهرجان مجموعة العشرين في جمهورية الهند العام الماضي، والمهرجان الصوفي الروحاني في بومباي من العام نفسه، وخلال مسيرته شارك في العديد من المنصات منها التلفزيون والإذاعة وكذلك المسرح كممثل ومطرب، وتوجت مسيرته الفنية بالعديد من الجوائز العالمية.

علي الهلباوي تحدثنا معه حول مشاركاته في دار الأوبرا السلطانية والمشاركات الأخرى، وخرجنا بهذا الحوار:

الفن الصوفي متفرع ومتشعب في جميع دول الوطن العربي، بوجهة نظرك، الفن الصوفي المصري ما الذي يميزه عن غيره؟

أعتقد أن ما يميز الفن الصوفي في جمهورية مصر هو التنوع وكثرة المشايخ والطرق المختلفة، وأن مجموعة كبيرة من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم في مصر، ومدرسة المشايخ التي أنشئت في أواخر القرن 19، لذلك نجد أسلوبًا منفردًا للإنشاد الديني في مصر.

الفن الصوفي تقليدي بطبيعته، هل يقبل التجديد، وما هي حدود التجديد بوجهة نظرك؟

صحيح أن الفن الصوفي تقليدي في طبيعته، ولكن، نعم، فهو يقبل التجديد، ويتمثل التجديد في أننا نتعامل مع التقنيات الحديثة والموسيقى الحديث ودخول آلات مستحدثة ومزج الموسيقى الغربية بالإنشاد الصوفي وألحان جديدة تواكب تطور العصر.

المعروف أن هناك قصائد من الموروث الصوفي تتردد في الكثير من الاحتفالات، ما ذا عنك، حدثنا عن القصائد التي تنشدونها في احتفالاتكم في فرقتكم فرقة «علي الهلباوي»؟

هي عديدة ومتنوعة، ومنها في فن الابتهال الديني قصيدة «قل من»، والتوشيح الديني «مولاي كتبت رحمة الناس عليه»، والقصيدة الصوفية من الحضرة «نسيم الوصل»، ومعظم ما أنشده من ألحان الشيخ محمد الهلباوي، وبعض الأناشيد الدينية الأخرى، وأختم بلحن مزج بين الموسيقى العربية والصوفية «زدني بفرط الحب».

بجملة واحدة، ما الذي يعنيه لك الفن الصوفي؟

الفن الصوفي هو هوى التجرد من الجسد والأرض والارتقاء إلى السماء بالروح والذكر والدعاء.

هناك فنون كثيرة تنتمي للصوفية بشكل عام، منها الابتهالات الدينية، والمولويين، والدراويش، والمالد أو (المولد) عندنا في الخليج، ما هو وجه الشبه في كل تلك الفنون، وهل هي مرتبطة وتشترك مع بعضها في حفل سماعي واحد؟

نعم، كل تلك الفنون مرتبطة ببعضها البعض، لأن المراد والنتيجة واحدة، والتنوع في حفل واحد يفيد المتلقي حيث سيتعرف على أنواع مختلفة من الأداء.

ماذا عن أنشطتك في شهر رمضان المبارك، وماذا عن بقية أيام السنة؟

أشارك في محافل خاصة وعامة عديدة، منها هذه المشاركة في سلطنة عمان باستضافة دار الأوبرا السلطانية، كما لي مشاركة في مسلسل رمضاني، وأما باقي أيام السنة فينعم الله عليَّ بالمشاركة في مهرجانات داخل أو خارج مصر غير التحكيم وتعليم علم الإنشاد والنغم لبعض طالبي هذا العلم.

لنختتم معك بسؤال معتاد وتقليدي، من هو علي الهلباوي، وما تاريخك ونشأتك مع الفنون الصوفية والسماع الديني والعرفاني، حدثنا عن نفسك؟

أنا علي الهلباوي، منشد ديني ومبتهل، من مواليد شهر أغسطس عام 1977 محافظة القاهرة، عضو بمجلس إدارة نقابة الإنشاد الديني، وعضو نقابة المهن الموسيقية، وعضو لجنة تحكيم للإنشاد بوزارة الشباب والرياضة المصرية، وعضو مؤسس للفرقة العالمية (كايرو استيبس)، والدي هو المبتهل الشيخ محمد الهلباوي المبتهل بالإذاعة والتلفزيون والباحث في أصول الإنشاد وعلم المقامات.

تأسست في هذا الفن من خلال فرقة والدي، وكنت في فرقته مديرا ومنشدا، لأؤسس بعد ذلك فرقتي الخاصة «فرقة علي الهلباوي» وذلك في عام 2003.

من ناحية المشاركات فلي العديد من الحفلات والمهرجانات الصوفية والموسيقية المحلية والعالمية سواء مع فرقة والدي، ومن خلال فرقتي الخاصة، كما لي العديد من التعاونات منها التعاون مع وزارة الثقافة في المحافل المحلية والعالمية، وكذلك تعاونٌ مع دار الأوبرا المصرية، وتعاون آخر مع مكتبة الإسكندرية، كما كانت لي مشاركات في العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية، ممثلا وملحنا ومطربا.

ومن ناحية الإنجازات فلي العديد منها على المستوى المحلي والعالمي، وآخر المشاركات في مهرجان مجموعة العشرين G20 في الهند في شهر يوليو من عام 2023، والمهرجان الصوفي روحانيات في ديسمبر من عام 2023 في مومباي، كما أن لي حفلة شهريا في المركز الثقافي بساقية الصاوي بمصر.