نحو مستقبل أفضل للعبة الهوكي

12 نوفمبر 2025
12 نوفمبر 2025

تعد لعبة كرة الهوكي في سلطنة عُمان من أقدم الألعاب الجماعية التي تمت ممارستها منذ القدم ومثلت في يوم من الأيام اللعبة الشعبية الأولى قبل أن تأخذ كرة القدم الحيز الأكبر من الاهتمام، وشكلت محافظة مسقط نقطة انطلاقة للعبة التي انطلقت بعدها إلى معظم المحافظات بعد أن تم إطلاقها في المدارس التي خرّجت جيلا جديدا من اللاعبين بعد اعتزال اللاعبين القدامى.

كانت مسابقة كأس جلالة السلطان للهوكي واحدة من أقدم وأعرق المسابقات التي عرفتها الرياضة العُمانية ولعل فوز العامرات باللقب للمرة الثانية تواليا يذكرنا بأيام مطرح والنهضة ونادي عمان والأهلي والشرطة والطليعة والأهلي والسيب وقريات وسداب وفنجاء وروي ومن بعدها بوشر والنصر وظفار والاتحاد ومرباط والهلال وبركاء والرستاق والسويق وصحار وغيرها من الأندية التي مارست اللعبة وكانت لها بصمات واضحة قبل أن يقل الاهتمام بهذه اللعبة من قبل الأندية بسبب أوضاعها الحالية ونعلمها جميعا.

خلال النسخة الحالية للمسابقة نجح اتحاد اللعبة في زيادة عدد الأندية المشاركة في مسابقة الكأس إلى 20 ناديا وهي خطوة جريئة تحسب لمجلس إدارة الاتحاد عندما اتفق مع الأندية بتوزيع اللاعبين الشباب والناشئين بين الأندية المنتسبة للاتحاد حتى يكون هناك تكامل ومنح هؤلاء اللاعبين فرصة من أجل الاحتكاك وكسب الخبرة خاصة وأن الاتحاد انتهج خطة واضحة بمنح الأندية فرصة للقاء بعضها وجنّبها اللعب في البداية مع أندية المقدمة والمرشحة مسبقا من أجل المنافسة على اللقب.

وإذا كانت فكرة اتحاد الهوكي الجميلة تأسيس لمستقبل أفضل للعبة، فإنه من المهم أن يستمر الاتحاد في جهوده باستمرارية هذه الأندية ومشاركاتها في جميع المسابقات المحلية وأن يقيم دوري للدرجة الأولى ودوري للدرجة الثانية ودوري للأولمبي والناشئين والشباب حتى تزيد رقعة الممارسة والمشاركة لجميع اللاعبين ولا تقتصر على 7 أندية فقط هي التي تشارك في منافسات الدوري.

على مجلس إدارة اتحاد الهوكي حث الأندية على ترغيب أبناء النادي في ممارسة اللعبة والاستفادة من طلبة المدارس من أجل بناء جيل جديد تم تأسيسه وفق أسس حديثة ومساعدة الأندية في توفير مدربين مؤهلين بالإضافة إلى توفير الأدوات المساعدة التي تسهم في استمرارية النادي في ممارسة اللعبة، كما أن مراكز الناشئين في المحافظات يمكنها أن تشكل نواة جديدة لأندية أخرى لممارسة اللعبة ونشرها بشكل واسع.

من المهم أن لا يتوقف اتحاد اللعبة بانتهاء مباريات الكأس وأن يستمر في جهوده من أجل حث الأندية للمشاركة الفاعلة وأن يكون هناك تعاون مثمر فيما بينهما، بما يحقق الأهداف المرجوة ويعود بالفائدة لمنتخباتنا الوطنية في استحقاقاتها القادمة.