معركة الأفكار التي انتصر فيها العرب

27 نوفمبر 2022
27 نوفمبر 2022

رغم كل المآسي التي يعاني منها العالم أضيفت إلينا ابتلاءات كثيرة تجتمع أغلبها في السقوط الأخلاقي!

طبعا لا أحد يستوعب من المستفيد من كل هذا السقوط الذي أصبح يدخل في كل تفاصيل الحياة!

لقد اختار هؤلاء العبثيون أجمل لعبة شعبية في العالم يحبها البشر لزرع الأفكار المثلية لتحويل هذه الأفكار التي تصيب أصحاب الميل المثلي إلى شهوات يتم تحقيقها دون معالجتها والاعتراف بأنها اضطرابات فكرية يجب أن لا تجد لها حاضنات لتحويلها إلى واقع وممارسات خطيرة!

في الأيام السابقة شن الغرب هجوما ممنهجا اتجاه دولة قطر قبل انطلاق بطولة كأس العالم 2022م، واستمر الهجوم حتى الآن ونحن نعايش أجواء البطولة، لدرجة أن الإعلام الغربي كان شبه متفق على مهاجمة كل من يقف أمام هذا الانحدار.

ورغم كل هذه الضغوط أصرت قطر في جعل نسخة كأس العالم من أفضل النسخ التي تذكر الشعوب بأن الأفكار الهدامة لا علاقة لها بكرة القدم ولا بالإنسان الطبيعي.

في المقابل حاولت بعض المنتخبات الأوروبية قبل البطولة ومن خلال أبرز نجومها محاربة هذا التوجه!

انتظر العالم ما الذي سيحدث وكيف ستتعامل دولة قطر أمام كل هذه الهجمات الأشبه بمرض لا يوجد له تفسير!

فأعلنت بكل صرامة رفضها الرضوخ لتلك المطالبات في مباريات البطولة كلها.

كان حفل الافتتاح عميقا، فقد بدأ بحوار إنساني بين الفنان مورغان فريمان الفائز بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد، والذي تم اختياره بعناية كونه يحترم الديانات، وزار عدد من المساجد في أنحاء مختلفة من البلدان ليشاهد عن قرب تجربة المسلمين في عباداتهم رغم اختلاف ما يؤمن به، وبالإمكان أن تشاهدون فلم وثائقي في قناة ناشيونال جيوغرافيك عن رحلاته هذه بعنوان :

".Who is God in Islam"

في المقابل تم اختيار الملهم القطري غانم المفتاح المصاب بمرض متلازمة التراجع الذاتي والذي أثبت للجميع مقدرته على الإبداع رغم إعاقته، فتم اختياره ليمثل العالم العربي في حواره مع المثل الأمريكي الذي يعكس بذات الوقت العالم الغربي.

وإن توقفنا هنا لنتذكر الحوار الذي دار لوجدنا أن عمق الفكرة كانت حاضرة لتنتصر نحونا ونحو الاحترام الذي يجب أن نقدره اتجاه بعضنا وكأننا نعيش في خيمة واحدة، ويكفي أن نعلم بأن الآية القرآنية التي وردت في الحوار كانت مختصرة للكثير من قواميس الكلام للمنهج الذي نتبعه في هذه الحياة:

" يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير".

هذه الآية العظيمة كانت تأكيدا للفطرة السوية اتجاه الذكر والأنثى ولكل القيم التي تشبه ما ورد في المسيحية واليهودية وأي دين أنزل الله له الأنبياء والرسل.

ولم تكتفي قطر برسائل حفل الافتتاح فقد قامت بالاتفاق مع الفيفا بمنع أي شيء يتعارض مع قيمنا في أرضية الملعب، كمنع بيع الكحول بالملاعب، والتشدد بمنع أي مشجع يحاول دعم الانحراف وتحديدا المتعلق بالشذوذ الجنسي، بالإضافة إلى منع جميع اللاعبين في أرضية الملعب من حمل إي إشارة تدعم هذا التوجه وبالأخص اتجاه منتخب انجلترا وألمانيا وهولندا وغيرها من منتخبات صرحت بحمل هذه الأجندات رغم أن كتبهم المقدسة مليئة بتحريم كل هذا الفساد، كنص رسالة بولس الرسول في أسفار الكتاب المقدس نص 26 – 27:

" لذلك أسلمهم الله إلى أهواء الهوان، لأن إناثهم استبدلن الاستعمال الطبيعي بالذي خلاف الطبيعة، وكذلك الذكور أيضا تاركين استعمال الأنثى الطبيعي، اشتغلوا بشهوتهم بعضهم لبعض فاعلين الفحشاء ذكورا بذكور".

وهذا دليل دامغ بأن كل رسالات الله للأمم كانت تحرم ذلك، فلا يوجد للبشرية أي أمان إلا بالأخلاق السوية.

لقد كانت بجاحة الغرب كبيرة اتجاه الدولة المنظمة، وقد رأينا قبل أيام كيف أن المنتخب الألماني في بداية مباراته قام بفعل إشارات إماء لرفضهم موقف الفيفا ودولة قطر من عدم السماح لهم بدعم المثلية الجنسية، وبهذا الفعل المشين خسروا شعبيتهم وخسروا المباراة بفوز ياباني مستحق ضد منتخب هزيل من المبادئ الحقيقية برفقة وزيرتهم التي دخلت الملعب حاملة شارة دعم هذه الفئة وبشكل يثير الاشمئزاز دون أي احترام للمضيف وقوانينه، ليبين الغرب من خلال هذه الأفعال مدى استعلائهم على الأمم الأخرى.

ولنعلم نفاق هؤلاء يكفي أن نرى إهمالهم بشكل متعمد لحقوق الشعب الفلسطيني الذي يعاني من إجرام احتلال صهيوني منذ عام 1948م وحتى اللحظة مرتكبين فيها مجازر عنيفة ضد الأبرياء ذهب ضحيتها مئات الآلاف من الشهداء جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ!

في المقابل الوعي العربي في جمهور البطولة كان حاضرا بقوة بعدما رفض الجميع إجراء أي مقابلة مع أي مراسل إسرائيلي لتنتصر هنا معركة الوعي العربي أمام كل ذلك الهزال الذي يحاول الغرب ترويجه بيننا.

رسائل البطولة في معركة الأفكار كانت كبيرة كقوة ناعمة، فهل ستستمر أنت أيها القارئ بالانتصار في هذه المعركة؟