مرحبا بالمستثمرين
يبدو أن هناك توجها واضحا لدى شركة بورصة مسقط لاستقطاب مزيد من المستثمرين من سلطنة عمان والخارج للاستثمار في البورصة في أول مؤتمر يناقش هذا الأمر بعد تحويل سوق مسقط للأوراق المالية إلى شركة تحت اسم "بورصة مسقط"؛ تعمل وفق أسس تجارية وتسهم بذلك في استقطاب المستثمرين والترويج للفرص الاستثمارية المتوفرة في البورصة.
وتكمن أهمية المؤتمر الذي يعقد مطلع الشهر المقبل في أنه سوف يفسح المجال بشكل كبير للتعرف على توجهات بورصة مسقط كشركة من المخطط أن تعمل وفق أسس تجارية وتطرح أسهمها فيما بعد للاكتتاب العام، ومن شأن خطوة كهذه - أي تحوّل بورصة مسقط إلى شركة مساهمة عامة يتم تداول أسهمها في البورصة - أن تدفع البورصة للقيام بتشجيع أصحاب رؤوس الأموال والصناديق والشركات الاستثمارية الكبرى على الاستثمار في الشركات المدرجة في البورصة خاصة الشركات القيادية التي تتمتع بمستوى عال من الإفصاح والشفافية والأداء المالي الجيد.
وعلى هذا الأساس فإن المؤتمر المقبل الذي سوف يتطرق أيضا إلى أداء شركات المساهمة العامة خلال السنوات الماضية وخططها المستقبلية سيكون منصة مهمة لإبراز قدرات شركات المساهمة العامة في مختلف القطاعات الاقتصادية وخاصة البنوك والقطاعات الاستثمارية والصناعية وشركات الاتصالات والخدمات وهو بذلك سوف يضع النقاط على الحروف أمام جَمعٍ كبير من المستثمرين من داخل سلطنة عمان والخارج ليتعرفوا بشكل أكبر على شركات المساهمة العامة المدرجة في البورصة والتي تتميز بأداء مالي جيد.
وفي نظرنا أن تحوّل سوق مسقط إلى شركة يفتح آفاقا أوسع أمام بورصة مسقط لاستقطاب الاستثمارات والترويج للبورصة وهو ما نتطلع أن يكون حاضرا بشكل كبير في المؤتمر الذي يعقد في الخامس من شهر سبتمبر المقبل، إذ أن هناك العديد من الشركات الناجحة في بورصة مسقط ينبغي تسليط الضوء عليها واستقطاب المستثمرين إليها، كما أن التشريعات التي تتميز بها البورصة تسهم إلى حد كبير في حماية المستثمرين وتحقيق العدالة بين الجميع في الحصول على المعلومة الصحيحة من مصادرها وفي أسرع وقت ممكن، كما أن توجّه بورصة مسقط – كما بدا لي من خلال تصريحات هيثم بن سالم السالمي الرئيس التنفيذي للبورصة لبرنامج المنتدى الاقتصادي في إذاعة سلطنة عمان الأسبوع الماضي – أصبح واضحا بشأن استقطاب المستثمرين من جهة والحرص في الوقت نفسه على رفع مستويات الإفصاح لتعزيز أداء البورصة وتهيئة البيئة الاستثمارية المشجعة لصناديق الاستثمار والشركات الكبرى على الاستثمار فيها.
ومع انتظارنا للمؤتمر المقبل فإننا نتطلع إلى أن يجيب المؤتمر على العديد من التساؤلات من قبل المستثمرين حول الشركات التي سوف يطرحها جهاز الاستثمار العماني للاكتتاب العام خلال الفترة المقبلة، والخطوات التي قطعتها بورصة مسقط في تحولها إلى بورصة ناشئة، وخطة بورصة مسقط خلال الفترة المقبلة، والتحديات التي تواجه الشركات المدرجة، والتعاون بين البورصة والشركات والهيئة العامة لسوق المال بشأن تجاوز هذه التحديات. وفي نظرنا أن الإجابة على هذه الأسئلة الأساسية سوف يسهم إلى حد كبير في توضيح إمكانيات بورصة مسقط والشركات المدرجة فيها وبالتالي تشجيع الشركات والصناديق على الاستثمار فيها.
كل هذه العناصر ينبغي أن تكون حاضرة في المؤتمر المقبل الذي يفتح صفحة جديدة مع المستثمرين؛ تؤكد لهم ارتفاع مستوى الثقة في بورصة مسقط والشركات المدرجة فيها وحرص إدارة البورصة على الارتقاء بأدائها لتكون وعاء استثماريا ناجحا سواء للمستثمرين طويلي الأجل أو المضاربين.
مرة أخرى نتطلع إلى أن يكون المؤتمر إحدى الأدوات التي تسهم في استقطاب الاستثمارات إلى سلطنة عمان. ومرحبا بالمستثمرين.
