كلام فنون: نشيد فلسطيني جديد بعنوان «معلش»

12 نوفمبر 2023
بالإشارة إلى ما ورد سابقا «1»
12 نوفمبر 2023

تحت عنوان هذا المقال استكمل موضوعات مختلفة وردت في مقالات سابقة، وأواصل هنا تقديم مداخلات إضافية بشأنها.

بتأثير عميق يتابع الجميع هذه الأيام المأساة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني المظلوم ورغم هول المأساة لم يستسلم هذا الشعب الصابر والمجاهد من أجل استعادة أرضه وتقرير مصيره.

ولا شك أن الإعلان عن اقتصار احتفالات سلطنة عُمان الحبيبة بالعيد الوطني المجيد على رفع الأعلام والعرض العسكري انعكاس واقعي لشعور كل مواطن عُماني تجاه محنة الفلسطينيين والمجازر التي يتعرض لها الأبرياء منذ أكثر من شهر في غزة. إن معظم سكان غزة هم في الأصل سكان مدن وقرى فلسطينية شردهم الاحتلال منها إلى هذه البقعة الصغيرة وحاصرهم فيها منذ أكثر من سبعين عاما، ومن المؤكد أنهم لن يتنازلوا عن بيوتهم وقراهم للاحتلال، واستعادتها منه أمر مشروع بكل الوسائل.

نقف إجلالا وإكبارا للشعب الفلسطيني العظيم الصابر والمجاهد الذي يكابد في كل لحظة من هذه اللحظات التاريخية العصيبة عدوانا همجيا شرسا غاشما متسلحا بكل أنواع الأسلحة الفتاكة ومدعوما من أقوى بلدان العالم في هذا العصر.. وندعو الله سبحانه وتعالى أن يتكلل كفاحهم وجهادهم وصبرهم وتضحياتهم العظيمة في سبيل تحرير أرضهم فلسطين بالنصر المبين.

معلش!

في مقال سابق بعنوان «فلسطين الأغنية الخالدة»، تطرقت باختصار إلى بعض الأغاني الفلسطينية القديمة التي كان لها دور كبير في تعزيز الروح الوطنية والجهاد لتحرير أرض فلسطين من الغازي الصهيوني المغتصب. وبطبيعة الحال للفلسطينيين أغان حماسية وشعبية كثيرة، وهذا الشعب العظيم متمسك بتراثه وهويته الثقافية العربية التي تتعرض للسرقة من المحتل الصهيوني الذي لم يكتف بسرقة الأرض فقط.

وفي هذه الأيام العصيبة يبدع الفلسطيني ليس فقط في الوسائل القتالية لكسر عدوهم الغاشم فحسب بل وكذلك في الغناء الوطني ورفع المعنويات. وقد وصلتني عبر وسائل التواصل الاجتماعي أغنية فلسطينية رائعة من روائع هذا الشعب العظيم بعنوان «معلش!»، ولعلها انتشرت كثيرا بين الناس في كل مكان. هذه الأغنية تحكي قصة واقعية شاهدنا أحداثها مباشرة على القنوات الإعلامية، إنها عمل فني إبداعي بكل معنى الكلمة، صورة ملحمية للمعاناة والألم والتحدي الفلسطيني.

عنوان الأغنية مقتبس من عبارة نطق بها مراسل الجزيرة وائل الدحدوح عندما شاهد جثامين بعض أفراد أسرته فجأة أثناء تغطيته التلفزيونية في أحد مستشفيات قطاع غزة وقال على الهواء في لحظة من لحظات الألم التي لا توصف: «إنهم ينتقمون منّا بالأولاد.. معلش»، هذه الكلمات التقطها المؤلف وجعلها ثيمة أساسية للنص الغنائي، وعظمها دراميا باقتباسات أخرى من أقوال مواطنين آخرين تعرضوا إلى مآس أخرى في هذه الحرب الجايرة. إن واقعية وصدق هذه الأغنية لا توصف، فالناس الذين اقتبس المؤلف أقوالهم كانوا على أرض المأساة، تعرض أهلهم أما للقتل أو بيوتهم للهدم، أو أمرهم العدو بالنزوح منها. إنها أغنية درامية اجتمع فيها كل أنواع التعبير الدرامي الواقعي من أقوال الناس العفوية والمباشرة، والمشاهد المصورة والمعبرة تعبيرا حقيقيا عن واقع المأساة الجارية منذ أكثر من شهر في قطاع غزة المظلوم.

- المشهد الأول، الإعلامي وائل الدحدوح في المستشفى وأمام مشهد أفراد أسرته الشهداء وهو بلباس العمل يقول: «بنتقموا منا بالأولاد، معلش»:

- النص والغناء:

ما بيقدروا ع رجالنا.. بنتقموا من الأولاد

والله ما نترك درانا، احنا أهل البلاد

معلش كله فداء فلسطين

معلش لو سألت دموع العين

معلش تحت القصف واقفين

معلش احنا اللي منتصرين

- المشهد الثاني، شخص فلسطيني وحوله مشاهد الدمار والقتل في كل مكان يصرح لوسيلة إعلامية: «بنتي بعد 12 سنة جبتها استشهدت، ولكن بدي أقول:

- والنص والغناء:

لو قتلوا أطفالنا لو هدموا لبيوت

إحنا بظهر رجالنا نوقف بوجه الموت

معلش كله فداء فلسطين

معلش لو سألت دموع العين

معلش تحت القصف واقفين

معلش احنا اللي منتصرين

- المشهد الثالث، امرأة مع أطفالها تطل من نافذة بيت مهدم: ما بنطلع من بلادنا، ولا بنطلع من أراضينا.. اللي بدهم إياه يسووه:

بدها صبر رغم القهر خلوا العزائم فوق

الله وعدنا بالنصر مهما الألم بنذوق

معلش كله فداء فلسطين

معلش لو سألت دموع العين

معلش تحت القصف واقفين

معلش احنا اللي منتصرين

رحم الله شهداء الحق الفلسطيني، وأسكنهم فسيح الجنان.. شعب فلسطين سينتصر حتما.

مسلم الكثيري موسيقي وباحث