في الشباك :لا جديد يذكر ولا قديم يعاد

14 يونيو 2023
14 يونيو 2023

لا جديد يذكر ولا قديم يعاد، هذا مختصر ما يحدث حاليا في واقع أنديتنا قبل انطلاقة الموسم الرياضي 2023/ 2024 ومثل كل عام تتراجع الأندية عن مشاركتها في المسابقات الحالية بسبب وضعها القائم، وتبقى حبيسة الإمكانيات المتوفرة لها من أجل أن تقوم بدورها في تجهيز فرقها الرياضية ومنها كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى.

الاتحاد العماني لكرة القدم يدرك معاناة الأندية، ويتعامل معها وفق واقعها برغم أنه يملك لوائح وأنظمة وقوانين تفرض على هذه الأندية غرامات مالية وحرمانا من المشاركة في أنشطة الاتحاد أو تقديم أي نوع من أنواع الدعم المادي واللوجستي، إلا أنه فضل أن تكون هناك مرونة في التعامل مع الوضع القائم ومنح الأندية مساحة بأن تفكر في إبداء رغبتها بالمشاركة ومساعدتها في بعض الأمور التنظيمية.

كان من المفترض مع انتهاء الموسم الماضي أن يتم الجلوس مع الأندية لتقييم الوضع لكن بكل أسف الاجتماع الذي دعا إليه اتحاد الكرة بالجلوس مع الخبير الفني لم تحضره سوى ثلاثة أندية فقط من دوري عمانتل، ولو اكتمل هذا الاجتماع وطرحت فيه معاناة الأندية، ومناقشة سلبيات الموسم الماضي، وكيفية معالجتها، وإيجاد الحلول المناسبة لما وصل الوضع إلى ما هو عليه.

وإذا كان اتحاد الكرة قد حدد انطلاق الموسم في أغسطس المقبل ويستمر حتى يونيو من العام القادم، فإن الأندية تجد نفسها في موقف صعب خاصة تلك الأندية التي لا تملك موارد مالية لتغطية نفقات عشرة أشهر كاملة، وقد يكون اتحاد الكرة قد وضع هذه الروزنامة بسبب ارتباطات المنتخبات الوطنية لكنها في نفس الوقت لم تراع وضع الأندية لأن التوقفات خلال الموسم طويلة وهذا يرهق كاهل الأندية ومن المهم أن تدرس رابطة الدوري ومعها لجنة المسابقات الوضع القائم من خلال منح الأندية بعض الجوانب التنظيمية من خلال زيادة عدد اللاعبين الأجانب (كمثال) خاصة للأندية التي سيتواجد بها أكثر من لاعب في صفوف المنتخب الوطني أو الإعلان مبكرا بعدم الهبوط للدرجة الأدنى وصعود ثلاثة أندية من الدرجة الأولى، ويلعب الدوري بدون توقف خلال فترة أيام الفيفا، وخلال مشاركة المنتخب الوطني في نهائيات كأس آسيا وسيمنح مثل هذا القرار الأندية فرصة في أن تراجع نفسها في إبرام عقود مع اللاعبين الدوليين والاعتماد على عناصر جديدة من أبناء النادي في المراحل السنية.

وبكل تأكيد فإن اتخاذ مثل هذه القرارات له تبعات كثيرة تضعف من مستوى الدوري، وقد يكون لها تأثير أيضا على ناديي السيب والنهضة اللذين تنتظرهما مشاركات خارجية، لكن الوضع القائم يفرض علينا أن نبحث عن حلول جذرية تعالج المشكلة التي نعرفها جميعا وتتفاقم سنويًا بدون أن نجد لها حلا مناسبا في انتظار أن تتحسن الأوضاع المالية لكن الواقع شيء مختلف تماما عن الطموحات.

أتمنى أن يكون هناك حل وسط بين اتحاد الكرة والأندية وأن تبدأ مسابقتنا الكروية وفق إمكانياتنا وقدراتنا وبما يخدم التطور المنشود ويساعد الأندية بأن تقوم بدورها وفق المتاح لها.