في الشباك : جمهور نتائج !!

أنهى المنتخب الوطني الأول لكرة القدم التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم بفوز مستحق على الصين بهدفين للاشيء ليحصد (14) نقطة من أربعة انتصارات، وتعادلين بفارق نقطة واحدة عن أستراليا الذي صعد للقاء الإمارات في الملحق الآسيوي. نتائج المنتخب الوطني في التصفيات النهائية كانت مرضية، ولولا الخسارتان أمام السعودية واليابان في مسقط لكان الوضع قد تغير تمامًا، ولكن لا بد أن نعترف أن المنتخب الوطني لعب في مجموعة ليست سهلةً إطلاقًا، وبها أفضل أربعة منتخبات في القارة الآسيوية.

ما شد انتباهي في مباراة الصين الأخيرة الغياب غير المبرر للجماهير التي كانت وما زالت السند الحقيقي للمنتخب الوطني، ويجب أن يختزل أمر حضورهم للمباريات بالنتائج التي يحققها، ولا يعنى عدم تأهله لنهائيات كأس العالم نهاية المشوار، إنما بداية لما هو قادم وأفضل.

يتحمل اتحاد الكرة ما حدث في مباراة الصين من غياب واضح للجمهور فهو لم يسعَ من أجل جذب الجماهير، وحث رابطات الأندية أن يكون لها وجود في المباراة خاصة جماهير محافظة مسقط، ومنها جماهير السيب التي كان لها حضور مؤثر مع جماهير الرستاق في نهائي الكأس.

وإذا كنا نطالب بإنشاء استاد رياضي آخر يستوعب الإعداد المتزايدة لمتابعة المباريات، بالإضافة إلى أن زيادة السعة الاستيعابية لمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر تتطلب دراسة الوضع القائم حتى في الصالة الرئيسية للمجمع التي لم تستوعب الجماهير التي حضرت نهائي دوري الكرة الطائرة.

الاتحادات الرياضية ومنها اتحاد كرة القدم مطالبة بأن يكون لها دور في تحفيز الجماهير في الحضور للمباريات في الدوري أو مباريات المنتخبات الوطنية، ويكون هناك تعاون وثيق مع رابطات الأندية في سلطنة عمان، ويكون الاعتماد فقط على رابطة المنتخب الذي يجب إعادة النظر فيه؛ لأن المنتخب الوطني يمثل جميع الأندية، ولا يمثل اتحاد الكرة وحده، ولهذا روابط الأندية هي نفسها رابطة المنتخب الوطني ويجب إعادة صياغة الوضع القائم. كما أن دخول الجماهير بتذاكر لمباريات المنتخب الوطني أمر إيجابي ويشجعه الاتحادان الدولي والآسيوي، لكن يحتاج لتنظيم أكثر، ويحتاج وقتًا لغرس ثقافة حضور الجماهير بتذاكر كونها تعودت سابقًا الحضور بدون تذاكر في ظل عدم توفر أبسط الأمور التي يمكن تقديمها للجمهور الذي يحضر المباريات، ولهذا من المهم أن يكون هناك تنسيق مع الشركاء التجاريين في إيجاد محفزات للحضور الجماهيري، وأن تكون الأمور واضحة منذ الحصول على تذكرة دخول المباراة من حيث أماكن الجلوس وموقف السيارات، ومداخل ومخارج البوابات، والخدمات التي ستقدم خلال حضور المباراة، لا بد أن نستفيد من تجارب الآخرين في تقديم محفزات للحضور الجماهيري إذا استمر الوضع كما هو عليه، سيبقى جمهورنا جمهور نتائج فقط.