في الشباك :الطريق الصعب
بعدما أعلنت قرعة تصفيات كأس العالم 2026 تعالت الأصوات مطالبة بأن يكون لمنتخبنا الوطني الأول لكرة القدم نصيب في بلوغ نهائيات كأس العالم 2026 بعد أن رفع عدد المنتخبات الآسيوية في نهائيات كأس العالم إلى 8+1.
وبكل تأكيد فإن هذا الطموح يراود الجميع لكنه ليس بالأمر السهل ويحتاج إلى تضافر كل الجهود وإلى عمل متكامل لا يقتصر دوره على اتحاد كرة القدم فقط وإنما هناك جهات أخرى معنية بهذا الأمر متمثلة في وزارة الثقافة والرياضة والشباب والأندية والمؤسسات العامة والخاصة وغيرها التي يجب أن تدرك أهمية هذا الحدث وأبعاده.
الطريق إلى كأس العالم ليس بالسهل وهو طريق صعب وشاق لكن بالعمل والاجتهاد والتخطيط السليم وتوفر كل المحفزات وتسهيل كل المهام فإن هذا الأمر سوف يساعد بكل تأكيد في تجاوز الكثير من العقبات والمطبات والتي يجب تجاوزها إذا أردنا الوصول للغاية والهدف المنشود.
وإذا كانت طموحاتنا كبيرة في بلوغ المونديال فإن طموحات 45 دولة آسيوية تنافسنا على نفس هذا الطموح وبكل تأكيد تعمل جاهدة من أجل أن يكون لها تواجد بين الكبار وإذا كانت اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا والسعودية وإيران والعراق والكويت والإمارات وقطر لها الريادة في تمثيل القارة الآسيوية في المونديال العالمي فإن الفرصة الآن أصبحت متاحة لأن تكون هناك منتخبات تتواجد لأول مرة ومن أجل الوصول لهذا الهدف فإن عليها التفكير أولا في تجاوز منتخبات الصدارة في القارة الآسيوية وهذا الأمر ليس بالصعب إذا توفرت العوامل المساعدة.
أشفق على المدرب الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش مدرب المنتخب الوطني بسبب الوضع القائم في دورين وتوزيع لاعبي المنتخب الوطني بين ناديين فقط وهو الأمر الذي يضع المدرب في حيرة من أمره خاصة أن هناك عناصر قد لا يشاهدها وستتواجد في دكة الاحتياط.
وضع المسابقات الكروية هذا الموسم وضع الجهاز الفني للمنتخب الوطني في موقف لا يحسد عليه وأتمنى أن تقدم الأندية الأخرى وجوها جديدة يمكن الاستفادة منها، خاصة أن مشوار تصفيات كأس العالم طويل جدا ويحتاج إلى جاهزية كاملة. كما أن المنتخب الوطني في حاجة لإعداد مكثف في ظل عدم جاهزية الأندية التي بدأت متأخرة في إعدادها للموسم وهذا الأمر يتطلب تفريغ اللاعبين وتكثيف المعسكرات والتجارب الودية القوية ومع منتخبات عالمية من أجل كسب الخبرة، وهذا بكل تأكيد أيضا يتطلب دعم موازنة الاتحاد التي لا تكفي حتى لتسيير نشاطه في ظل التخفيض المستمر في الموازنات السنوية لقطاع الرياضة بشكل عام.
المشوار طويل وصعب في تصفيات القارة الآسيوية نحو المونديال لكنه ليس بالمستحيل إذا توفرت الإرادة وتوفرت جميع العوامل المساعدة، ونتمنى أن نسمع في القريب العاجل عن مبادرات وأهداف واضحة نحو الطريق للمونديال أما إذا استمر الوضع كما هو عليه فإن المهمة صعبة ومستحيلة في نفس الوقت.
