في الشباك.. أمر محير

29 يونيو 2022
29 يونيو 2022

ترددت كثيرًا قبل أن أكتب هذه المساحة عن قضية طرحتها في أكثر من مناسبة وحذرت من عواقبها لكنها، ظلت تطفو على السطح يومًا بعد يوم، وأصبح الأمر محيرًا وخطيرًا جدًا على واقع الرياضة العمانية، ويتطلب تدخل حازم من قبل وزارة الثقافة والرياضة والشباب؛ لوقف ما يدور على الساحة الرياضية حاليًا.

عندما أشهرت الأندية كان الهدف منها تنمية قدرات الشباب الرياضية والثقافية والاجتماعية، وممارسة مختلف الهوايات في النادي، ورغم البدايات الصعبة الآن، إدارات الأندية في الوقت ذلك أسهمت بشكل كبير في تطور الألعاب الرياضية، وكانت مشاركاتها فاعلة رغم الدعم الذي كان يقدم لها حتى بداية الألفية الحالية الذي لا يتجاوز (4) آلاف ريال عماني قبل أن يتضاعف هذا الدعم ليلامس قرابة (50) ألفًا.

كانت الأندية تتسابق من أجل المشاركة في المسابقات التي تنظمها الاتحادات الرياضية التي كان لها دور أساسي في رفد المنتخبات الوطنية بعناصر مجيدة أسهمت بشكل كبير في نشر ألعاب رياضية أخرى.

منذ إطلاق ما يسمي بدوري المحترفين قبل (12) عامًا من الآن بدأت المشاكل والصعوبات تطول الأندية بعد أن صرفت على هذا الاحتراف الذي لم يكن له أسس واضحة ولا قوانين تنظمه، وبرغبة وموافقة من الأندية سارت في طريق الاحتراف، ولم تستمع يومها لصوت العقل والمنطق، ولم ترضَ أن يكون للوزارة دورًا في هذا الشأن.

اليوم وصلنا لمرحلة نبحث فيها عن أندية تشارك في المسابقات الرياضية المختلفة، برغم من توفر المنشآت الرياضية من ملاعب وصالات في معظم أندية سلطنة عمان، لكن بعض إدارات الأندية المتعاقبة وضعتها في موقف لا يحسد عليه؛ بسبب تراكم الديون، في المقابل الجمعيات العمومية للاتحادات الرياضية اتخذت كل القرارات بمعاقبة الأندية المعتذرة عن المشاركة في المسابقات المختلفة. من جانب آخر من يتابع منافسات الفرق الأهلية في الأندية، والحضور الجماهيري، والدخل الذي تحصل عليه بعض الأندية من هذه الدورات يعطيها الأسبقية والريادة وليس الاعتذار عن المشاركة في المسابقات المحلية، ولذا من المهم أن تبادر الاتحادات الرياضية ومنها اتحاد الكرة بإطلاق دوري الهواة لأنه الحل الأنسب لإظهار وجوه جديدة لا تهتم بها الأندية في الوقت الذي نشاهد ملاعب الفرق الأهلية والشواطئ والمسطحات الخضراء يمارس فيها الشباب هواياتهم في ظل إغلاق الأندية أبوابها أمام هؤلاء الشباب.

ولهذا أصبح من المهم الآن دراسة الوضع القائم، ويجب أن تكون هناك وقفة حازمة من الوزارة المعنية مع إدارات الأندية التي جمدت أنشطتها الرياضية ولا تشارك في المسابقات المختلفة، وهنا اقترح أن تحول هذه الأندية غير الفعالة لمراكز شبابية وثقافية واجتماعية، وأن تؤول مسؤوليتها للمحافظ في كل ولاية من ولايات سلطنة عمان التي بها أنديه، وبذلك يخفف العبء على الوزارة التي تقدم دعمًا سنويًا بالتساوي بين جميع الأندية.

كما يمكن أيضًا دراسة إمكانية التخصص في الألعاب الرياضية من خلال واقع هذه الأندية حسب الكثافة السكانية، وتفوقها في الألعاب الرياضية في السنوات الماضية. فلا يعقل لأندية تعمل وتجتهد، وأندية مغلقة على مدار العام وتحصل على الامتيازات نفسها، وإذا استمر الوضع فسيكون الأمر خطيرًا على واقع الرياضة العمانية.