ظاهرة يجب دراستها
لا أعرف إذا كانت الخطوة التي اتّبعتها الأندية هذا الموسم صحيحة أم أنها ظاهرة يجب دراستها والوقوف معها؛ فيوم أمس انتهت فترة الانتقالات الصيفية ولم يعد أمام الأندية أي خيار في تعاقدات جديدة في انتظار الانتقالات الشتوية بعد نهاية الدور الأول لدوري النخبة، وما يشد الانتباه بأن تعاقدات الأندية مع اللاعبين الأجانب هذا الموسم تبدو قليلة جدا مقارنة بالمواسم الماضية برغم أن القوانين لم تتغير حيث يسمح النظام بالتعاقد مع 48 لاعبا أجنبيا من المفترض أنهم ينشطون في دوري النخبة بواقع 4 لاعبين لكل ناد، لكن هذا لم نشاهده في أنديتنا لأسباب عديدة وبعضها يمكن أن تكون منطقية في ظل القضايا الدولية التي حاصرت الأندية في الفترة الماضية، وكان آخرها نادي الرستاق الذي لم يستطع تسجيل لاعبيه في جميع المراحل حتى أنهى القضايا التي صدرت ضده من الفيفا.
لو عدنا بالذاكرة لمرحلة التسعينيات سنجد أن الدوري العماني كان يعج بأسماء لها وزنها وثقلها قبل أن يقل هذا الاهتمام في ظل الإمكانيات المتاحة للأندية وابتعاد الداعمين عن الأندية إضافة إلى تطبيق الاحتراف الداخلي الذي يستنزف ما لا يقل عن خمسة ملايين ريال عماني سنويا تدفعها الأندية الـ14 التي تشارك في دوري النخبة ولهذا فإن ابتعادها عن التعاقد مع نجوم عالميين أصبح ضربا من الخيال.
صحيح أن وجود مثل هؤلاء النجوم يفتح للأندية آفاقا كبيرة في التسويق والحضور الجماهيري وغيرها من الأمور لكن في واقع الحال لا يمكن أن نفكر بهذا المنطق ونحن نشاهد ملاعبنا خاوية من الجماهير وحتى لو حضرت فإن حضورها (مجانا)، حيث لا توجد تذاكر للبيع كما هو الحال في جميع الدوريات الأخرى في العالم.
نريد أن نطور دورينا وأن نحسّن من مستوى أنديتنا ولكن واقع الحال يفرض علينا أن نبقى في هذا الوضع في ظل ابتعاد الداعمين وغياب الشركاء الفاعلين وغياب التسويق بشتى أنواعه حتى باتت شعارات الاتحاد والأندية تُستغل من قبل شركات تبيع قمصان المنتخب الوطني وقمصان الأندية دون عائد للاتحاد والأندية برغم أن هذه الشعارات علامات تجارية محمية وفق القانون!
مهما حاول واجتهد اتحاد كرة القدم فيبقى في النهاية محكوما بأنظمة وقوانين دولية؛ فهو مجرد منظم للمسابقات، وخلال السنوات الماضية زاد الاتحاد العماني لكرة القدم من قيمة الجوائز المالية للمسابقة ومنح الأندية مكافآت مالية من الأول حتى السادس بالإضافة إلى تقديم دعم إضافي يتجاوز الـ32 ألف ريال سنويا لكل ناد من أندية النخبة من خلال تحمّله نفقات الإقامة والإعاشة والتنقل وتذاكر السفر و70% من رعاية المسابقات.
واقع حال الأندية يحتاج إلى دراسة معمقة لفهم واقعها القائم وكيفية إيجاد الحلول المناسبة لها لتفعيل دورها بشكل أكبر، ولعل البيانات المتوفرة عن جميع أندية سلطنة عمان من مشاركاتها في مسابقة كأس جلالة السلطان للشباب تعطي مؤشرا حقيقيا لما تقوم به الأندية من أنشطة رياضية وثقافية واجتماعية وعلى أثر هذه البيانات يمكن أن نصل لحل جذري لفهم التركيبة الحالية لواقع الأندية وابتعاد العديد منها من المشاركة في أنشطة الاتحادات الرياضية ومنها كرة القدم التي تأخذ منا كل الاهتمام.
