طريق عقبة قيرعوت في طاقة.. إلى أين ؟

06 مارس 2024
06 مارس 2024

من المؤمل خلال الأشهر القليلة القادمة بإذن الله تعالى تنفيذ مشروع طريق وادي دربات - شيحيت بولاية طاقة الذي ينتظره المواطنون والسياح بفارغ الصبر منذ سنوات عدة، ولا شك أن فتح هذا الطريق سيكون له الأثر البالغ لمحبي ورواد هذا الوادي الشهير، فوجود منفذ جديد يؤدي إلى وادي دربات يعني وداعا للساعات الطويلة من الانتظار، خصوصًا في فترة الخريف أو عند هطول الأمطار وتدفق الشلالات، وستقل زحمة المركبات على الوادي على مدار السنة وسيخدم سكان وادي دربات في حالات الأنواء المناخية التي تتعرض لها محافظة ظفار بين الفينة والأخرى، واعتاد الأهالي من سكان الوادي سابقًا عند تغير الأنواء المناخية أن يكونوا في معزل عن العالم لانقطاع الاتصالات غالبًا أو ضعفها، ويصعب مدهم بالمعونات الأساسية من الغذاء أو الدواء، ناهيكم عن صعوبة إنقاذ المتضررين.

ومن المعلوم أن منافع الطريق ستكون كثيرة سواء اجتماعية أو اقتصادية لما سيلعبه الطريق من سهولة لتنفيذ الخدمات وجعلها في متناول اليد، وكما يقال «الشيء بالشيء يذكر» والسؤال الذي يطرح نفسه هل سيبقى طريق عقبة قيرعوت المؤدية إلى مركز ولاية طاقة على حالته نفسها؟ هذا الطريق تم إنشاؤه قبل أكثر من ٤٠ سنة وهو الآن بحاجة إلى إعادة نظر وربما إعادة تأهيله بمواصفات أفضل في السلامة المرورية.

فعندما يتم ربط الطرق المذكورة قد لا يستوعب الحركة المرورية، بل يقينا سيكون طريق شيحيت الحالي وخاصة في ذروة موسم الخريف غير مناسب وبحاجة إلى توسيع، وبنظرة ثاقبة أو حتى عابرة سيتبين أنه لم يعد صالحًا لمواكبة الزيادة المطردة المتوقعة، وقد نكون أنجزنا مشروعات خدمية في موقع لنصطدم بإيجاد المشكلة نفسها في موقع آخر بل وفي المنطقة نفسها وموقع لا يقل أهمية عما تم معالجته في الجانب الآخر. لذا نتمنى أن تؤخذ مثل هذه الأمور بعين الاعتبار ولا أعتقد أنها غائبة عن عيون المسؤولين إذ تعد من أسس القيادة والتخطيط الاستراتيجي الذي تنتهجه البلاد في هذه المرحلة خصوصا.

ونحن هنا نذكر من باب الحرص بضرورة تفادي ما يمكن تفاديه مبكرًا لما لذلك من تبعات إيجابية منها توفير الخدمات بأفضل المعايير والتقليل من التكاليف المالية واستهلاك الوقود والإسهام في صون البيئة وغيرها من الفوائد التي من الصعب حصرها.

وأقول هذا لأني استذكرت حادثًا وقع أمامي ورأيته رأي العين وعشته بتفاصليه المرئية إذ شاهدت تدهور مركبة في هذه العقبة قبل عام، وفيها فقد السائق السيطرة على المركبة تمامًا وهو نازل من العقبة المذكورة ورغم محاولاته المتعددة لتفادي السقوط في الوادي السحيق إلا أن قدر الله كان محتومًا فقد هوت به المركبة إلى الوادي وتوفي على الفور رحمه الله، وبالفعل كان مشهدا مروعا إذ الحواجز الجانبية لم تكن معمولة بمواصفات فنية من شأنها أن تحيد أو تقلل من سقوط المركبة أثناء انحرافها عن الشارع الرئيسي.