صناعة السياحة في ظفار
السياحة صناعة تحتاج إلى جهود مضنية وعمل دؤوب وعقول تعمل بإخلاص وتفان، وتتفنن بعض الدول في هذه الصناعة بل أن البعض يصنع سياحة من لاشيء ويهيئ الظروف المناسبة ويحول الأماكن الجرداء القاحلة إلى مناطق جاذبة تحاكي الطبيعة، بينما نحن لدينا مقومات طبيعية وهبها الله لنا إلا أننا حتى الآن لم نحسن استغلالها الاستغلال الأمثل وبشكل اقتصادي ومفيد فمحافظة ظفار على سبيل المثال تمتاز عن غيرها من المحافظات بل حتى عن باقي مناطق شبه الجزيرة العربية بظروف بيئية ومناخية استثنائية تمتد لمدة ثلاثة أشهر ناهيك عن تنوع في التضاريس ووجود شواطئ جميلة ورمال صفراء جميلة وجو دافئ شتاء وكلها ظروف وعوامل كفيلة بأن تجعل منها مزارا سياحيا مثاليا على مدار العام.
لاحظنا هذا العام تدفقا غير طبيعي للسياح القادمين من مختلف محافظات السلطنة بعد إغلاق المحافظة خلال الموسم الماضي بسبب جائحة كوفيد- 19- وكانت الناس متعطشة للخروج والاستمتاع بالجو الجميل والطبيعة الخلابة وتعبر محافظة ظفار مصيفا لا يمكن تجاهله ووجهة سياحية تشد إليها الرحال من مختلف دول الخليج العربي في أفواج وجماعات قاطعة المسافات الطويلة من أجل الاستمتاع بجمال الطبيعة الخلابة والخضرة حيث يتساقط الرذاذ وتنمو الأشجار وتنبت الشجيرات وتظهر الزهور بمختلف الأشكال والألوان والضباب يغطي المناطق الجبلية في منظر بديع لا تجده إلا في بعض المدن الأوروبية في فصل الربيع كما يمتد البساط الأخضر في السهل والجبل. هذه المقومات السياحية الطبيعية التي وهبها الخالق لهذه المنطقة دون سائر المناطق تحتاج إلى بعض اللمسات والإضافات من أجل أن تكتمل المنظومة السياحية فلا بد من قيام القطاع الخاص بالاستثمار في مشاريع سياحية كبيرة نذكر منها على سبيل المثال المنتجعات السياحية التي تضم السيارات المعلقة أو ما يسمى بالتيلي فريك والتي عادة ما تقام في المناطق الجبلية ويستخدمها السياح للمتعة بالمناظر الطبيعية الخلابة وهناك مناطق عديدة تصلح لإقامة مثل هذا المشروع.
وينقص المنطقة كذلك المطاعم السياحية والتي يمكن إقامتها في المناطق الجبلية بالإضافة إلى ملاعب الجولف واختيار بعض المناطق الصالحة لمثل هذه المشاريع والمجال أيضا مناسب لإقامة حديقة للحيوان حيث إن مثل هذا المشروع غير موجود حتى في محافظة مسقط، إما داخل مدينة صلالة وفي سهل أتين فيمكن الاستثمار في إقامة الحدائق والمتنزهات ذات الطابع التقليدي ومدينة للملاهي المواقع السياحية الأخرى مثل نوافير المغسيل والعيون فيمكن استغلالها في إقامة محلات لبيع التحف والهدايا التذكارية والتي تشتهر بها محافظة ظفار خاصة والسلطنة عامة.
ويمكن أيضا فتح أكشاك لبيع رسومات للمناظر الطبيعية واللوحات المأخوذة من تلك المواقع وإقامة محلات ذات نماذج تقليدية لبيع النارجيل والمشلي والموز والفافاي وبعض المنتجات الأخرى ومحلات أخرى لبيع البخور العماني واللبان على أن يدير هذه المحلات الشباب العماني الباحث عن العمل ومن المتوقع أن تدر هذه المحلات دخلا كبيرا خاصة أثناء فصل الخريف. ويمكن أن يمتد الموسم السياحي في المحافظة ليغطي معظم فصول السنة حيث إن هناك مقومات سياحية يمكن أن تجعلها وجهة سياحية دائمة فكما ذكرنا هناك الشواطئ النظيفة والعيون المائية الدائمة الجريان والقلاع والحصون والمزارات الدينية والجو الجميل خاصة بالنسبة للسياح الأوروبيين الذين يزورون المنطقة أثناء فصل الشتاء وأخيرا صناعة السياحة في ظفار تحتاج إلى الخطط وتضافر جهود وزارة التراث والسياحة مع وزارة العمل ومكتب وزير الدولة ومحافظ ظفار والقطاع الخاص.
