شفافية :الصناعات الخضراء.. انطلاقة جديدة تكتبها الدقم

يشكل منتدى الدقم الاقتصادي الذي تستضيفه المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم يومي 16 و17 أكتوبر المقبل فرصة مهمة للتعرف على أبرز التحولات التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الماضية والخطط المستقبلية التي تعدها الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة لتفعيل أداء مختلف القطاعات الاستثمارية فيها وخاصة قطاع الصناعات الخضراء؛ أحد أهم القطاعات الاقتصادية الحديثة؛ وهو قطاع من المنتظر أن يحقق نموًا جيدًا خلال السنوات المقبلة في ظل التوجهات المحلية والعالمية لتقليل الانبعاثات الكربونية، وخطة سلطنة عُمان للوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2050.

تتميز المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم التي تبلغ مساحتها 2000 كم مربع بقدرتها على احتضان مجموعة متنوعة من المشروعات الاستثمارية موزّعة على مناطق استثمارية متنوعة تضم القطاعات السياحية والتجارية والصناعية بما فيها الصناعات النفطية بالإضافة إلى مشروعات التطوير العقاري والخدمات اللوجستية والمشروعات المتعلقة بقطاع النقل البحري وغيرها من القطاعات الأخرى، ومع التطورات الاقتصادية العالمية قامت المنطقة بتشجيع الاستثمار في مجموعة من القطاعات الاقتصادية الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، وتجارب الدرون، والمباني ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى الطاقة المتجددة والصناعات الخضراء التي تشمل الحديد الأخضر والصناعات المتعلقة بقطاع الهيدروجين الأخضر.

تمتلك الدقم العديد من المقومات التي تؤهلها لاستقطاب مختلف أنواع الاستثمارات، فالأراضي التي تمنحها المنطقة للمستثمرين تواكب تطلعاتهم في الحصول على أراضٍ مناسبة لاستثماراتهم، وكما يعلم الجميع فإن مشروعات الطاقة المتجددة والصناعات الخضراء تحتاج إلى مساحات كبيرة من الأراضي وهو ما تستطيع الدقم توفيره للمستثمرين، هذا الإضافة إلى المميزات الأخرى التي تتميز بها المنطقة كالموقع الجغرافي المميز على بحر العرب المفتوح على المحيط الهندي وعلى مسار خطوط النقل البحري العالمية، ومطار الدقم، وميناء الدقم الذي تم تزويده بمجموعة من الرافعات الحديثة المجهزة بتقنيات الألياف البصرية وشبكة الجيل الخامس للاتصالات، بالإضافة إلى الحوافز الاستثمارية والعديد من المقومات الأخرى التي تجعل الاستثمار في المنطقة سهلا وسلسا، وهي مقومات من المتوقع أن يسلّط منتدى الدقم الاقتصادي الضوء عليها ضمن جهود تشترك فيها العديد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص لاستقطاب مزيد من الاستثمارات إلى المنطقة.

وإذا كانت الدقم قد أنجزت خلال السنوات الماضية العديد من خطط تطوير المنطقة وتهيئتها لاستقطاب الاستثمارات، فإنها اليوم مؤهلة للعب دور أكبر في قيادة قطاع الصناعات الخضراء في سلطنة عُمان، ولعل النجاحات التي حققتها المنطقة -التي استقبلت مع مطلع العام الجاري أول شحنة من النفط الخام عبر محطة تخزين النفط في رأس مركز، وصدّرت قبل أيام أول شحنة من الديزل المنتج في مصفاة الدقم- تدفعها لتحقيق نجاحات أخرى في القطاعات الاقتصادية الجديدة وفي مقدمتها قطاع الصناعات الخضراء، ونتطلع إلى أن يساهم منتدى الدقم الاقتصادي في تسليط الضوء عليها وأن يناقش مستقبل الصناعات الخضراء بعد أن نجحت المنطقة في تأكيد حضورها محليا وعالميا.