بين مسقط والدوحة

23 نوفمبر 2021
بشفافية
23 نوفمبر 2021

اكتسبت الزيارة التاريخية التي قام بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ لدولة قطر الشقيقة ولقاؤه بأخيه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر أهمية استراتيجية على عدة مستويات ودلالات عميقة تحمل في أبعادها رسوخ النهج العماني الذي يمضي على نهج الأخوة والعلاقات المتينة مع الأشقاء، ومد مزيد من جسور العلاقات لصالح الشعوب، واستقرار المنطقة.

وتأتي الاتفاقيات الست التي تم توقيعها بين سلطنة عمان ودولة قطر، لتضع مزيدا من الأسس لتطوير العلاقات والمصالح المشتركة وخدمة التنمية في البلدين الشقيقين عبر الاتفاقيات التي شملت جوانب عسكرية واقتصادية وسياحية ولوجستية، مما يعزز التعاون المشترك بين الجانبين ويضيف مزيدا من الشراكة الاستراتيجية، التي ستنعكس إيجابا على رخاء الشعبين الشقيقين وازدهار الجوانب الاقتصادية.

إن هذه الزيارة، لما لها من ثقل على مستوى القيادتين الحكيمتين، سوف تساهم في فتح آفاق للتعاون على مستويات عديدة، ومن ذلك تشجيع الاستثمار بين الجانبين في مختلف المجالات، وسوف يجني الشعبان الشقيقان نتائجها وثمارها.

إن مثل هذه الزيارات في العهد الجديد لنهضة عمان المتجددة، تأتي مع احتفالات البلاد بالعيد الوطني الحادي والخمسين المجيد، ومع انحسار تأثيرات جائحة كورونا، لتؤكد بدء العمل الموسع لفتح مزيد من التعاون والشراكة مع الأشقاء وبالتالي النهوض بالمشاريع الاقتصادية وإنعاش حركة الاستثمار المشترك.

هذه الزيارة التاريخية بمستوى زيارة (دولة)، تركز بشكل أساسي على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين وتخدم مصالحهم المشتركة، وهذا الجانب أكده البيان المشترك الذي صدر أمس بين سلطنة عمان ودولة قطر.

أهمية الزيارة تكمن في أنها الأولى التي يقوم بها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ لدولة قطر منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد، والثانية على مستوى الخليج بعد زيارته السامية للمملكة العربية السعودية الشقيقة، حيث تعود بنا دلالات هذه الزيارة إلى الخطاب الأول لجلالته ـ أبقاه الله ـ عندما أكد على ترسم خطى السلطان الراحل في سياسة البلاد الخارجية القائمة على التعايش السلمي بين الأمم والشعوب وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير واحترام سيادة الدول وعلى التعاون الدولي في مختلف المجالات، وتأكيده ـ أعزه الله ـ فيما يخص مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية على المواصلة مع الأشقاء قادة دول المجلس للإسهام في دفع مسيرة التعاون قدما إلى الأمام، فهذه الزيارات ما هي إلا تأكيد على النهج العماني المعهود القائم على دعم كل ما يحقق السلام والتآخي والمودة بين الشعوب، خصوصا دول مجلس التعاون التي تربطنا بها علاقات أخوية ومصيرية، فما هذه الزيارة وما سبقها إلا تتويج لعمق العلاقات بين الأشقاء.

لقد وقفت سلطنة عمان دائما مع كل القضايا الخليجية والعربية والإسلامية وكل ما من شأنه أن يسهم في الاستقرار ويحفظ الأمن والسلم للدول والشعوب ، واليوم تأتي زيارة العاهل المفدى ـ أبقاه الله ـ لدولة قطر الشقيقة لتبعث مزيدا من رسائل الأخوة والصداقة وتعميق الوحدة الخليجية، وتؤكد تطابق مواقف البلدين بشأن القضايا الإقليمية والدولية.

لكل مرحلة من مراحل العلاقات بين الدول أهميتها، وهذه المرحلة لها أهمية خاصة وما أحوج المنطقة إلى مثل هذه الزيارات التي ترسخ العلاقات وتزيد من أواصر الصداقة والأخوة وتؤكد للعالم بأن دول الخليج تجمعها علاقات ضاربة في عمق التاريخ وتتجاوز في مضمونها المصالح لتصل إلى المصير المشترك.

حفظ الله القيادتين الشقيقتين لكل ما فيه خير البلدين والشعبين وشعوب العالم، وحفظ الله الخليج ووحدة صفه.