بشفافية : نحو تعميق الشراكة في التنمية

07 ديسمبر 2022
07 ديسمبر 2022

المسارات الجادة والحثيثة التي تنتهجها الحكومة لتحقيق التنمية على كافة الأصعدة واضحة، وتعكس الحرص على إنجاز المشاريع التنموية في المدة المحددة لذلك، لأن الواقع المتسارع يفرض نفسه والأولويات الضرورية تضع نفسها في سلم البرامج والخطط المراد إنجازها، خاصة فيما يتعلق بتنمية المحافظات وتحقيق الرخاء للمواطن.

منذ مدة قررت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات سحب مشروع طريق الشرقية السريع من المقاول المنفذ للجزء الثاني من المرحلة الثانية للمشروع، لعدم إحرازه التقدم المتفق عليه في تنفيذه وانتهاء المهلة المحددة، حيث أعلنت الوزارة أنه سيتم إسناد الأعمال المتبقية لمقاول بديل، كما تم سحب مشروع ازدواجية طريق أدم - هيماء - ثمريت من المقاول المنفذ للجزء الأول للمشروع، لنفس الأسباب.. هذه الخطوة تأكيد على أن المشاريع متابعة بدقة لإنجازها في الوقت المحدد.

في المقابل.. هناك الكثير من المشاريع يعلن عنها ولا تنفذ، وبعضها لم ينجز في موعده، والآن يقع على عاتق الجهات المعنية الإعلان عن أسباب تأخيرها أو عدم تنفيذها، حتى يكون المواطن على دراية بالأسباب وراء ذلك، ووضع حد للتأويلات التي قد تتداول عن الأسباب الحقيقية لتأخر هذا المشروع أو عدم تنفيذ آخر.

لقد عملت الحكومة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بشكل مكثف على التوجه نحو تنمية المحافظات، وتطبيق اللامركزية بهدف نشر التنمية وتسهيل الإجراءات وتبسيطها وإيجاد مشاريع تنموية تساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والاستثمارية في الولايات والمحافظات، والمرحلة القادمة تتطلب المزيد من الجهود لتحقيق ذلك.

إن كل مرحلة جديدة قد تواجهها تحديات في بداية تطبيقها، سواء على مستوى الفكرة أو التنفيذ، لذلك، فإن الدور المهم بشأن تنمية المحافظات يقع على عاتق أعضاء المجالس البلدية والشورى، لتحقيق شراكة مثالية مع الجهات الرسمية، ووضع المواطن في صلب المشهد ليكون أيضا شريكا فعالا في تحديد المشاريع وإنجازها.

وتعتمد الشراكة بين المجتمع والجهات الحكومية منها والخاصة في قوتها على مدى إشراك المجتمع وأبنائه في القرار والتنمية ووضعهم أمام صورة واضحة للمستقبل، وهذا الجانب يعود بنا إلى ما وجه به حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ لعقد لقاءات مع الشباب في كافة المحافظات، وهو ما تم بالفعل خلال الفترة الماضية، كما تتأكد أهمية مواصلة اللقاءات المماثلة للاستماع للمزيد من الآراء والمقترحات والتطلعات التي يعبر عنها الشباب ويأملون أن يتم الأخذ بها.

المرحلة الحالية من عمر النهضة المباركة تعمل على الجوانب الطموحة، ويعزز هذا الطموح الكبير النتائج الإيجابية التي تتحقق على عدة مسارات، لذلك من المهم أن يكون الوضوح مرافقا لكل تلك الجهود التي تبذل على جميع المسارات، خاصة أن المرحلة تتطلب عملا دؤوبا لا يحتمل التأخير أو التقاعس، والأهم هو تواصل الجهات مع المواطن من خلال الوسائل المتعارف عليها لتوضيح تفاصيل المشاريع وما أنجز منها والذي سيتم إنجازه مستقبلا، وغيرها من أوجه التواصل مع المجتمع لتمتين الجسور بين المؤسسات والمجتمع وإشاعة أجواء من التفاؤل تجاه الجهود المبذولة.

إن سلطنة عمان تمضي إلى الأمام بالعمل الجاد المخلص.. عمل يحتاج إلى تضافر جهود المؤسسات والأفراد لتحقيق المزيد من التنمية.