بشفافية :«عمان».. وصمود الصحافة الورقية

عندما احتفلت وزارة الإعلام في ديسمبر الماضي بمرور 50 عاما على صدور جريدة (عمان)، واستحضار مسيرة الجريدة طوال نصف قرن من الزمان، كانت العزيمة حاضرة في وجوه المسؤولين والزملاء ليكون الاحتفال بمثابة تأكيد على مواصلة مسيرة الصحافة بكل عزم وإصرار، باعتبارها عمودا من أعمدة الإعلام في سلطنة عمان، الذي واكب مسيرة البلاد الظافرة على مدى عقود، بالكلمة الصادقة والصورة الحقيقية، عبر صفحات تعاقبت أجيال على تحريرها وصياغتها وإخراجها للقارئ على مدى عقود، مواكبة لأحدث التقنيات التي مرت على عالم الصحافة.

وفي كل مرة تجدد جريدة (عمان) صمود الصحافة الورقية، في وجه كل المتغيرات، وتؤكد بقاءها واستمرارها وازدهارها، عبر إصدارات متخصصة ترافق الجريدة الأم، فبعد ملحق (جريدة عمان الثقافي)، الذي تزامن صدوره مع تصاعد الرهانات ضد بقاء الصحافة الورقية، فدحض كل التكهنات بزوال هذه الصحافة نظرا للحفاوة البالغة التي استقبل بها في أوساط المهتمين، وما زال يوالي إصداراته بتنوع موضوعي ولغة عميقة لإثراء الذائقة الثقافية.

واليوم تضيف جريدة عمان تأكيدا آخر على صمود الصحافة الورقية، وتصدر العدد الأول من «ملحق جريدة عمان العلمي» للقارئ العربي، لتخطو بذلك خطوة أخرى ضمن خطواتها الشجاعة، عبر الغوص في أعماق العلم والمعرفة، والبحوث والدراسات والتقنية والتطور، ومواكبة عصرية للنهضة العالمية في مجال التقانة والعلم والاكتشاف والمعرفة، والذكاء الاصطناعي.

لقد استطاعت جريدة عمان عبر المحتوى الصحفي اليومي الذي تقدمه أن تشكل صورة ذهنية وواقعا صحفيا يتماشى مع معطيات الحاضر وتطور وسائل الإعلام المقروء، ومع الحفاظ على جودة المحتوى وتنوعه واستقطاب كتّاب من الداخل والخارج، يكتبون في شؤون مختلفة، استطاعت أن تحافظ على مسار التقدم والتطور والحفاظ على قاعدة المتابعين لها وتوسعها إلى خارج الحدود، ومواكبة التقنية عبر حساباتها في مواقع التواصل الإلكتروني.

إن إصدار ملحق شهري أو أسبوعي متخصص ليس بالأمر السهل، بداية من اختيار نوع الملحق وتخصصه، مرورا بالمواد والمواضيع التي سوف يتناولها، وصولا إلى مراجعة المواد التحريرية وصياغتها وتصحيحها وإخراجها بالشكل والمضمون الذي يتناسب مع الملحق، ومن يعمل في هذا المجال يدرك حجم الجهود التي تبذل من أجل ذلك، ولكن عندما يواكب الطموح همم متوقدة وعازمة على تحقيق الأفضل، فإن الصعاب تلين والأمنيات تتحقق.

ويحقق إصدار ملحق عمان العلمي نقلة نوعية للمحتوى الصحفي الذي تقدمه جريدة عمان، ويضيف إنجازا جديدا للإعلام العماني الذي حصد مؤخرا 11 جائزة في المسابقات الإذاعية والتلفزيونية الرسمية للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون في دورته الثالثة والعشرين بتونس، في دلالة واضحة على النهج الإعلامي الناجح في سلطنة عمان.

وإذ تحتفل (عمان) بإصدار الملحق العلمي اليوم، فإننا نهنئ أنفسنا وكافة الزملاء في الصحافة والإعلام، بهذه الإضافة المتميزة، حيث يجد الجميع في الخميس الثالث من كل شهر مادة علمية عميقة في المضمون والرؤية.