بشفافية : عمان.. ثروة الفكر والإبداع
غداً عند الساعة السابعة مساء بتوقيت سلطنة عمان تنتهي فترة التصويت لدعم المبتكرة العمانية سمية بنت سعيد السيابية، المرشحة للفوز بجائزة برنامج نجوم العلوم عن ابتكارها في المجال البيئي «التحليل الحيوي للميكروبلاستيك بطريقة جديدة من البايولوجي والنانوتكنولوجي»، وهو مشروع اجتهدت المبتكرة فيه من الفكرة إلى تحقيق النتيجة، ووضعها أمام لجنة التحكيم في المرحلة النهائية للفوز بالجائزة.
ولعل الجميع تابع حجم التفاعل الرسمي والمجتمعي مع مشروع سمية السيابية، وهذا التفاعل الإيجابي مع فتاة عمانية مبتكرة يعود إلى تعطش المجتمع لوجود مثل هذه العقول الشابة التي يحتاج إليها كل مجتمع لتكون قدوة ويفخر بها ويباهي بها، ويضعها مثالا للأجيال للاقتداء بها وبفكرها وطموحها، خاصة وأن وسائل التواصل الاجتماعي أبرزت بعض النماذج التي تقدمت في المشهد رغم اضمحلال المحتوى والفكر، مما ساهم في تعطش المجتمع إلى وجود أمثال سمية لتغيير بعض الاتجاهات في المتابعة والاقتداء.
إن دعم المبتكرين والمفكرين والمبدعين من سمات الدول المتقدمة، وكل مجتمع يفخر ويفاخر بمثل هذه الكوادر المفكرة المبدعة التي تسهم بفكرها وإبداعها وتسخير علمها بما ينفع البشرية، وسلطنة عمان واحدة من بين الدول التي ركزت على الابتكار ودعم المبتكرين وسخرت لهم الحاضنات لمشاريعهم وأفكارهم، ورسم المسارات الصحيحة لتطبيقها على أرض الواقع، خاصة في هذه الفترة التي تزدهر فيها الأفكار والمشاريع التي يمكن أن يستفاد منها في العديد من المجالات.
لقد أنجبت سلطنة عمان العديد من العلماء والمفكرين والمبتكرين في مجالات عديدة، ويوجد في أوساط مجتمعنا العماني من يشغلون مراكز مرموقة في المجال العلمي والابتكاري في الطب والفلك والاقتصاد والهندسة وغيرها من المجالات، ويمكن القول إن العديد منهم لم ينالوا نصيبهم من تسليط الضوء على فكرهم وإبداعهم ومشاريعهم، ولكن ما حصل من وقفة رسمية ومجتمعية مع مشروع سمية السيابية يفتح المجال للتركيز الإعلامي على غيرها من المفكرين والمبتكرين لينالوا حقهم في الظهور وليتنفس المجتمع بفكرهم، وليستقر فكر الأجيال بأن المجتمع فيه من الكفاءات المبدعة والمفكرة ما يؤهلهم ليكونوا قدوة ومصدر فخر.
إن فوز مشروع سمية السيابية مهم، ودعمها مطلوب من كافة أفراد المجتمع، ومن لم يصوت إلى الآن بإمكانه التصويت، وعلى الرغم من طموحنا كمجتمع في الفوز وتحقيق الإنجاز، إلا أننا وبغض النظر عن النتيجة، فزنا بوجود مشروع رائد لمبتكرة عمانية يسجل باسم عمان ويمكن أن يستفاد منه في المستقبل.
كما أننا فزنا بلحمة المجتمع، وبمشروع بحثي يعطي دفعة معنوية وحافزا كبيرا لجميع الطموحين من أبناء هذا الوطن العزيز لشق طريقهم نحو الابتكار والإبداع.
