بشفافية :خطر داهم على الفطرة السليمة !

14 يونيو 2023
14 يونيو 2023

المتابع لما يدور حول العالم من تبني قوى عالمية لمفاهيم خطِرة تدعو إلى مخالفة الفطرة الإنسانية السليمة والدعوة إلى سلوكيات منافية للأخلاق وغيرها من التوجهات تحت غطاء (الحرية) التي يروج لها بشعارات ظاهرها إنساني وباطنها خطر داهم على الفطرة الإنسانية السوية السليمة، يدعونا إلى توخي الحذر تجاه كل ما يحاك من مؤامرات ضد الفطرة الإنسانية التي لسنا بعيدين عنها، فالعالم اليوم أصبح - قرية صغيرة - وما يحصل في أقاصي الأرض نعرفه في ثوان مع الطفرة التكنولوجية المتسارعة التي تفتح الباب على مصراعيه لنشر أفكار بعيدة عن الفطرة السوية.

ومن الواضح أن كل هذه الهالة الضخمة المروجة للخروج عن الفطرة الإنسانية ، لا تتبناها مجموعات صغيرة، بل منظمات وقوى متغلغلة في كثير من القطاعات، لا سيما وسائل التواصل الإلكترونية الحديثة التي تعتبر اليوم الوسيلة الأكثر انتشارا بين البشرية، لذلك فإن التوسع والانتشار في بث الرسائل الهدامة للأخلاق والمبادئ تجد رواجا في كثير من البلدان، وهذا الانسياق الخطير الحاصل على مستوى العالم، يجعلنا أمام تحد جديد يحتم علينا مجابهته بكل الوسائل ابتداء من الأسرة وصولا إلى مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والأفراد.

إن الغزو الفكري حرب تشنها قوى خفية، ضد المجتمعات السوية ذات الثقافة المعتدلة المحترمة للإنسان ومعتقداته وأفكاره وتوجهاته وإنسانيته، وهذه الحرب أخطر من حروب السلاح أو الاقتصاد، ففي الحروب التقليدية التي تستخدم فيها الأسلحة يعرف الخصم فيها عدوه وتوجهاته وأهدافه وغايته، وفي الحروب الاقتصادية كذلك، لكن الحرب (الفكرية) عبر إدخال سلوكيات ومفاهيم وعادات وتقاليد دخيلة على مجتمعك وبطرق مبطنة هي الأخطر حيث تتسلل هذه الأفكار خفية إلى الشباب والمراهقين وهم ـ عماد المستقبل ـ لتقتل فيهم الأخلاق والمبادئ وتحطم كيانهم الإنساني القائم على تعاليم الدين وقيمه مبادئه.

إن المجتمع العماني متمسك بقيمه الأصيلة وتعاليم دينه الحنيف، وقد حرصت القيادة الحكيمة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ على ترسيخ ذلك حيث أكد جلالته خلال اجتماع لمجلس الوزراء أهمية العمل على ترسيخ المبادئ والقيم العُمانية الأصيلة المستمدة من تعاليم ديننا الحنيف، وحث الأُسر على الأخذ بأيدي أبنائها وتربيتهم التربية الصالحة، لذلك فإن العمل على ترسيخ القيم أصبح واحدا من الضروريات في منهاج الأسر المستقرة لبناء مجتمع مستدام يعتز بهويته ويصمد تجاه المتغيرات.

إن المجتمع العماني واحد من بين المجتمعات التي تستمد منهاج حياتها من الدين الإسلامي الحنيف، ويتكئ على إرث تاريخي وحضاري وإنساني أصيل ضارب في القدم، واكتسب عادات وتقاليد حميدة من إرث تاريخي عظيم بمنهج إنساني متزن يستطيع من خلاله أن يصمد تجاه كل المتغيرات، إلا أن الأجيال بحاجة دائما إلى من يقوم مسارها ويصحح سلوكياتها ويقوي عزيمتها بالتعليم واكتساب السمات الأصيلة .

من هنا يأتي دور الأسرة في تكوين شخصية الأبناء بترسيخ السلوكيات الحميدة في نفوسهم، وغرس تعاليم الدين الحنيف والاعتزاز بإرثهم الإنساني النبيل، ليكون لهم سدا منيعا أمام الأفكار السلبية والدخيلة.

كما أن الجميع مطالب بأن يكون له دور في هذا الجانب، بالتوعية وغرس مفاهيم الهوية العمانية والتمسك بالعادات والتقاليد، فما يدور من ضغوط لهدم أفكار الشباب خطير ويجب التصدي له.