بشفافية: خطاب الطمأنينة

12 أكتوبر 2021
12 أكتوبر 2021

جاءت مضامين الخطاب السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ والذي تفضل وألقاه أمس وتناول بشمولية تأثيرات الإعصار (شاهين) والأنواء المناخية التي تعرضت لها السلطنة، ومحافظتا شمال وجنوب الباطنة على وجه الخصوص ومراعاة المواطن كأولوية لمعالجة أوضاعه وإعادة شؤون حياته إلى طبيعتها، لتؤكد أن عمان بخير وعين سلطانها المفدى تتابع الأوضاع باستمرار ومنذ الوهلة الأولى تجسدت المتابعة السامية الكريمة منذ البداية على أرض الواقع قبل وأثناء وبعد تأثيرات الإعصار، من خلال الجهود الوطنية العظيمة التي بذلتها مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وشهد لها الميدان في كل شبر من هذا الوطن العزيز خصوصا في شمال وجنوب الباطنة اللتين تعرضتا لشدة الإعصار وآثاره.

وقد كانت المؤسسات الحكومية بمسؤوليها وموظفيها والقطاعات العسكرية كافة حاضرة في ميدان الحق والواجب، ووقفت مستعدة على الأرض لتهب فور توقف الإعصار والأمطار للنجدة والمساعدة والعون وتقديم الواجب وإصلاح الأضرار، وفي السماء كان نسور الوطن يرقبون الهدوء الذي يسمح لهم بالتحليق للإنقاذ والإسعاف والنقل والإيواء وإيصال المؤن جوا لمن تعذر الوصول إليها برا، وفي البحر كانت أسود البحرية السلطانية العمانية تمخر أمواج بحر عمان بقواربها وسفنها لتكتمل منظومة الإسناد والاستعداد والحماية، وكذلك العين الساهرة لشرطة عمان السلطانية وهيئة الدفاع المدني والإسعاف والمؤسسات الأهلية التي كانت ولا تزال تؤدي أدوارها بروح وطنية متدفقة بالعزيمة والقوة والجد، فكل هذه المنظومة الوطنية القوية كانت ولا تزال مسخرة للمواطن والمقيم على أرض العزة والشموخ ومن أجل المواطن الكريم الذي دائما وأبدا ما يكون في صلب الاهتمام والرعاية، فمنذ صبيحة يوم الاثنين من أسبوع الإعصار وبدء الأودية في الجريان بغزارة شديدة، هبت كل هذه المنظومة الوطنية لأرض الميدان تؤدي واجبها الوطني تجاه عمان وأبنائها الأوفياء.

ومع خطاب جلالته ـ أيده الله ـ بضرورة مواصلة الجهود من قبل الجميع فإن هذه المنظومة الوطنية للحكومة بكافة قطاعاتها سوف تواصل جهودها وتسخير إمكانياتها وقدراتها لتواصل العمل المخلص تجاه الوطن العزيز ومواطنيه الأوفياء وكل ما يعيش على تراب عمان الطاهر.

وعندما يأتي النطق السامي ويؤكد متابعة ما حدث ـ أولاً بأول ـ ، فقد غرست هذه المتابعة السامية الطمأنينة في نفوس أبناء عمان الأوفياء لتنام أعينهم قريرة وتسهر عين القائد وحكومته ومؤسسات الدولة على أمن وراحة المواطن وضمان استقراره وعيشه الكريم، وتهنأ قلوب المواطنين وتستقر فعاهل البلاد المفدى ـ أيده الله ـ يتابع باهتمام بالغ كل ما من شأنه إعادة الحياة إلى طبيعتها .

لكل حدث جسيم دائما ما تكون هناك أولويات لإدارته بالشكل الصحيح وتجاوز تأثيراته، وخطاب جلالته ـ أعزه الله ـ أكد على أن توفير متطلبات الحياة الأساسية للمتضررين، هي أولوية أولى في هذه المرحلة، وهذا الجانب أضاف بعدا هاما في جانب العناية بالإنسان كأولوية مطلقة ترتكز عليها مضامين الخطاب السامي وتوجهات القيادة نحو معالجة الأضرار بشكل عاجل وفق سلم أولويات هدفها الأول حياة الإنسان العماني والاشتغال على استقراره وحياته الكريمة وعودة المواطن بأمان إلى مسكنه وقريته ومنطقته.

إن حياة الإنسان مرتبطة بالبنى الأساسية لينعم بها ويمارس حياته اليومية بسهولة ويسر، لأن هذه البنى كلها منجزات سخرتها الحكومة للمواطن والمقيم على هذا الوطن العزيز، لتمضي الحياة وتتقدم، وقد جاء خطاب جلالته ـ أعزه الله ـ ليضع النقاط على الحروف ويؤكد الاهتمام بإعادة شبكات البُنى الأساسية المتضررة، وبالفعل فقد بدأ العمل ويتواصل على كافة الأصعدة لإعادة البنى الأساسية إلى وضعها الطبيعي وبدأت الكثير من الخدمات تعود والبنى الأساسية تستعيد عافيتها، فهناك نسب متقدمة في إصلاح التيار الكهربائي وعودته إلى الكثير من المناطق المتأثرة، والاتصالات التي انقطعت بشكل كامل أثناء الإعصار بدأت تعود منذ أيام، أما الطرق والتي تعد شرايين الحياة التي تربط بين الولايات والمحافظات والقرى تم الاشتغال عليها وإعادة إصلاحها مباشرة في صباح اليوم التالي من تأثيرات الإعصار تدريجيا، سواء من قبل الخدمات الهندسية التابعة لوزارة الدفاع وهيئة الدفاع المدني والإسعاف، أو ما أسندته وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات من مناقصات بتوجيهات سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ ( الحزمة الأولى والثانية ) لشركة جلفار الهندسية لإصلاح الأضرار التي لحقت بعدد من الطرق بمحافظتي جنوب وشمال الباطنة، وبشكل سريع لعودة شرايين الحياة بين المحافظات وخدمة للأهالي والسكان والحياة بشكل شامل، حيث بدأت المعدات بالعمل وتواصل عملها هناك، إضافة إلى أن الكثير من الطرق تم افتتاحها وإن كانت غير مسفلتة إلا أن الجهود متواصلة بشكل تدريجي وتم إصلاح الطرق مبدئيا ووصل الإصلاح إلى المناطق الجبلية (ترابيا) بشكل مؤقت للوصول إلى الأسر والمناطق المتضررة هناك ومن ثم العمل على سفلتة الطرق، والعمل وفق خطط متدرجة سريعة المدى ومتوسطة وبعيدة المدى لوضع الحلول المناسبة لأي أخطار مستقبلية قد تتعرض لها شبكات الطرق.

إن النوائب تنعش في همم الرجال عزائم جديدة وتنهض في النفوس مشاعر الإخلاص تجاه الوطن، وخطاب العاهل المفدى ـ أبقاه الله ـ ذخرا لهذا الوطن العزيز وشعبه، أوقد في النفوس مزيدا من العزم وأثار الهمم في هامات أبناء عمان لمواصلة اللحمة الوطنية التي تتجسد هذه الأيام في جزء لا يتجزأ من بلادنا الغالية، وهي شمال الباطنة التي تتواصل فيها ملحمة البناء الوطنية.