بشفافية :حكمة السياسة العمانية

10 مايو 2023
10 مايو 2023

ما تحققه الدبلوماسية العمانية من إنجازات على المستويين الإقليمي والعالمي محل فخر واعتزاز لكل عماني، إذ تتجلى -حكمة السياسة العمانية- بما يتحقق من نتائج إيجابية على مستوى ملفات عديدة، كان لسلطنة عمان الدور الكبير في معالجتها، بتقريب وجهات النظر وحل الخلافات بالحوار في كثير من القضايا الإقليمية والدولية.

تتكئ السياسة العمانية على إرث دبلوماسي راسخ تحترمه دول العالم، من خلال ما أسسته عبر حقب زمنية طويلة من علاقات مع الدول الشقيقة والصديقة، مبنية على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الدول الداخلية.

وأبقت عمان أبواب الحوار مفتوحة دائما، مع الجميع، ودعت بشكل دائم الفرقاء إلى الحوار، واحتضنت العديد من الملفات الشائكة، لتكون (مسقط) بوابة الصلح والتفاهمات، كل ذلك تمارسه سلطنة عمان بهدوء، وحكمة ولأهداف سامية ونظرة بعيدة المدى تجاه صنع السلام في المنطقة والعالم.

وعندما تعود الجمهورية العربية السورية إلى الحضن العربي بعد سنوات من القطيعة، العربية ـ العربية، نتيجة الأزمة السورية، فإن ذلك يحمل دلالة عميقة على نجاح السياسة العمانية في مواقفها تجاه سوريا أثناء الأزمة، ومساعيها المتواصلة لإنهائها ووقف تداعياتها المدمرة.

إن موقف سلطنة عمان تجاه سوريا، يعود بنا إلى موقفها تجاه جمهورية مصر العربية الشقيقة في سبعينيات القرن الماضي عندما قاطعت معظم الدول العربية مصر، بينما أبقت عمان علاقاتها مع الشقيقة مصر قائمة، رغم أن قطع العلاقات استمر قرابة 10 سنوات.

وتواصل السياسة العمانية جهودها في حل الخلافات بين اليمنيين، ووقف الحرب، وتعمل سلطنة عمان مع شركائها في المنطقة والعالم على وقف إطلاق النار ودعوة الفرقاء إلى طاولة الحوار، إضافة إلى ذلك ظلت سلطنة عمان إلى جانب القضية الفلسطينية.

وكما أسهمت السياسة العمانية بدور فعال في الكثير من الملفات، كانت دائما مرحبة بالسلام وعودة العلاقات بين الدول، ودعمت كل جهود رامية إلى إحلال السلام والوئام بين الدول.

إن سلطنة عمان تؤمن دائما أن الخلافات مهما تعمقت، لا تحل إلا بالحوار، وأن العلاقات بين الدول تمر بازدهار وفتور، ولكن القطيعة ليست حلا، ويبقى الحوار والتفاوض هو السبيل إلى الوصول للتفاهمات بين الدول.

إن السياسة العمانية بمواقفها الداعية للحوار والسلام، كسبت احترام الدول والشعوب، والمؤسسات والمنظمات الدولية التي تشيد بجهود الوساطة العمانية ودورها المحوري في نشر السلام.

وعلى الرغم من المتغيرات الإقليمية والعالمية وما يشهده العالم من حروب وأزمات، إلا أن السياسة العمانية، ظلت ثابتة ومحافظة على علاقات طيبة مع الجميع، تعزز وحدة الصف العربي بكل ما تملك من إمكانيات، وتواصل مساعيها السامية في خدمة قضايا المنطقة.

إن الإيمان بالسلام والحوار، عقيدة سياسية عمانية راسخة، حيث لا يمكن للدول أن تتقدم إلا بالأمن والأمان، وهذان الأمران لا يمكن أن يتحققا إلا بتوفير السلام والاستقرار والطمأنينة التي بدورها تسهم في تقدم الأمم وازدهارها.